لكي تقود لابد أن تخدم شعار

في عام 1974، قمت بنشر كتاب بعنوان: Management and Morality some Problem and Opportunities for Social Capitalism، وكانت أطروحتي في هذا الكتاب هي أن العالم يتحرك بخطى سريعة من الرأسمالية ذات الأسلوب القديم باتجاه ما أطلق عليه الرأسمالية الاجتماعية، فبدلا من السعي وراء مجرد قيمة واحدة- المال (دافع الربح)- صار العالم يسعى وراء أربع قيم: المال والمجتمع والفرد والطبيعة (المعروف باسم البيئة).
وقتها كان علينا أن نأخذ القيم الأربع بعين الاعتبار أثناء اتخاذ قرارات العمل، وكان على قادة الشركات العالمية الكبرى أن يكونوا رجال دولة أكثر من كونهم سياسيين، وكما قلت:
الشيء الأكيد هو استمرار الحركة الاجتماعية التدريجية نحو مزيد من المواقف الأخلاقية. وسوف يعول عدم يقيننا الحالي، النابع من طبيعة الرأسمالية الاجتماعية المستمرة، على النزاهة الشخصية في القيادة، وبناءً على تلك الأسس الراسخة، فإن المديرين على مستوى العالم يمكنهم الآن الوصول إلى فهم أوسع لمهنهم.

بالنسبة لــــ "داج همرشولد"، ثاني من تولوا الأمانة العامة للأمم المتحدة وأعظمهم حتى الآن، كان يرى أن النزاهة تعني الولاء للقيم التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة، ويجب أن تعني النزاهة في حق قائد العمل نوعًا مشابهًا من الالتزام بقيم الرأسمالية الاجتماعية.عندما سألته عن مقصده من كلمة النزاهة،أجابني أمين عام الأمم المتحدة حديث التعيين:
تبني معظم قرارات العمل على أساس الشكوك؛ لأنك لا تحصل على قدر المعلومات التي قد ترغب نظريًّا في الحصول عليه، لكن أيًّا كان ما يحصل عليه، فلابد أن تستخدم حكمتك وتتخذ القرار.

لكن، وهذا ما أعنيه بالأهمية البالغة للنزاهة، لابد أن يُتخذ القرار في إطار مسئوليات العمل التي يتحملها الفرد، فقائد العمل يتحمل مسئوليات تجاه المساهمين والموظفين والمستهلك، بل وحتى تجاه الحكومة الحالية. كما يجب عليه أن يحقق التوازن بين تلك المسئوليات على أكمل وجه، بالعدل ودون انحياز. كان بإمكانك على سبيل المثال، اتخاذ قرار في صالح المساهمين معك، لكنه يضر بالمجتمع ككل، فعدم قيامك بهذا الفعل، ومعرفة السبب وراء عدم قيامك به، وعواقب عدم قيامك به، هو ما نعنيه بالنزاهة.
ماذا أقصد بالنزاهة؟