بات هناك الكثير من التفاصيل والمستجدات الطارئة على نمط العمل في قسم "الموارد البشرية"، كالأدوات التكنولوجية التي تم إدخالها إلى منظومة العمل ككل، والاعتماد الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي لجمع بعض البيانات، أو للتواصل في حد ذاته. ويلاحظ أن الوظيفة الأساسية للموارد البشرية، والمتمثلة باستقطاب الأشخاص وتنظيم شؤونهم الوظيفية والإبقاء عليهم، لم تعد واضحة تماما، إذ تتداخل أحيانا مع اختصاصات أخرى في المؤسسات.
ويمكن القول إن قيام الموارد البشرية بعملها على نحو صحيح، قادر على تغيير الحياة الوظيفية للموظفين بنحو عام. الأمر بهذه البساطة والعمق.
العمل المتغير للموارد البشرية:
أصبحت وظيفة الموارد البشرية أكثر تعقيدا مما كانت عليه في الأيام السابقة، إذ إن التكنولوجيا عبر برمجياتها المتطورة جعلت من مسألة البحث عن المواهب واصطيادها وفرزها أمر علمي بحت. ذلك أمر جيد؛ فقد خففت التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي من صعوبة التخمين لدى الموارد البشرية، ومكنت المنظمات من اكتشاف مواهب ممتازة بسرعة ودقة. لكن اتقان هذه الأدوات الجديدة يتطلب البرمجيات والمهارات الصحيحة، وهذا هو المطلوب إدراكه من قسم "الموارد البشرية".
دعونا نلقي نظرة على أهم الكفاءات التي ينبغي أن نبحث عنها في الموارد البشرية لهذا العام:
1. استخدام برنامج محوسب لتتبع المتقدمين للوظائف: يجب على أقسام الموارد البشرية الناجحة والمحترفة، أن تفهم وتتقن استخدام هذا النوع من البرامج. فهو المفتاح الذي سيمكنهم من إيجاد المواهب والتعامل معها، من خلال نموذج الطلب وتجربة التوظيف.
2. التفكير بنطاق أوسع: المحترفون في هذا القسم يعلمون أنهم لا يعيشون في الفراغ، فهم جزء من منظمة ويجب أن يكونوا متقدمين عليها بخطوة واحدة على الأقل؛ فعندما يرون حاجة للتوظيف في المستقبل، يبادرون إلى ملء ذلك الموقع بالموهبة المناسبة. وبهذه الطريقة عندما يصبح شاغر الوظيفة أمرا رسميا، يكونون قادرين على ملء الفراغ بسرعة واقتدار. لهذا، قم بتحليل احتياجات المؤسسة على المدى القصير والطويل، وخطط وفقا لذلك.
3. نظام معلومات الموارد البشرية: ينظم هذا البرنامج الضروري فعالية إدارة عمليات الموارد البشرية والموظفين على حد سواء. كما يحرر الرؤساء من العديد من المهام، ويتيح لهم التركيز على إيجاد وتوظيف الموهبة الصحيحة.
4. تحليل البيانات: نعم، هذه البرامج تسهل العمل بشكل كبير، لكن الموارد البشرية المحترفة بحاجة إلى الذكاء التحليلي لفهم الكم الهائل من البيانات المتاحة.
5. إدارة المواهب ومهارات الأشخاص: إننا نعيش في عصر تكنولوجي، لكن جوهر الموارد البشرية هو الأشخاص وليس التكنولوجيا. والمواهب الممتازة لن تبقى موجودة لدينا، إذا لم تعامل بشكل جيد. وتبقى الأدوات: التدريب، الفوائد، الحوافز مالية، والشراكات للنمو الشخصي، أساسية للمحافظة على هذه المواهب.
قم بإتقان هذه الكفاءات الـ5 وسترى النتائج التي ستحدث فرقا بلا شك. وفي المحصلة، عندما تكون متحمسا لمهنة الموارد البشرية، ستكون في صميم إدارة رأس المال البشري، فضلا عن القيادة.