(فوض الشخص المناسب للوظيفة المناسبة، وفي الوقت المناسب، وكن مستعدًا للتغيير السريع)
بريان تراسي
فإن هدف تخطيط وتنمية المسار الوظيفي، هو التوافق بين الفرد والوظيفة، ولكن السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه هنا، هو كيفية اكتشاف وجود توافق (أو اختلاف) بين الفرد والوظيفة؟

هناك بعض الأساليب التي يمكن للمنظمة أن تستخدمها لاكتشاف هذا، ومن أهم هذه الأساليب ما يلي:

1. تقييم الأداء.
2. مختبرات المسار الوظيفي.
3. مراكز التقييم.
4. بحوث الرضا.

1.
تقييم الأداء:
يمكن أن يبين تقييم الأداء مدى التوافق بين الفرد ووظيفته، فإذا كان الفرد يؤدي وظيفته بالكامل بشكل ممتاز دل هذا على التوافق، أما إذا كانت تقارير تقييم الأداء تشير إلى أداء سيء، دل هذا على عدم توافق بين الفرد ووظيفته، وبتحليل تقرير الأداء يمكن التوصل إلى مجالات العمل، أو المهارات الناقصة في أداء الفرد، والتي يحتاج فيها إلى علاج.
وبإجراء مزيد من التحليل حول طبيعة هذه المجالات والمهارات، وطبيعة الوظيفة، وحول طبيعة الشخص، قد يمكن معرفة أسلوب العلاج، وأساليب العلاج كثيرة منها التدريب، والنصح والإرشاد، والنقل، والتنزيل الوظيفي، وغيرها.


2. مختبرات المسار الوظيفي:
تقوم بعض المنظمات بتصميم أنظمة تسمى مختبرات المسار الوظيفي، وهي عبارة عن تمارين واختبارات، والغرض الأساسي منها هو أن يكتشف الفرد طموحاته وآماله الوظيفية، وأن يكتشف ما لديه من إمكانيات وقدرات ومهارات تساعد في تحقيقها، وأن يكتشف ما لديه من نقص فيها؛ وذلك لكي يعوضه من خلال خطة يضعها لنفسه مستقبليًا، وقد تتضمن هذه الخطة التدريب، والقراءة، والقيام بمهام وظيفته، وممارسة مهارات معينة وتطبيقها.
وبجانب التمارين والاختبارات، يمكن استخدام مقابلات المشورة الخاصة بالمسار الوظيفي، ويقوم بها مستشار مدرب (من داخل أو من خارج الشركة)، والغرض الأساسي من الاستشارة (أو المشورة)، هو نفس الغرض المطروح في الفقرة السابقة.


3. مراكز التقييم:
هي عبارة عن برنامج متكامل من التمرينات والاختبارات، التي تهدف إلى قياس القدرات والمهارات والاستعدادات الإدارية، الحالية والمرتقبة، وبمقارنة ما تم قياسه بما يجب أن يتوافر لدى الشخص، يمكن التعرف على الفرق، وهذا الفرق يمثل ما يجب تطوير الفرد عليه، وذلك من خلال برامج تدريبية، أو برامج قراءة، أو غيرها من البرامج.


4. بحوث الرضا:
يدل الرضا على توافق الفرد مع وظيفته، كما يدل عدم الرضا على عدم التوافق (أي الاختلاف)، وتقوم بعض الشركات بإجراء بعض البحوث والاستطلاعات حول درجة رضا العاملين عن عملهم، وأوجه الرضا وعدم الرضا.

ومن أهم نواتج هذه البحوث، هي التعرف على الأسباب الوظيفية لعدم الرضا، وذلك مثل: انخفاض السلطة، وغموض العمل، وعدم تأهيل الموظف للوظيفة، وانخفاض كفاءة الإشراف، وسوء ظروف العمل، وغيرها من الأسباب، التي لو تم تغييرها من خلال نقل الموظف أو تدريبه، لأمكن إحداث نوع من التوافق بين الفرد ووظيفته.
إن الأربعة طرق السابقة تمثل بعض الطرق الشائعة، والتي تستخدمها المنظمات في اكتشاف مشاكل المسار الوظيفي لديها