الدور الفعال للمذاكرة والدراسة:
إنها الجوائز التي ستنالها بإذن الله حينما تقوم بالمذاكرة بطريقة فعالة، وبكفاءة عالية؛ ومنها ما يلي:

  1. نيل الثواب والأجر:

فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا؛ سلك الله به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضًا لطالب العلم ...) [رواه أبو داود، (3643)]، ولا ريب أنك كلما صرت أكثر تفوقًا واجتهادًا في استذكار دروسك، وكلما وظفت ما تعلمت في سبيل نجاح بلدك، ونهضة أمتك؛ زاد ثوابك، ورجحت كفة حسناتك، ما دمت في كل ذلك مستحضرًا النية الصالحة في مذاكرتك لدروسك.

  1. قيمة الإتقان:

فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه) [رواه الطبراني في الأوسط، (909)]؛ ولذا فأنت كطالب مطالَب بإتقان عملك، وتأدية دورك على أكمل وجه؛ فذلك مما يحبه الله ويرضاه لعبده، وكفى بذلك فضلًا وشرفًا.

  1. اجعل لك مكانة في عصرك:

فنحن اليوم في عصر العلم والتكنولوجيا والتطور، ودرجة كبيرة من قيمة أي شخص تعتمد على ما يملك من علم، وما يملك من شهادات، وما يتقن من مهارات، فكما يقول عبد الكريم بكار: (لا شيء كالإنجاز يحقق الذات، ويورث صاحبه التميز)

  1. ابنِ مستقبلك بنفسك:

عليك أن تثق بنفسك وتعتمد على ربك في حياتك، وفي بناء مستقبلك، فلن يبني أحد لك حياتك، ولن يحقق لك أحد أحلامك، بل أنت الذي ستحققها بنفسك، وأول خطوات تحقيق الأحلام هو التسلح بالإمكانات التي تؤهلك لذلك، ومنها الحصول على التخصص العلمي الذي ستعمل من خلاله فيما بعد.
عوائق المذاكرة الفعالة:
وبالرغم من إدراك معظمنا أهمية ودور المذاكرة والتعلم في بناء الشخصية، وفي النجاح والتميز، إلا أن هناك لصوصًا خمسة، تسرق من فاعلية المذاكرة؛ ومنها ما يلي:

  1. ضعف القدرة على التركيز أثناء المذاكرة، مما يجعلك تفقد وقتك في التنقل من درس إلى آخر، ومن مادة إلى أخرى دون أن تذاكر شيئًا.
  2. تراكم الدروس، وعدم القدرة على تنظيم وقتك للانتهاء منها.
  3. كراهية بعض المواد الدراسية، وتصديق الفاشلين الذين يخوفونك منها؛ فتشعر باستحالة مذاكرتها.
  4. أصدقاء السوء الذين يضيعون وقتك في اللهو والهراء دون تقدير لأية مسئولية.
  5. القلق والتوتر الناتجان عن المشكلات الأسرية أو العاطفية، والتي تشتت الذهن، وتضعف من قدرتك على الاستذكار الجيد والتقدم الدراسي.

كيف السبيل إلى المذاكرة الفعالة؟
وها نحن نصف لك الطريق نحو مذاكرة فعالة، والتي تقوم على أسس ثلاثة هامة؛ وهي:

  1. الأساس الأول: اجعل البداية سهلة:

فمشكلة معظمنا تكمن في أننا لا نستطيع بدء العمل؛ ولذا حتى تتغلب على هذه المشكلة، اجعل بدايتك للمذاكرة سهلة، وإليك بعض الاقتراحات التي تعينك:

