التوتر سلاح ذو حدين
"كثيرون من الناس لا ينتهزون الفرص، لأنها تأتي متخفية في ثوب العمل"
إن المدير الجيد هو من يتفوق دائماً في لعبة التوتر في العمل. ما السبب لأن التوتر هو معطل الإنتاج، و ليس مفيداً له. و الصورة القديمة للمدير التنفيذي المتوتر ذي العينين الجاحظتين، و ضغط الدم المرتفع و مع ذلك يحقق صفقات رائعة ما هي إلا صورة عفى عليها الزمن، أما المدير المعاصر فهو شخص هادئ غير متسرع، جذاب، مراعٍ لمشاعر الأخرين، حريص، و على دراية كافية لمهام عمله.أنت لست في حاجة إلى التوتر، كل ما تحتاجه هو الهدوء. نعم، إنك في حاجة إلى الإثارة، و التحدي، و الحماس، و البهجة، و التحفيز، و لكنك لست في حاجة إلى التوتر.إن التوتر في العمل عبارة عن سوء التوظيف للإثارة و المتعة. حيث يتحول حُبك للعمل إلى رهبة منه، و بدلاً من أن تشعر بالإثارة ينتابك الذعر، و بدلاً من التحدي تكون المواجهة.إذن كيف تتعرف على التوتر؟ بل الأصوب أن تقول كيف تشعر به؟.فأنا أعرف متى أكون تحت ضغط عصبي، لأنني أصرخ كثيراً، و أفكر قليلاً، و أكون أقل تأدباً، و أزداد تهوراً، و استرخي قليلاً، أما بالنسبة لك فيمكن أن يكون ذلك عن طريق التدخين الزائد، أو الإفراط في الشرب أو عدم النوم و الإمتناع عن تناول الطعام (أو الشراهة في الطعام أو تناول المزيد من الأطعمة غير صحية) أو في شكل نوبات خوف، أو ارتجاف، تقلصات عضلية، و الخوف غير المبرر، و التصرف الخاطئ، و القيادة بسرعة جنونية و إذا لم تستطع التعرف على علامات التوتر التي تظهر عليك، فيجب أن تسأل شخص يعرفك جيداً، وسيستطيع أن يخبرك بذلك.عندما ألحظ علامتين للتوتر آخذ فترة راحة و أتسائل:- لماذا أنا مُتوتر.- ما الذي يسبب هذا التوتر.- ماذا يمكني أن أفعل حيال ذلك؟.- كيف يمكنني أن أمنع حدوث ذلك مرة أخرى؟.- لا أحب أن أكون تحت ضغط عصبي (يقول لي أبنائي أنني أسبب لهم إزعاج حقيقي) فليست هناك وظيفة تستحق أن أجعلها تؤثر سلباً على صحتي، فأنا أعرف كيف أحتفظ بهدوئي، و أجيد خفض مستوى التوتر الذي أشعر به بمجرد أن أدرك أنه تسلل إلى صدري. و أعرف كذلك ما ينفعني، فما الذي يجدي معك.