ربط الجزاء بالكيان الكامل
لا قيمة للجودة العالية إذا ما فشلت سيادة النظام.
مثل لاتيني

تتمثل إحدى المشكلات الكبرى داخل جميع المؤسسات في تحقيق التوازن السليم بين الكيان الكامل والأجزاء؛ لذا، فإن الوظيفة العامة الرابعة التي يضطلع بها القائد الاستراتيجي هي خلق التناغم: بمعنى جمع "العناصر المتنافرة" في "كيان متكامل".
الإدارة الناجحة
كان "ألفريد بي ساون"- الذي كان له هو "بييردو بونت" تأثير كبير على النظم المؤسسية بالولايات المتحدة الأمريكية- يرى في ذلك قضية رئيسية لتطوير علاقاته مع فريق الإدارة. فقد عبر عن ذلك في كتابه My Years with General Motors قائلًا:
ترتكز الإدارة الناجحة على تحقيقي التوازن بين المركزية واللامركزية أو "اللامركزية مع السيطرة المنسقة".
حيث تعني المركزية هنا الكل بينما تعني اللامركزية الأجزاء، فالحل من وجهة نظر "سلون"، كما أشار إليه في العبارة الأخيرة، هو كلا الأمرين: اللامركزية قدر الإمكان مع الاحتفاظ ببعض السيطرة من المركز في الوقت نفسه.

يبدو ذلك سهلا، على الرغم من صعوبة تحقيقه. فليست هناك صيغة لذلك، مهما قال العلماء والخبراء المعرفون. باعتبارك قائدًا إستراتيجيًّا، فربما تكون بحاجة إلى القدرة على التفكير في الأمر بنفسك وإحداث بعض التعديلات المرنة طبقًا لتغيرات الحياة. ويكمل "سون" قائلا:
لا توجد قاعدة ثابتة وسريعة لتصنيف المسئوليات المختلفة، والطريقة الأفضل هي أن تحددها. عن التوازن الذي يعد أمرًا مهمًّا... يختلف تبعًا للقرار وظروف الوقت والتجارب السابقة والأمزجة والمهارات التي يتمتع بها المدير المعني.

إنك لا ترغب في إحداث تغييرات كثيرة في البنية الأساسية، إذا إنه لا توجد مؤسسة (مثل الفرد) يمكنها تحمل كثير من التغيرات المفاجئة. تذكر القول المأثور: "الفوضى نقيض النظام".

إذا أحدثت تغييرًا كبيرًا على المؤسسة وفشل، أصبحت ملتزمًا بتحمل العقبات على مدار السنوات الخمس المقبلة؛ وربما مدة أطول من ذلك، إذا كانت مؤسسة كبيرة للغاية؛ لذا، فإن من الضروري إحداث التغييرات المناسب.

شريطة أن تتخذ نموذج الدوائر الثلاث مرشدًا لك، يمكنك إجراء هذا الاستقصاء المؤسسي دون مواجهة صعوبة بالغة، لا سيما إذا قمت بإنشاء مجموعة قيادة صغيرة ولكن ممثلة للعمل معك، والحل هو أن تطرح على نفسك الأسئلة الصحيحة، وتوضح ذلك الاقتراحات في الشكل المرسوم في الجزء التالي.

الجودة و سيادة النظام
سواءً بدأت من القمة وتحركت نحو القاع أو العكس، فمن الضروري أن تكون منظمًا في هذا الصدد. إنك تحاول أن ترى كيف تتماشى قطع الأحجية معًا بأفضل طريقة ممكنة، وطبقًا لحقائق الموقف.
باعتبارك مديرًا تنفيذيًّا، فأنت بحاجة إلى الحس السياسي لكي تقوم بإحداث التغييرات بأقل خسائر ممكنة، لكنك لست بقائد ما لم تتناول جدول الأعمال. هل يتضح أمامك هدف المؤسسة وكيف للأطراف المختلفة بداخلها أن تعمل معًا من أجل تحقيق هذا الهدف؟