إن تبني مبدأ إنهاء النصف الثقيل من المهمة يمثل وسيلة ناجحة للغاية خاصة في المهام أو المشروعات التي تمثل تحديًا كبيرًا. فطوال رحلتك الشاقة الطويلة في إنجاز المشروع، إذا ما توقفت مرة واحدة فقط، سيكون من الحكمة أن تجعل ذلك التوقف في مرحلة ما بعد وصولك إلى منتصف المشروع. فإذا ما توقف في مرحلة ما قبل المنتصف، يمكن للبدء من جديد أن يصبح سيئًا للغاية. ففي حالة توقفك قبل منتصف الطريق، سيقوم ذهنك بحساب ما مر من الوقت لكي تصل إلى النقطة التي وصلت إليها، وما تبقى من الوقت على إنجاز المشروع، ولن تبدو النتيجة جيدة!و فعندما تقطع على الأقل 55% أو 60% أو 65% من رحلتك نحو إنجاز المشروع وبعدها تتوقف لترى أنك قد أصبحت في نقطة أقرب للنهاية منها للبداية، سيكون من الأسهل بشكل ما أن تستمر في المشروع. ويمكنني أن أبرهن لك شخصيًّا على صحة ذلك. فأنا من اخترع هذا الأسلوب!في السبعينات، كنت أقود سيارة السيد "موت"- والتي كانت من طراز "كاديلاك"- من وست هارتفورد في كونكتيكت إلى ميامي بيتش في فلوريدا. كان السيد "موت"- والذي لم أعرف اسمه الأول قط أو لم أجرؤ على السؤال- يملك سلسلة متاجر وتوسع مؤخرًا ليبيع منتجات جديدة من بينها عصير تفاح موت. وعندما احتاج إلى سيارته لأغراض العمل في فلوريدا، قام باستئجار خدمات بعض الطلبة الجامعيين لكى يقوموا بأداء هذه المهمة الممثلة في القيادة لمدة 27ساعة. بعدها كان السيد "موت" يحضر بالطائرة، ويلتقى مع الطلبة ويدفع لهم أتعابهم، وبعدها يعطيهم تذكرة ذهاب فقط ليعودوا إلى بلداتهم.كانت استراتيجيتي لقيادة سيارة السيد "موت" ألا أتوقف لأنام في منتصف الطريق. فقد كنت ألزم نفسي بأن أقود السيارة لأطول مسافة أستطيعها. وعلاوة على ذلك، لم أكن أريد أن أقود السيارة لما بعد منتصف الطريق فقط، بل إنني كنت ألزم نفسي بأن أقود ثلثي الطريق، بما يوازي 18 ساعة، قبل أن أتوقف.كنت أغادر في الخامسة أو السادسة صباحا، وأستمر في القيادة حتى منتصف الليل، دون أن أتوقف إلا لفترات قصيرة للتزود بالوقود أو في الاستراحات. وكان شعوري بأنني أنهيت 18 ساعة من الرحلة إلى جاب النوم طيلة الليل، بالإضافة إلى بقاء 9ساعات فقط من الرحلة يجعلني أشعر بالرضا والحماسة لإنهاء الجزء المتبقي منها.يمكنك أن تستخدم سياسة إنهاء النصف الثقيل من المهمة عندما تكتب تقريرًا أو تقوم بإعداد عرض تقديمي طويل أو القيام بأعمال منزلية أو التعامل مع أية مهام أو أحداث أخرى تمثل تحديًا. ومن الجيد ألا تكشف هذه الاستراتيجية وأنت تقدم عرضا تقديميًّا. في هذه الحالة، اترك جمهورك يعش مع الاستراتيجية دون أن يعرفها، بحيث لا يصاب بالملل منك عندما تقترب من منتصف العرض التقديمي أو تتجاوزه."البطيء الثابت هومن يكسب السباق".-"إيسوب"
بمجرد أن تستخدم أسلوب إنهاء النصف الثقيل من المهمة لإنجاز مهام متعددة، سوف تدرك أنك تستطيع تطبيقه في كل شيء تقريبًا. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تشعر بأن تكلفة التسوق المنزلي مرتفعة وتريد أن تقسم مبلغ التكلفة على دفعتين، لا تجعل الدفعتين متساويتين. ادفع جزءًا أكبر من النصف في الدفعة الأولى، بحيث يمكنك أن تدفع أقل في الدفعة الثانية.وعندما تنخرط في أداء مهمة ما، اقطع أكثر من نصف الوقت قبل أن تقوم ب "راحة المنتصف". فمن خلال القيام بالنصف الثقيل من المهمة أولا والإقرار بهذا الإنجاز، ستشعر بأنك أكثر طاقة لإكمال الجزء الأقصر والأخف. ستصبح أكثر حيوية.نعم تحتاج إلى الانضباط والحماس لكي تتجاوز منتصف الطريق وتنهي الجزء الثقيل من المهمة، ولكن بمجرد أن تنتهي من ذلك ستجد المقابل مجزيًا للغاية بعيث لن ترغب في التوقف مجددًا! وعلى الرغم من ذلك، فإذا ما كنت تقود السيارة وتحتاج إلى التوقف في منتصف الطريق لكي تجلس في إحدى الاستراحات، فلن ألومك.