الأفكار السلبية سلاح الإنسان ضد قدراته و نفسه و ترسانته القدراتية ، سلاح ذاتي يهدد البشر و له مع الإنسانية تاريخ طويل ، فقد منع الملايين من الناس من تحقيق أحلامهم و تحقيق السعادة في حياتهم الشخصية و العملية و دمر حياة الكثرين ممن كان لزاما أن ينجحوا و يحققوا نتائج أفضل .
و لطالما نصح علماء النفس و من قبلهم معالم ديننا الحنيف على تجنب الإيمان بالأفكار السلبية و جعلها أسلوب حياة ، و للأسف فقد أصبحث كذلك عند معظم الناس ، و هنا في عالمنا العربي أصبحث مرادف الحياة اليومية لهذا قلت الإنتاجية و الجودة و تراجعنا في ما يجب علينا أن لا نتراجع فيه .
هل تصدق أن الأفكار السلبية يمكنك أن تنهي حياتك العملية و أن تدفعك للتخلي عن عملك أو ربما طردك من فريق العمل لتجد نفسك مجرد فاشل ؟ الواقع يقول نعم و أنا كذلك ، لهذا تجنب ما يلي و اعمل عكسه في حياتك من الأن .
1- أنا لست شيئا … مجرد فاشل رخيص .
إن إحتقار الذات و التقليل من قدراتك و من شأنك سواء بينك و بين نفسك أو أمام من حولك و العالم ليس بالأمر الهين ، فهو خطاب قوي يستقبله عقلك الباطني الذي يؤمن فيما بعد بتلك الأفكار السلبية فيحولها إلى طاقة سلبية تضر صحتك العقلية و النفسية و الجسدية ، فمع صعوبة التفكير و الإحساس بالإكتئاب و الحزن و التعب تكون أقاويلك و عباراتك التي تعبر عن أفكارك السلبية قد نجحت في فرض نفسها عليك .
عليك أن لا تقول أنا لا أستطيع و أنت على أبواب تحدي جديد أو تنفيد مهمة ما ، أو تؤكد أنك فاشلا بسبب عثرة أو سقوط لك و أنت في مسيرتك نحو هدفك ، كل ما عليك هو تشجيع نفسك و التأكيد لنفسك و ليس للأخرين على أنك تستطيع فعلا و أن الله قد وضع فيك قدرات مهما حاولت و تقدمت في معرفتها و إيجادها لن تنقضي و لن تستغل كلها .
2- أشعر بالنقص … قدراتي ضعيفة
هناك الكثيرين من الناس رغم ما يحققونه من نتائج جيدة في مسيرتهم المهنية إلا أنهم لا يستمتعون بسعادة إنجازاتهم ، فهم يدركون أكثر من غيرهم أنهم أشخاص لديهم مكامن النقص التي تفرض عليهم إستدعاء مساعدة ممن حولهم ، و المشكلة هنا أنهم و بالرغم من قبول تلك المساعدة في غالب الأحيان إلا أنهم فعلا لا يريدون الحصول عليها إذ يؤمنون بأن الإعتماد على النفس أفضل و أن نقصهم في مسألة ما هو ضعف يجعلهم فاشلين في نظرهم و هذا ما يؤثر مستقبلا على ثقتهم بأنفسهم و يهدد فيما بعد حتى جوانب القوة التي يتمتعون بها .
هؤلاء عليهم أن يدركوا جيدا أن الكمال صفة من صفات خالقنا ، أما نحن فسنبقى نحتاج إليه و نحتاج للإنسان الأخر لنتعاون من أجل تدارك نقص بعضنا البعض و التقدم معا لتحقيق أحلامنا و أهدافنا .
3- على العالم أن يعترف بنجاحي و إلا فأنا مجرد فاشل
البعض يربط نجاحه باعتراف الأخرين له بذلك ، فيعتبر نفسه ناجحا عندما يتلقى المديح من الأخرين و يتحدث حوله العالم و تسلط عليه الأضواء ، لكن في حالة حدوث العكس و رغم أنه يحقق نجاحات جيدة يبقى رهين الشك بنجاحاته فيؤمن حقا أن عدم إعتراف الأخرين بنجاحه هو دليل على فشله ليعيش في دوامة صراع مع العالم و مع نفسه فلا هو قد فاز بالسلام مع الأخر و لا ذاق الراحة النفسية .
و من أجل تفادي العيش في هذا الجحيم أدعوك لتعمل و تبذل جهذا أكبر و تنسى إعتراف العالم بنجاحاتك ، و اعلم أن المهم بالنسبة لك هو أن تتقدم في عملك فتحقق أرباحا أفضل و ترتقي في سلم وظيفتك و دع إنجازاتك للتاريخ فهو الذي سينصف قضيتك ، و لا تنسى أن أغلبية من غيروا التاريخ و ارتقوا بالإنسانية لم يعترف بهم العالم إلا بعد رحيلهم إلى دار البقاء .
4- لعنة الماضي في الحاضر و المستقبل
كلنا نملك ذكريات سيئة لنا في العمل أو في مجالنا الوظيفي و حياتنا الشخصية ، و هي التي تتعلق بصفقات فاشلة و مهام غير موفقة و ربما أحداث الطرد من الوظيفة ، و كلها فعلا ذكريات نحاول أن ننساها و نتجاوزها لنعيش حاضرنا بسعادة و نتطلع إلى الإنجازات في المستقبل، لكن و للأسف الكثيرين من الناس لا يستطيعون التخلص منها لنتأكد جزما أنهم أصيبوا بلعنة الماضي ، هذه اللعنة هي التي تولد في نفوسهم التردد و التأجيل و الخوف من القيام بمغامرات جديدة .
من هذا المنطلق على هؤلاء فعلا أن يدركوا أن الماضي قد رحل من حياتهم و أنه لن يعود في المستقبل هذا إذا حاولوا الإستفادة من أخطائهم و عدم تكرارها ، و ليس بالخوف من تكرار السيناريوهات السيئة فالخوف هنا مدمر للمسيرة المهنية و العملية .
خلاصة المقال :
كانت هذه أبرز الأفكار السلبية التي نعاني منها عموما و التي تجعلنا فعلا نعود إلى الوراء فتنطفئ شمعتنا و نقضي بقية حياتنا في صراع مع النفس و الغير ، و لو وضعنا مكانها أفكارا إيجابية و طموحة أكيد أن النجاحات و الإنجازات هي التي ستحكم حاضرنا و مستقبلنا و تكتبنا ضمن قائمة الناجحين التي تضمنت أناس لا يعترفون بقذارة الفكر و النفس .
متى أراك تتخلى عن أفكارك السلبية لتشتعل شمعتك و تنير دربك و تدفع الإنسانية إلى الأمام ؟ حرام عليك التشاؤم و التفكير السلبي !