دراسة حالة: إدارة الفرادابتكر الجيش الهندي عبارة "إدارة الفراد". أخبرني المارشال اللورد سليم، الذي كان يخدم في جيش الهند، بأن أول دليل تم إنتاجه كان يطلق عليه إدارة البغال؛ حيث كانت البغال تستخدم كوسيلة للنقل، ثم تم وضع نموذج إدارة الأفراد، الدليل المصاحب، أسوة به.ومع ذلك، كره سليم- أحد كبار القادة العسكريين في الحرب العالمية الثانية- مصطلح إدارة الأفراد، فقد قال للحضور في إحدى محاضراته: "في اعتقادي، ربما يميلون إلى القيادة أكثر منها إلى الإدارة. أليس كذلك؟".الفكرة: لست بحاجة إلى كاريزماكثير من الكتب التي تحض المديرين على إظهار القيادة تتحدث عن الكاريزما؛ لكن هذا آخر ما تحتاج إليه كمدير.يعرف قاموس ويبستر كلمة كاريزما على أنها "سحر شخصي للقيادة يستحث نوعًا خاصًا من الولاء الشعبي أو التحمس لرجل دولة أو قائد عسكري".ومنذ ذلك الحين أخذت الكلمة تنطبق على القادة في مجالات بعيدة عن السياسة أو الحرب. في الواقع، تواجه تلك الكلمة خطر ضياع المعنى الأصلي لها لتصبح مرادفًا للجاذبية الشعبية: مزيج من حسن المظهر والسلوك الأخاذ والابتسامة الساحرة وإظهار الذات.تثبت تلك الجاذبية في كثير من الحيان أنها تشبه المعطف ذا الألوان الزاهية، الذي سرعان ما يظهر ضعفًا مستترًا بين طياته.لا تخطئ فهمي؛ فهناك من يتمتع بالكاريزما الحقيقية. فكر في "نيلسوم ما نديلا" أو الأدمير اللورد "هوراشيو نيلسون".دراسة حالة: الأدمير اللورد "هوراشيو نيلسون"قليل هم القادة والمديرون الذين تلقوا مديحًا أفضل مما تلقاه كابتن "هوراشيو نيلسون". كتب الأدميرال "فينسينت" في خطاب له يقول:لم أر في مهنتنا شخصًا يتمتع بالفن السحري لغرس الروح نفسها التي تلهمهم لاتخاذ أفعالهم داخل الآخرين... الكل يُجمع أنه لا يوجد سوى نيلسون واحد فقط.هذه هي الكاريزما الحقيقة، لكن هذا ليس كل شيء. فقد كتب "كولينجود"، صديق عمر نيلسون قائلًا:كان يتصف بحماسة الشخص عالي الهمة، تواجهه مواهبه التي منحته إياها الطبيعية بسخاء، وقد بدا كل شيء يزدهر تحت قيادته، كما لو أن قوة سحرية تؤثر عليه؛ غير أن ذلك كان راجعًا إلى نظام محكم وحسابات دقيقة. وليس بمحض المصادفة.وكتب الكابتن "بيري"، أحد ضباط الأسطول قائلًا:تلك كانت عادته أثناء جولاته كلها، أينما سمح الطقس والظروف، أن يجعل ضباطه في مقدمة الجيش، حيث يمكنه إطلاعهم على أفكاره باستمرار وعلى أفضل أساليب الهجوم، من كل المواضع القتالية.وفي غضون ثمانية أسابيع، جعل منهم فريقًا من الإخوة. وقد قال الأدميرال "هون" في معركة أبي قير البحرية:لقد ظل نصرًا فريدًا ومتفردًا في تلك اللحظة، حتى إن كل قائد أبلى بلاءً حسنًا.بكلمات أخرى، لم يعط "نيلسون" ضباطه إلا أبسط التوجيهات، معتمدًا على الاستجابات الذكية لــــ "فريق الإخوة" الذي كونه أثناء تعرضهم لمواقف وفرص محددة، وقد نجحت خطته نجاحًا باهرًا.لا يوجد ما يسمى بالقيادة الفورية، فلا يمكنك الحصول على الكاريزما بين عشية وضحاها، ولا توجد متعة دون ألم.كن منظمًا مثل "نيلسون" في قيامه بالأفعال المناسبة باعتبارها إحدى المهام الإدارية والروتينية التي يضطلع بها القائد. أتقن عملك. ومارس الدور الطبيعي للقائد.ويوم ما، إذا كان لديك قليل من حماس "نيلسون"، فستكتشف أن النموذج الذي تقدمه والكلمات التي تتفوه بها لها تأثيرها المحفز على الأخرين.
الإدارة هي النثر؛ بينما القيادة هي الشعر.