تلخيص الفصل الثامن عشر (اصول الادارة) د. عبد الله جماعة جامعة بنها ( لخصه د. اسلام م. ح)
المفهوم الجامع للعولمة:
اندماج وانفتاح على العالم بحيث نتأثر على كافة المستويات العلمية والتكنولوجية والسياسية والاجتماعية والثقافية والحضارية ونؤثر فيها من امكانات وطاقات مؤثرة فى ظل تلاشى العوائق الجغرافية والثقافية وسلاسة انتقال رءوس الاموال .
العولمة والادارة:
اصبحت عملية اعادة تنظيم الاسواق امرا ملحا، وعلى المدراء ان يتفهموا هذا الواقع فى ظل التكتلات التى تهدف الى السيطرة على الاسواق التى تميزت بتخفيض التعريفة الجمركية والتخلص من نظام الحصص على التجارة مثل الاتحاد الاوربى .
ولكن تكمن المشكلة كما قال جريفن ان الدول الاقتصادية الكبرى سوف تمارس نفوذا قويا فى ظل ضعف الدول الاخرى فى اعادة تنظيم اسواقها بفعل التطور السريع للعولمة .
ومن هذه الدول مصر فهنا ضعف ظاهر فى القدرات الادارية والتنظيمية لذا فمن المتوقع تحديات ومنافسة شرسة عند رسم الاستراتيجيات التسويقة والتسعيرية وكيفية توزيعها لتلائم الذوق العالمى المتنوع ثقافيا واجتماعيا فى ظل هيمنة منظمات كبرى عالمية داخليا وخارجيا.
التحديات التى تفرضها العولمة:
تتطلب العولمة اتجاه الادارة الى النظام العالمى الجديد الخروج الى الاسواق العالمية فعلى المدراء ان يدركوا التغيير وان يقبلوا المنافسة وان يكونوا ملمين بثقافات وقيم واذواق مختلف اسواق العالم ودراسة وتقييم المنافسين بهدف وضع الاستراتيجيات الادارية والانتاجية والتسويقية المناسبة من منظور عالمى
لذا فالدول التى استجابت لمتغيرات العولمة مثل تحرير الاسواق وتنمية الصادرات وتطبيق سياسات سليمة عن طريق تطوير السياسات التسويقية والاستراتيجيات التسويقية الفعالة مع الاندماج او التحالف مع شركات منافسة او التكامل معها من المحتمل ان تسير موازية للاقتصاديات المتقدمة وتحافظ على نصيبها من السوق العالمى.
ابعاد قضية العولمة وتحدياتها:
1- تحرير التجارة تحريرا كاملا .
2- منع اى عوائق على حركة نقل المنتجات بين الدول .
3- الغاء الرسوم الجمركية على المنتجات المستوردة.
4- حرية انتقال رءوس الاموال مع امكانية نقل المدخرات من بلد لآخر.
بدايات ظهور العولمة قديما :
قال تعالى فى سورة البقرة( كان الناس أمة واحدة) وقال تعالى فى سورة الحجرات (جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) و قال تعالى فى سورة هود (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) فسرها بن عباس فقال: للرحمة خلقهم لا للعذاب
الآيات صريحة فى ان تقسيم العالم الى تكتلات غنية واخرى فقيرة ليس هذا ما اراد الله بل هو تبديل وتحريف للشرائع السماوية لذا فالعولمة بهذا المفهوم الاسلامى هى الفطرة التى اراد الله الناس عليها فأتى الله بمحمد رحة للعالمين وليس لقومه فقط كمن سبقوه ليؤكد هذا المبدأ كما قال تعالى فى سورة الأنبياء ( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين).
