انظر إلى هذا التوجه مع "تشارلي" الذي يعمل في مجال صناعة الكمبيوتر. سوف أتركه يشرح لك الأمر بنفسه:لقد طردت من عملي لأن لدي توجهاً سلبياً. أخبرني رئيسي في العمل بأن أدائي في العمل كان جيداً غير أن توجهي السلبي جعل الأمر عسيراً عليه وعلى كل الآخرين في القسم. كان أمامي بضعة أسابيع لأفكر في الأمر بينما كنت أبحث عن وظيفة، ولكنّ توجهي لم يساعدني على الإطلاق. لقد قمت بالعمل الذي ينبغي علي أن أؤديه وكنت أؤديه مثل أي فرد آخر. ولكن بدلاً من الاعتراف بأنني أديت عملي جيداً تم طردي بسبب توجهي السلبي. كان واضحاً جداً أنني بحاجة إلى تغيير توجهي.في وظيفتي التالية قطعت على نفسي وعداً بأنه مهما يحدث من أمر فسوف أبقى إيجابياً وأؤدي وظيفتي. لم أكن لأدع توجهي يعترض تأمين مركزي الوظيفي وتقدمي فيه. في الأسبوع التالي لوجودي في العمل الجديد بدأ الحديث عن تخفيض العمالة. وكان الشيء الوحيد الذي يتحدث عنه الجميع هو من سيكون التالي؟ وهكذا فإن الحفاظ على التوجه الإيجابي كان أمراً عسيراً. جلست في إحدى الليالي وكتبت الحقائق التالية:
  1. لدي وظيفة وإذا تم الاستغناء عني فلن يكون الأمر أسوأ مما كنت فيه منذ ثلاثة أسابيع.
  2. تعلمت مهارات جديدة ولهذا فإنني بالفعل أفضل مما كنت عليه منذ ثلاثة أسابيع.
  3. إذا عملت بجد على تنمية مهاراتي الجديدة فسوف أكون أكثر أهمية لشركتي أو لشركة أخرى.
  4. الركون إلى التكهنات بشأن هذا الأمر لن يجدي نفعاً لي ولا للشركة ولا لأي شخص آخر.

بعد ذلك كانت خطتي واضحة. قضيت ليالي عدة في ذلك الأسبوع أعمل بجد على تطوير مهاراتي. كل يوم كنت أذهب إلى العمل بابتسامة وأنجز عملي على خير ما يرام. وكان هناك جولة في تخفيض العمالة، وفي تلك المرة فقد رئيس الشركة وظيفته أيضاً وجاء الرئيس الجديد وألقى خطاباً حول تقليص المصروفات ونقل الشركة إلى كاليفورنيا. وقد أذكى ذلك مزيداً من الشائعات والمخاوف. قبل النقل عُرضت علىّ وظيفة في شركة أخرى بزيادة قدرها 20% على راتبي الحالي. أما الشركة التي كنت أعمل لحسابها فقد انتقلت إلى كاليفورنيا، ولكنّ الرئيس الجديد طرد من عمله أيضاً. ولم أكن أعرف بطبيعة الحال ما عساهم أن يفعلوا وقتذاك لكن كان لدي عرض بوظيفة أفضل.في هذه المرة نجح توجهي في خدمتي. مع توجهي القديم كنت سأكون ضمن أول فريق يتم الاستغناء عنه ولم يكن لدي سبيل حيال ذلك. ولكن مع توجهي الجديد كنت قادراً على التعامل مع كل التحديات. إن تحمي في توجهي الجديد ساعدني على الحفاظ على وظيفتي وساعدني على الحصول على ما هو أفضل.التعامل مع التوجهات السلبيةإن التعامل مع التوجهات السلبية في مكان العمل يعد أكبر التحديات التي تواجه الأعمال والمدراء والموظفين. إن الشخص ذا التوجه السلبي له نفس القوة في التأثير على الآخرين كالشخص ذي التوجه الإيجابي. والاختلاف يظهر في النتائج. إن التوجهات الايجابية في العمل تساعد على تطوير التواصل وفريق العمل. والتوجهات الايجابية تحافظ على المثل الأخلاقية وتساعد على زيادة الإنتاج. على أن النقيض يمكن أن يُنسَب إلى التوجهات السلبية فهي تفكك فريق العمل وتزيد الضغوط وتعرقل القدرة الإنتاجية.إن الفارق بين الرابحين والخاسرين في حقل العمل يدور غالباً حول "التوجه". إن مندوب المبيعات الذي يبيع أكثر والمدير الذي يلهم مرءوسيه والمشرف الذي يشيع جو الاحترام والولاء في المصنع –كلهم يربحون من توجهاتهم الإيجابية. وكثير من عملائي يوظفون الأفراد اليوم بناء على توجهاتهم ثم يقومون بتدريبهم لإكسابهم المهارات.لقد كانت شركة الخطوط الجوية "ساوث ويست" أشهر خطوط جوية في البلاد خلال حقبة التسعينات. وحتى بعد هجمات سبتمبر حينما كانت الشركات المنافسة تكافح لتبقى في السوق بقيت "ساوث ويست" على قوتها. فما الذي يجعل "ساوث ويست" ناجحة هكذا؟ هل يمكن أن يكون للتوجه دور في هذا؟ لقد صرح "جوزيه كولمينرز" المسئول عن التوظيف في الشركة لمجلة "فاست كومباني" أنه لم يكن يبحث عن حزمة من المهارات والخبرات في المرشحين للوظائف بل كان يبحث عما وصفته تلك المجلة باعتباره "مزيجاً مثالياً من الطاقة والمرح وروح الفريق والثقة بالنفس لتتناسب مع ثقافة خدمة العميل السائدة في "ساوث ويست".وليس غريباً أن تتلقى الشركة طلبات التحاق تزيد ثلاثين مرة على عدد الوظائف المتاحة. ويصبح حتمياً على المسئولين هناك أن يحسنوا اختيار الصفوة التي ستعمل لحساب "ساوث ويست". فما الذي يبحث عنه هؤلاء؟ إنه التوجه الإيجابي.