لا يعني التدريب نقل وتمرير المهارات والخبرات والاتجاهات للأفراد والمجموعات لجعلهم قادرين على زيادة إنتاجيتهم فحسب، بل التدريب يعني أكثر من ذلك.. يعني التوافق والتناغم بين المدرب والمشاركين، فإذا لم يكن هناك تناغم وانسجام انعكس ذلك على العائد التدريبي بشكل أساسي.. فكم رأينا المبدعين من اساتذة الجامعات والباحثين يصممون المادة العلمية الإبداعية ويفشلون في إيصالها إلى المتدربين، هنا ليس العيب في المادة العلمية، ولا العيب في المدرب، بل العيب في الطريقة التي تم إيصال المعلومات من خلالها للمشاركين في العملية التدريبية، فإذا لم يعمل التدريب على تنمية وتطوير كفايات المشاركين من خلال عمليات التعلم المنظم، وخاصة إحداث تغييرات جذرية في جوانب مختارة غير متوفرة لدى المشاركين، لا يتم ذلك إلا من خلال التخطيط لعملية نقل المعلومات والخبرات إلى المشاركين، تخطيط الاحتياج التدريبي الفعلي، تخطيط المادة العلمية، تخطيط طرق ووسائل إيصال هذه المعلومات إلى المشاركين.

من وجهة نظري يجب عدم التركيز على المعلومات العلمية التي قد يكتسبها المتدرب، لأنها قد يحصل عليها من أي طريق آخر، كالكتب والمراجع، والمواقع المتخصصة وغيرها، ولكن يجب التركيز على تزويد المتدرب بالكيفية التي يطبق فيها المعلومات والخبرات والمهارات التي اكتسبها في تحسين أدائه..والشيء الآخر الذي أود التركيز عليه أنه لن يؤتي التدريب الفعال أكله لدى المشاركين إذا لم يكن هناك قناعة تامة لدى المتدرب بإمكانية استغلال المهارات والخبرات والمعلومات التي سيحصل عليها في مجال عمله الاستغلال الأمثل.. ومن هذا المنطلق يجب أن يرتبط التدريب ارتباطًا وثيقة بعملية قياس الأثر أو ما نسميه العائد من التدريب.. وذلك من خلال وضع المقاييس والمؤشرات التي تبين مدى التحسن والتقدم في أدائه بشكل عام