إن الدخول في حديث يدور بين مجموعة من الغرباء عنك، قد يكون واحدًا من أكثر المور صعوبة وإثارة للتحدي، حتى بالنسبة لهؤلاء الأشخاص ذوي الخبرة في إقامة شبكات العلاقات. إذن كيف تقاطع الحديث في مجموعة بدون أن يكون في ذل إساءة؟ يمكن تلخيص السر في الملاحظة الحذرة، أبدأ باستحضار خلفية هادئة من جانبك، حتى لا تشعر بالاندفاع للانضمام للحديث الذي يدور في أي مجموعة. وركز على ا يحدث حولك، بدلاُ من التركيز على ما يدور بداخلك، وهو الشعور بالتشكك والتهيب إزاء الموقف.
بعد اختيارك للمجموعة التي تريد أن تنضم إليها، راقب مدى حيوية الحديث الدائر بينهم. هل يبدو على الأشخاص المشتركين في الحديث أنهم مندمجون مع بعضهم للغاية، وهناك تواصل بصري قوي، ولغة جسد إيجابية؟ إذا كان الأمر كذلك، فابتعد عن أنظارهم، وابق في الجوار وانتظر حتى تخفت شدة المحادثة الدائرة، ثم امش في اتجاه المجموعة. استمع إلى المتحدث أيًا يكن، ولا تحاول أن تغير النغمة أو الوتيرة أو تسرق الحديث من شخص آخر. لا تقم بمد يدك للمصافحة إلا إذا انتقلت المحادثة إليك، ووجدت أن الآخرين يتطلعون لمعرفتك.بمجرد أن تتغير المحاثة لإدخالك في حوار المجموعة، قم عندئذ بتقديم نفسك، ومد يدك للمصافحة إن كان من اللائق أن تفعل ذلك. وإذا كان لديك أمر مهم ترغب في أن تقوله فالآن هو الوقت المناسب. وإذا كان كل ما ترغب فيه هو لقاء شخص معين، فقل شيئًا على غرار "لقد كنت أتطلع إلى مقابلتك منذ سنوات عديدة، لكني اراك منشغلاً الآن. هل يمكننا أن نتبادل بطاقات العمل وسوف أتصل بك الاسبوع القادم لنحظى بمحادثة سريعة معًا؟".يكمن السحر في المحادثة، في ان تطرح الأسئلة، وتفكر في الأخرين أكثر مما تفكر في نفسك. وأنت كمدير، قد تجد نفسك كثيرُا قد أصبحت "نجم الحديث" في مجال العمل، لن من المهم للغاية أن لا تدع هذا الأمر يطغى على تفكيرك. إذا سمحت بأن ينصب الاهتمام كله عليك، قد يرضي ذل غرورك، إلا أنه في الوقاع سيقضي على جميع فرصك لإقامة علاقات قوية وحيوية.عند مشاهدتك لأحد الأشخاص المخضرمين في تكوين العلاقات وهو يفعل ذلك، قد تجد الأمر محيرًا، إذ لا يبدو أنهم يفعلون الكثير، برغم ذلك فإن الثير من الناي يستمرون في الحديث معهم. فهم ينتقلون من مكان لآخر بسلاسة وخفة، ونادرُا ما سيمحون لنفسهم بالتورط في محادثات غير مجدية، حيث لا يمكنهم الانصراف بدون أن يخلفوا انطباعًا بالفظاظة. في العادة يكون هؤلاء الأشخاص البارعون في تكوين العلاقات مراقبين ومستمعين ممتازين. فهم يجدون متعة في الاستماع إلى الآخرين وهم يتحدثون، بدلاً من أن يتحدثوا هم، ومع ذلك فهم متحدثون جيدون، ومحبون للاطلاع على الدوام. وهناك أور ثلاثة هي بمثابة القلب لهذا النوع من بناء العلاقات، ألا وهي الانتباه والملاحظة والاستعداد للانتقال بسلاسة بدون اندفاع.في سعيك لإقامة شبكة علاقات ستجد الكثير من الناس يتيحون لك معلومات، ويقدمون لك فرصًا قيمة وأشخاصًا ذوي شأن رفيع. قم بتدوين الخدمات التي أسداها إليك الآخرون في ورقة، وابعث لكل واحد منهم برسالة شكر من أي نوعز فالناي يشعرون بانجذاب طبيعي تجاه الشخص الذي يبدي – عن طيب نفس – تقديره على خدمات ماضية. تكوين العلاقات لا يعني فرض نفسك على الآخرين، ولكن أن تبحث عن الفرص السانحة لإيجاد علاقة مشتركة، حيث تأخذ بقدر ما تعطي. ذكر نفس دائمًا بأن اهتمامك كله هو تكوين العلاقة، وليس حصد نتائج فورية. فالمدراء المميزون في تكوين العلاقات يقومون بذل بشكل طبيعي في حياتهم اليومية، ويحرصون على غثراء علاقاتهم بشكل مستمر. فهم يقومون بدور الوسطاء، والمرشدين والحلفاء ويبحثون عنك بشغف.