  • خلق مناخ مناسب للعمل: وذلك بإعداد المكان جيدًا قبل أن تبدأ المذاكرة.
  • وضع فوائد الدراسة نصب عينيك: هذا من شأنه أن يجعلك تستجمع قواك، ويلهب في نفسك الحماسة للتعلم؛ ولذا فاحرص على أن تكتب فوائد المذاكرة وتعلقها فوق مكتبك، أو في مكان تراها فيه باستمرار.
  • ضع قائمة مسبقة بالمهام المطلوبة: فأحيانًا تكون مشكلتنا هي وجود مهام كثيرة جدًّا من الدروس التي ينبغي علينا أن نذاكرها، ولا ندري من أين نبدأ وكيف ننتهي؟ فيصيبنا الإحباط بسبب ذلك، ونضرب بكل شيء عرض الحائط، وللتغلب على ذلك يجب أن تضع قائمة بالدروس التي ينبغي أن تذاكرها كل يوم، ووقتًا متوقعًا لكل مهمة، ثم تشرع في التنفيذ خطوة خطوة.
  • خذ وقتًا للاستراحة بين العودة من المدرسة وبدء المذاكرة: فاليوم الدراسي يوم طويل، وأنت تحتاج قسطًا من الراحة بعده، وهذه الراحة من شأنها أن تنعش النفس، وتعيد لها الحماسة من جديد.
  • جهز كل شيء قبل أن تبدأ المذاكرة: مثل الكتب، والأقلام، والآلة الحاسبة، والورق؛ فالقيام لإحضار الأشياء يقطع تسلسل أفكارك.
  • البدء بالذكر والدعاء: اذكر الله قبل مذاكرتك، وسله سبحانه وتعالى أن يسهل عليك الفهم والاستيعاب، وقل كما علمك النبي صلى الله عليه وسلم إذا واجهت أية صعوبات: (اللهم لا سهل إلا ماجعلته سهلًا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلًا) [رواه ابن حبان، (979)].


  1. الأساس الثاني: الاستمتاع بالمذاكرة:

فكثير منا يجد المذاكرة عبئًا عليه بدلًا من الاستمتاع بها، ومن المعلوم أن الإنسان يتقن تنفيذ الأعمال التي يستمتع بها، فإليك بعضًا من النصائح التي تعينك على الاستمتاع بالمذاكرة:

  • استغل أفضل أوقات يومك: حاول أن تستغل تلك الأوقات التي تشعر فيها بالنشاط والحيوية في إنجاز مذاكرتك.
  • المذاكرة في أوقات قصيرة: يفشل الكثير في المذاكرة؛ لأنهم يعتقدون أنه منذ لحظة البدء فيها يتوجب عليهم الاستمرار لساعات طويلة بدون توقف؛ مما يثبط همتهم، لذا قَسِّم وقت المذاكرة إلى فترات قصيرة، لا تزيد كل منها على ساعة، واجعل بينها فترات للراحة بمعدل 10 دقائق كل ساعة.
  • ذاكر في نفس المكان كل يوم: ففي هذا المكان يتكون لك رابط عقلي تجاه المذاكرة، وتتعود على الجدية في العمل؛ ولذا حافظ عليه، ولا تذاكر على الفراش وإلا سيغلبك النعاس، ولتجلس على مكتب أو منضدة، واحرص على الإضاءة الجيدة في مكان المذاكرة، وابتعد عن مصادر التشويش.


  1. الأساس الثالث: الانتهاء الجيد من فترة المذاكرة:

عليك أن تنهي فترة مذاكرتك بطريقة جيدة، تساعدك على استكمال المذاكرة فيما بعد؛ وإليك بعض الإرشادات لإنهاء المذاكرة بصورة جيدة:

  • احفظ عملك بطريقة تسهل عليك الوصول إليه: في نهاية المذاكرة استخرج مادتك، واحفظها في ملف، احفظ المعلومات والملاحظات التي دونتها في مكان محدد؛ حتى لا تضيع وقتك في البحث عن المعلومات أو الملحوظات، التي حفظتها ونسيت مكانها بعد ذلك.
  • كافئ نفسك عن كل فترة مذاكرة: فنحن نستمتع بعمل الأشياء أكثر إذا كانت هناك مكافأة على أدائها؛ لأن هذا سيدفعك للرغبة في تكرارها، ومفتاح النجاح في ذلك أن تجعل المكافأة بسيطة وفورية، فمثلًا أعطِ لنفسك جائزة رمزية بعد كل ساعة مذاكرة، مثل شرب كوب من العصير، أو الاتصال بصديق عزيز.
  • احمد الله تعالى واشكره: على ما وفقك إليه من العمل، وسيزيدك من فضله بإذن الله تعالى.

الواجب العملي:
1. قُم بكتابة فوائد المذاكرة، وعلقها فوق مكتبك؛ لتقوي حافز المذاكرة لديك.
2. نظف المكان الذي تذاكر فيه، وقم بتنظيمه جيدًا، واجعله مكانًا مشجعًا للمذاكرة.
3. ضع خطة لما ستذاكره خلال اليوم قبل أن تشرع في المذاكرة.
4. تعرف على أفضل أوقات يومك في المذاكرة، وذاكر خلالها أهم الدروس.
5. كافئ نفسك عن كل إنجاز تحققه في المذاكرة.
6. مارس الأسس الثلاثة للمذاكرة الفعالة، وداوم عليها حتى تتقنها تمامًا، وتكون جزءًا من حياتك