الإدارة عملية جوهرية لتسيير أمور الإنسان، وقد تميز بها الإنسان عن غيره من الكائنات الحية فنلمسها عندما يحتاج الإنسان لترتيب حياته وشؤون أسرته وكذلك في المنشآت الصغيرة أو المنظمات الكبيرة يجب وضعها تحت آلية تنظيمية تؤدي بها إلى تحقيق أهدافها.

والمجتمع بحاجة إلى آلية بموجبها توجه منظماته وترتب سير العلاقات وشؤون أفراده ومتطلباتهم، كل ذلك يتم بموجب وسيلة هامة وهي الإدارة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف التي يطمح إليها المجتمع أفرادا ومنظمات.


الفقرة الثانية : تعريف الإدارة

• التعريف الأول : "هي عملية ذهنية وسلوكية تسعى إلى الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمادية لبلوغ أهداف المنظمة والعاملين بها بأقل تكلفة وأعلى جودة"

• التعريف الثاني : "هي ذلك النشاط المسؤول عن اتخاذ القرارات وصياغة الأهداف وتجميع الموارد المطلوبة واستخدامها بكفاءة لتحقيق نمو المنظمة واستقرارها عن طريق مجموعة من الوظائف أهمها : التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة والتقويم".


• التعريف الثالث : "هي الاستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية والمادية والمالية والمعلومات والأفكار والوقت من خلال العمليات الإدارية المتمثلة في التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق الأهداف".

في ضوء التعاريف السابقة يمكننا وضع تعريف أكثر تكاملا للإدارة وذلك على النحو التالي :

"الإدارة هي فن إنجاز الأعمال بواسطة الموظفين ومن منظور أوسع فإنها تنطوي على إنجاز الأهداف باستخدام الموارد البشرية والمالية والتقنية المتوفرة".

هذا ويقصد بالموارد :

- الموارد البشرية : الأفراد الذين يعملون في المنظمة.

- الموارد المالية : كل المبالغ من المال التي تستخدم لتسيير الأعمال الجارية والاستثمارات الطويلة الأجل.

- المعلومات والأفكار : تشمل الأرقام والحقائق والقوانين والأنظمة.

- الوقت : الزمن المتاح لإنجاز العمل.

لكن في سياق هذا التعريف نتساءل هل الإدارة هي فن أم علم.
إن الإدارة فن لأنه لابد للمدير أن يمتلك القدرة الشخصية على تطبيق الأفكار والنظريات والمبادئ الإدارية بطريقة ذكية ولبقة تعكس الخبرة والتجربة والممارسة، والإدارة علم لأننا ندرس في الجامعات نظريات ومبادئ وأفكار إدارية.

وبذلك يمكن القول أن الإدارة هي فن وعلم في نفس الوقت فالعلم يعلم الإنسان أن يعرف "To Know"، بينما الفن يعلمه أن