يختلف الباحثون في تحديد طبيعة العَلاقة بين الاستدلال والتفكير الناقد، ولكنهم يتَّفِقون على أن التفكير الناقد يقع في مستوى العمليات العقلية المركبة والمعقدة التي يتفرع عن كلٍّ منها عدَّةُ مستويات من مهارات التفكير الأساسية. ومن الاتجاهات البارزة التي تناولت العَلاقة بين الاستدلال والتفكير الناقد ما يأتي: اتجاهٌ يرى أن مهارات التفكير الناقد تختلفُ عن مهارات الاستدلال، ويميز بين عمليات التفكير وإستراتيجياته ومهاراته المختلفة؛ من حيث مستوى التعقيد والشمولية والعلاقات الوظيفية لكل منها (Beyer, 1987)، ويقدِّم هذا الاتجاه تصنيفًا للعمليات المعرفية الرئيسة يضم ثلاثة مستويات؛ هي: • إستراتيجيات التفكير، وتشمل حل المشكلات، واتخاذ القرار، وتكوين المفاهيم. • مهارات التفكير الناقد، وقد سبقت الإشارة إليها. • مهارات التفكير الصغرى، وتنقسم إلى قسمين: مهارات معالجة المعلومات: وهي مشتقة من تصنيف بلوم للأهداف التربوية المعرفية، وتضم الاستدعاء، والترجمة، والتفسير، والتنبؤ الاحتمالي، والتطبيق، والتحليل، والتركيب، والتقويم. الاستدلال: ويضم مهارات الاستقراء والاستنباط والتمثيل. وبموجب هذا الاتجاه، فإن كلاًّ من مهارات التفكير الناقد ومهارات التفكير الصغرى تشكِّل اللبناتِ الأساسية لإستراتيجيات التفكير. اتجاهٌ لا يفرِّق بين التفكير الناقد والاستدلال، ويقسم مهارات التفكير الناقد إلى ثلاثة أنواع: استقرائية واستنباطية وتقييمية (Udall & Daniels, 1991)، وهكذا يتضح أن الخلاف بين أودل ودانيلز وتصنيف باير لمفهومي التفكير الناقد والاستدلال، ينحصرُ في المكون الثالث للتصنيفينِ، وهو التفكير التقييمي في الأول، والاستدلال التمثيلي في الثاني.