بدايات ظهور العولمة حديثا :
*مع نهاية الحرب العالمية الثانية بدأت فكرة العولمة حيث كان قبلها النزعة العنصرية والانفصال القومى هو السائد كما فى المانيا وبريطانيا اما بعد ذلك فقد فرضت الظروف والعلاقات الدولية والمصالح المشتركة نفسها على الصراعات وبدأ الاتجاه نحو بناء التكتلات حيث قامت 23 دولة متقدمة فى 30 اكتوبر 1947 بالتوقيع على اتفاقية الجات وكان هدفها الاساسى تحرير التجارة العالمية
*ومنذ هذا العام 1948وجولات تعميق حرية التجارة والغاء الحواجز بين الدول قد بدأت مثل جولة جنيف 1947 وانسى 1949 وتوركاى 1950 وجنيف 1955 وديلون 1960 وكيندى 1964 وطوكيو 1973 وقد وصل عدد الدول المشاركة فى الاخيرة 102 دولة وانخفضت مستوى التعريفة الجمركية على السلع الصناعية الى اقل من 10% قبل بدء الجولة الثامنة اورجواى 1986 وبعدها تم تحرير التجارة فى السلع الزراعية والملابس والمنسوجات والخدمات والحرية الفكرية والاستثمار - اجبر الاعضاء على قبول كل اتفاقات الجولة او رفضها - ظهر خلالها (منظمة التجارة العالمية) واتفاقيات وبروتوكولات منظمة لهذه المنظمة.
وقد انضمت دول نامية منها مصر الى الجات عن طريق ما يسمى ب (المعمم للتفضيلات ) اى معاملة تفضيلية لصادرات هذه الدول دون تمييز وبدون مقابل وعن طريق( قاعدة التمكين) ومن خلالها يمكن للدول النامية ان تحصل على مزايا تجارية لا يتم تعميمها على الدول الاعضاء ومن اهم هذه الاتفاقات:
1- اتفاق السلع الزراعية : الغاء الرسوم الجمركية- الغاء دعمها الداخلى والخارجى- الالتزام بفتح الاسواق امام الواردات على ان يتم التنفيد خلال 5 سنوات من 1995-2000 وبالنسبة للدول النامية امتدت لعشر سنوات – اعفاء الاقل نموا من الالتزامات- السماح بتقديم الدعم لتخفيض تكلفة التسويق والنقل
2- اتفاق المنسوجات والملابس: الغاء نظام الحصص على اربع مراحل وعلى مدار عشر سنوات وبالنسبة للنامية منحت معدل نمو لحصص الصادرات بنسبة 25% ثم بنسبة 27% من العام الرابع.
3- اتفاق الخدمات: تم تحرير التجارة خلال جولة اورجواى من البنوك والتامين والسياحة والمقاولات وغيرها خلال فترة الثلاث سنوات وبالنسبة للنامية فرض قيود واجراءات فى حال تعرضها لخلل فى ميزان المدفوعات- الزام السكرتارية بتقديم مساعدات فنية لها.
4- اتفاق الاستثمارات: الغاء القيود على المستثمر الاجنبى مثل شرط استخدام نسبة من المنتج المحلى فى المنتج النهائى وشرط بيع نسبة محددة فى السوق المحلى وقدر بسنتين للاعضاء وبالنسبة للنامية فترى انتقال لسبع سنوات.
5- اتفاق حقوق الملكية: فى جولة اورجواى تم حماية براءات الاختراع والعلامات التجارية والتصميمات وحق المؤلف وغيرها بالنسبة للنامية فترة انتقال خمس سنوات وعام للعضو.
6- اتفاق الدعم والوقاية ومكافحة الاغراق : بالنسبة للنامية تم اتخاذ اجراءات وقائية لحماية صناعتها الوطنية من زيادة مفاجئة فى الواردات الضارة لفترة تصل لعشر سنوات.
7- اتفاق النفاذ للسوق(بروتوكول فتح الاسواق): التنازلات التى ستقدمها كل دولة من حيث فترات التنفيذ والتنازلات الخاصة بالقيود الغير جمركية وتنفيذها على مراحل وبالنسبة للنامية التى يقل دخل الفرد عن 1000$ معاملة تفضيليةمن حيث التخفيضات الجمركية.
*ومن اهم ابعاد العولمة التكتلات الاقتصادية فى شكل اسواق مشتركة وتمثلت فى :
1- الاتحاد الاوربى : بدات الفكرة عام 1959 وكانت 12 دولة ثم 15 عام 1993ثم 30 عام 2000 وفى اطار هذه الوحدة بدات شركات كبرى مثل ميتسوبيشى استثمار امول ضخمة وتم اصدار عملة اليورو.
2- تكل جنوب شرق اسياASIAN: 7 دول عام 1967 بهدف تنشيط التجارة والاستثمار وتدعيم القدرة التنافسية للاعضاء.
