ليست لدينا كقراء سيطرة على مدى سرعة نمو الأسواق، أو مدى حكمة البنوك في الإقراض. وإذا كان كل ما لديك هو جدول بياني زاخر بالتوقعات ذات اللون الأحمر، فإن من السهل أن تصاب بالشلل من خلال الخوف، وكذلك مقاومة التغيير. ولكن إذا استجمعت بعضاً من قواك العصبية، فإن الأوقات الصعبة يمكن أن تتيح لك فرصاً حقيقية لفصل نفسك عن هذا الوضع اليائس.





إن الشيء الوحيد المسبب للقلق زيادة على مسألة كثرة التغيير، هو القليل للغاية من التغيير. ويبدو أنه آن الأوان لإعادة التفكير في الاستراتيجيات التي اتخذتها شركتك منذ فترة طويلة، كما أنه وقت تحدي الحكمة التقليدية التي سادت صناعتك لعقود طويلة من الزمن. وهو، إضافة إلى كل ذلك، وقت دفع نفسك صوب التعلم، والنمو، والإبداع. وفيما يلي خمسة أسئلة ينبغي لقادة النشاطات العملية أن يوجهوها إلى أنفسهم، والى منظماتهم. وهي أسئلة تتحدث عن تحديات التغيير في لحظة يكون التغيير فيها أهم القضايا المطروحة. هل ترى فرصاً لا يراها منافسوك؟ يحب توم كيلي، المدير العام لشركة IDEO، اقتباس قول الروائي الفرنسي المعروف، مارسيل براوست، الشهير «إن الفعل الحقيقي للاكتشاف لا يتجسد في اكتشاف أراضٍ جديدة، وإنما بالرؤية من خلال عيون جديدة». وإن أعلى الشركات نجاحاً لا تكتفي فقط بالتفوق في المنافسة على غيرها، بل إنها تعيد تحديد شروط المنافسة من خلال تبني إحدى الأفكار النوعية الرئيسية.

هل توصلت إلى كيفية مساعدة تاريخ منظمتك لها في تشكيل مستقبلها؟ إن روح الإبداع حسب قول عالم النفس جيروم برونر هو «معرفة كيفية استخدام ما تعرفه بالفعل حتى تبلغ ما يتجاوز ما تفكر فيه بالفعل». وقد لاحظت أن أعلى قادة النشاطات العملية الذين قابلتهم إبداعاً لا يهملون الماضي، وأنهم يعيدون اكتشاف، وتفسير الأمور التي حدثت في الماضي كوسيلة لتصور ما يمكن أن يحدث في المستقبل. هل يستطيع زبائنك الاستغناء عنك؟ إذا استطاعوا ذلك، فإن من المحتمل أن يستغنوا عنك بالفعل. وقد حدد الباحثون في مؤسسة جالوب سلسلة من الارتباطات بين الشركات وزبائنها بحيث يمكن أن تتدرج من الثقة إلى النزاهة إلى الفخر، وإلى العواطف.

وتوجه جالوب سؤالاً بسيطاً لاستكشاف مسألة العواطف «هل يمكنك تصور عالم يخلو من هذا المنتج؟». وتبين أن أهم تحديات التغيير هو أن يصبح الشيء غير قابل للاستبدال. هل تحصل على أفضل المساهمات من معظم الناس؟ تأتي أفضل المساهمات الأشد فاعلية في أيامنا هذه من مصادر غير متوقعة، أي من «العبقرية المختبئة» داخل شركتك، ومن «العبقرية الجماعية» للزبائن، والمزودين، وغيرهم من الجهات المحيطة بشركتك. وتتطلب متابعة، وطرق أبواب هذه العبقرية أن تتذكر وأنت تحاول حل المشكلات أنك لا تملك جميع الحلول والأجوبة.

هل تتعلم بالسرعة ذاتها التي يتغير بها العالم؟ قد يكون هذا هو السؤال الأشد إلحاحاً الذي يواجه قادة النشاطات العملية في مختلف المجالات. ولا يستطيع قادة النشاط العملي التوقف عن التعلم في عالم طبعه التغير الدائم: والمسألة، هي كيفية دفعك ذاتك كفرد، بحيث تستمر في النمو، والتطور، بما ينعكس على النمو والتطور داخل شركتك.