دراسة حالة- التقييم البنّاء في موضع التنفيذ
لم يكن الفليد مارشال اللورد "مونتجومري" مدربًا عظيما للجنود فحسب، لكنه في الوقت نفسه قدم لجنرالاته بعض التدريبات الناجحة. وفي سيرته الذاتية التي صدرت بعنوان A Full Life يستحضر الجنرال "بريان هوروكس" واحدًا من تلك الأحداث، وهو حدث يظهر قدرة "مونتجومري" على تنمية الأفراد، حتى على المستويات الأعلى للقيادة.

كنت جالسًا في اليوم التالي لمعركة "عالم حلفا" في مقر عملي أدندن في سعادة. فقد انتصرنا في المعركة ولم أتكبد أية خسائر. أي شيء أعظم من ذلك؟ ثم أتى أحد ضباط الاتصال من الجيش الثامن إلي مركز القيادة حاملا إليَّ خطابًا بخط يد "مونتجومري". وهذا ما قاله فيه:
"عزيزي هوروكس،
أحسنت صنعًا- ولكن عليك أن تتذكر أنك أصبحت الآن قائدًا للوحدة ولست قائدًا للفرقة...".
وأخذ يعدد أربعة أو خمسة أخطاء ارتكبتها، تحديدًا لأنني تدخلت أكثر من اللازم في مهام القادة الفرعيين، فتوقفت عن الدندنة فجأة.

ربما لم أكن ذلك الجنرال المنقذ الذي ظننت أنني إياه، ولكنني كلما فكرت في المعركة لبعض الوقت، ازدادت قناعتي بأن "مونتجومري" كان على حق؛ لذا، اتصلت به وقلت له: شكرًا جزيلاً يا سيدي".

أقول ذلك لأن "مونتجرمري" كان واحدًا من القادة القلائل الذين حاولوا تدريب مرءوسيهم. ومن غيره كان بإمكانه- في اليوم التالي لأول نصر مؤزر يحققه، والذي غيّر تعقيد الحرب في الشرق الأوسط بالكامل- أن يتحمل عناء كتابة خطاب مثل هذا بيده ليرسله إلى واحد من القادة التابعين له؟ هل أتحمل مثل هذا العناء مع المديرين الفرعيين الخاضعين لرئاستي؟

ست خطوات لحل المشكلات
لا ينبغي للمرء أن يفرض آراءه حول مشكلة ما، وإنما يجب عليه دراستها وحسب، وسوف يفصح الحل عن نفسه في الوقت المناسب.
"ألبرت أينشتاين"

يمكنك أن تنمي قدرتك على إصدار الأحكام. ويعد اتباع الخطوات الست المذكورة أدناه عند مواجهة ما بداية مفيدة، ربما تكتشف أنك تصدر أحكامًا أفضل عندما لا تقوم بأي جهد واعٍ من أجل استخدام قوى المنطق لديك:

1 الإدراك- لا يمثل عدم الارتياح العام مشكلة بحد ذاته، فثمة عثرة تعترض طريق الفرد، إما أن تكون عقبة أو إعاقة أو فشلًا يجب أن تعرف هويته. وبمجرد أن تحدد المشكلة، يصبح من السهل معالجتها أو تجنبها، ولكنك بحاجة إلى أن تبحث عن المشكلة أولا قبل أن تبحث عن الحلول.
2 جمع البيانات- بجانب متابعة البيانات الموضحة، تتضمن تلك المرحلة جمع كل المعلومات المتعلقة بالمشكلة محل الدراسة، وكلما اكتملت الحقائق، وزادت احتمالية ظهور مشكلة قوية؛ ولكن تذكر أن رسم المشكلات داخل محيط المعرفة يختلف عن حلها.
3 التصنيف والترتيب- الخطوة الثالثة هي تصنيف المعلومات وترتيبها في مجموعات مترابطة، والتي يجب أن تسلط الضوء على إجابة مترددة.
4 صياغة الافتراضات- قم بصياغة الافتراض أو الحل التجريبي، الحل الذي يبدو في ضوء الحقائق كما لو كان الجواب المحتمل.
5 التأكيد- أكد هذا الجواب الافتراضي. هل يبدو مناسبًا؟ هل يلبي احتياجات الحل المطروح؟ والأهم من كل ذلك، هل ينجح على الصعيد العملي؟ ربما تستغرق عملية اختبار إثبات الإجابات فترة لا بأس بها.
6 القبول- الخطوة السادسة هي تبني او قبول الافتراض أو الحل التجريبي. تم حل المشكلة. ومع ذلك، يجب أن تراقب الوضع، فلربما تغيرت الحقائق فجأة أو تدريجيًّا. يجب أن ترى أن نتائج تطبيق الحل تواصل قبولها تدريجيًّا.

لعلك لاحظت أن هذا الإجراء الموجز هو نفسه الإجراء الذي يجب عليك اتخاذه إذا ما كنت تخطط لإحداث تغيير مستمر في الطريقة التي تعمل بها المؤسسة. كل مشكلة تحمل بين طياتها بذور الحل.