إن كنت تريد شركة أكثر تجديداً وابتكاراً فعليك أن تتخلص من هؤلاء الأشخاص اليوم قبل الغد! نحن نعلم أولادنا أن يعملوا بجد وألا يستسلموا أمام الصعوبات أبداً، ونعلمهم أيضاً أن يظهروا امتنانهم لمن يساعدهم وأن يتفاءلوا بالخير دائماً، وكذلك أن يبحثوا عن كنوز الجمال والخير والتقدم في كل مكان وفي كل شخص أيضاً.


لكننا نعلمهم كذلك أن عليهم أن يتخلصوا من بعض الناس في حياتهم بسبب تأثيرهم السلبي على إمكانات استمرارهم في التقدم. وكم يكون المرء مرتاحاً عندما يودع شخصاً كان على الدوام جزءاً من المشكلة لا جزءاً من الحل! هناك ثلاثة أنواع من الناس الذين يقفون سداً منيعاً في وجه أي محاولة للتجديد والابتكار:

الضحايا:
هناك من يشعر دائماً أنه ضحية أمر ما ويقول: "أتصدقون ما يطلبون منا فعله الآن؟ وهم لا يعطوننا وقتاً كافياً أيضاً! لم يدفعوا لي جيداً مقابل ذلك، رئيسي في العمل لا يهتم بي". إنهم أشخاص يرون في كل مشكلة مناسبة للانقضاض على الآخرين بدلاً من اعتبارها عقبة لابد من تحديها والتغلب عليها، يمكن أن يلعب أي منا هذا الدور في لحظة ما، لكنه يمثل نمط حياة عند البعض الذي نقصدهم بكلامنا هنا. يشعر هؤلاء الناس بالاضطهاد من قبل كل شخص وكل شيء، والظاهر أنهم يستمتعون بهذا الشعور، وغالباً ما تراهم غاضبين منزعجين ومتذمرين دائماً، وعندما تشعر أن كل شيء يسير على ما يرام يعثر هؤلاء على ما يثير تذمرهم وشكواهم. لا مكان لشخص من هذا النوع في أي فريق عمل يتسم بروح الإبداع والتجديد، إن عليك أن تتخلص منهم، لكن انتبه جيداً لأنهم أكثر من يستطيع أن يتهم الشركة بالظلم والتجني، وهم عملاء ملائمون للمحامين المستعدين للانقضاض عليك دائماً.

من لا يؤمنون بالشركة:
يقول هؤلاء: "لماذا نبذل كل جهدنا من أجل هذا الأمر؟ وحتى إذا خرجنا بفكرة جيدة فمن المرجح أن يقتل مديرنا فكرتنا في مهدها، وإذا لم يفعل ذلك فسوف تقتلها السوق عند تنفيذها، لقد رأينا هذا يحدث مئات المرات". يقول هنري فورد: "إن كنت تظن أنك تستطيع، وإن كنت تظن أنك لا تستطيع، فأنت محق في الحالتين"، الفارق بين فريق العمل الناجح الذي يبتكر تجديدات حقيقية في مجال عمله وبين الفريق الفاشل الذي يفتقر إلى قوة الإرادة اللازمة للنجاح يكمن في عبارة فورد هذه، يؤمن الناجحون بقدرتهم، أما الفاشلون فيشكون دائماً في إمكانية النجاح في أي شيء.

من يعرفون كل شيء:
هناك أشخاص يظنون أنهم يعرفون كل شيء أفضل من أي شخص آخر، وهم يقولون لك: "من الواضح أنك لا تفهم طبيعة العمل هنا، إن الأنظمة لا تسمح بفكرة من هذا النوع، كما أن المساهمين في الشركة لن يقبلوا بهذا الأمر، إن قسم المعلوماتية في الشركة لا يتمتع بالبنية التحتية الكافية لدعم هذه الفكرة. ثم هناك مسألة أخرى تتعلق..." إن من يجيدون التعلم هم من يستطيعون أن يكونوا مجددين فعلاً، أما من يعرفون كل شيء فهم لا يشعرون بحاجة إلى معرفة شيء جديد أو إلى ابتكار شيء مختلف، وهذا يعني أن ثقافة التجديد هي ثقافة تعلم بالضرورة أما من لا ينتمي إلى هذه الثقافة فليس له مكان أو دور يقوم به في شركة تطمح إلى مزيد من التجديد والنجاح. قد يكون تعلم ذلك أمراً صعباً! نجد في المدارس أن من يعرف كل شيء يفوز بأعلى الدرجات ويتلقى التكريم ويذهب إلى الجامعة ثم يحصل على دخل جيد عندما يبدأ العمل، أما في ميدان العمل تحديداً فإن من يعتبر نفسه قد تعلم كل شيء يكون أسوأ العاملين على الإطلاق.