3- منتدى التعاون الاسيوى الباسيفيكىAPEC: 18 دولة عام 1989 على المحيط الهادى وهم من اكبر الدول اقتصاديا مثل الولايات المتحدة واليابان والصين اضافة للنمور الاسيوية بهدف ازالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية وحرية انتقال الاموال والاستثمارات والعمالة.
4- اتحاد دول امريكا الشمالية : شمل كل دول امريكا الشمالية عام 1994 بهدف تشجيع التجارة الحرة على حساب الاستيراد من الخارج .
5- السوق المشتركة للكتلة الامريكية MIRCOCOR : 4 دول عام 1955 بهدف ازالة الحواجز التى تعوق التبادل التجارى وانتقالات الاموال والعمالة وزيادة القدرة التنافسية .
وهناك اتجاهات للتكامل بين هذه التكتلات وبعضها فتسعى دول الامريكتين لدمج الاتفاقات الدولية فى كيان للاهداف التى ذكرت سالفا.
*صندوق النقد الدولى والبنك الدولى وغيره من الموسسات ساهمت فى الاسراع بحتمية العولمة وربطه بين ما يقدمه من قروض للدول النامية وبين تطبيقها لاليات السوق الحر وفتح الاسواق.
* ظهور الشركات العالمية مثل Global Co التى تعمل فى اسواق متعددة ساهمت فى النمو السريع للتجارة العالمية وتستثمر اموالها مباشرة فى هذه الدول وتشغل جنسيات مختلفة مثل شركة فيليبس تعمل فى 64 دولة وبها 400 الف عامل24 % فقط فى هولندا وهذه الشركات اما:
1- متعددة الجنسية Multinational Co : فى اكثر من دولة وتدار مركزيا من الدولة الأم.
2- عابرة الحدود القوميةTransnational Co : فى اكثر من دولة وتدار لا مركزيا بما يتوافق مع قيم وعادات وثقافة كل دولة Multidomestic
*انهيار الاتحاد السوفيتى عام 1991 ساعد على تسارع العولمة حيث كانت تقود الكتلة الشرقية والدول النامية بنظام اشتراكى مركزى وكانت ضد النظام الاشتراكى الحر.
* ظهور الولايات المتحدة كقوة عظمى منفردة بعد حرب الخليج الثانية 1991 سارع من العولمة.
* التطور المذهل فى تكنولوجيا الانتاج والاتصال والمعلومات والنقل والبريد الالكترونى والصوتى والانترنت ورواج الخدمات المصرفية والبورصة جعل العالم كله كقرية صغيرة.
الآثار الايجابية للعولمة
1) تطوير السلع والخدمات واتساع السوق المحلى للاقتصاد العالمى
2) التخصص – زيادة الاجور- خلق اسواق جديدة - سهولة انتقال التكنولوجيا
3) سهولة الحصول على التكنولوجيا العالمية من كمبيوتر ومحمول وغيره
4) ظهور منتجات ذات جودة اعلى وسعر اقل بفعل المنافسة
5) زيادة نصيب الدول النامية من التجارة العالمية وزيادة صادراتها
6) استيراد التكنولوجيا المتقدمة بتكلفة اقل
7) سهولة انتقال العمالة ادى الى تطوير المشروعات فى الدول المستقطبة وزيادة الناتج ورفع الكفاءة فى الدول المستوردة
8) زيادة التدفقات الرسمالية للدول النامية حيث بلغ 150 مليار عام 1996
9) زيادة الرفاهية لزيادة المنتجات زادت القيمة المضافة الأكبر ومضاعفة دخل الفرد ل 10 مرات كما فى كوريا و4 مرات فى ماليزيا
الآثار السلبية للعولمة
1) غياب العدالة حيث تدفقت الاستثمارات للدول الصناعية الكبرى ذات العائد الاكبر
2) خفض سيطرة الدولة على الاقتصاد وسعر الصرف وسعر الفائدة والنفقات العامة
3) صعوبة تنظيم الانشطة الانتاجية وحماية المنتجين المحللين وعجز الدولة عن تحسين مستوى المعيشة ورفع الدخل نتيجة هيمنة الدول الكبرى وتهميش الدول النامية .
4) زيادة البطالة نتيجة الخصخصة وضغوط البنك الدولى لاعادة تاهيل وفقا لسوق العمل
حدوث هزات اقتصادية عنيفة تتأثر بها كل اسواق العالم