يوجد نوعان من التغيير في المؤسسات: التدريجي والمفاجئ. أما التدريجي فهو عبارة عن عملية مستمرة من التطوير والتحسين على مراحل. وهي على العكس من التغيير المفاجئ الذي يقلب المؤسسات رأسا على عقب.
ويسهل عمل التغيير بشكله التدريجي، لأنه يوظف الممارسات الحديثة كأساس لعملية التحسين المنظم لمنتج ما او خدمة أو نظام معين. لكن معظم حالات التغيير التي تواجهها المؤسسات اليوم ليست تدريجية بل مفاجئة؛ فاتباع هذه الوسيلة سيكون بمثابة إقناع عدد من المتسابقين بالقفز من أعلى التلة باستخدام المظلات ليصلوا إلى نقطة النهاية، بدلا من زيادة سرعتهم للحاق بمن سبقهم. والتغيير المفاجئ أيضا يتحدى معتقداتنا الراسخة بشأن الماضي؛ فهو يجعل المؤسسة كلها تواجه فكرة أن القوانين والنشاطات والمواقف التي كانت مسؤولة عن نجاحنا في الماضي، لن تكون كافية الآن وقد تكون مؤذية في المستقبل أيضا. ويصعب التواصل عند إجراء هذا النوع من التغيير داخل المؤسسات، كما يصعب على الناس تبنيه أيضا، وذلك لأن الطبيعة البشرية لا تحبذ التخلي عن مجموع المهارات والسلوكات في مراحل متقدمة، غير أن هذه الطريقة في التفكير لن تساعد المؤسسة على التقدم أيضا.
ومن أكبر التحديات التي تواجه القائد عند إجراء التغيير في مؤسسته، هي تحديد الممارسات والمواقف التي يجب استبعادها ليتمكن من تبني سلوكات جديدة وسريعة. وفي ما يلي 5 أسئلة جوهرية يجب أن تطرحها على أعضاء فريقك للإجابة عنها:
1. ما المجال الذي نبرع فيه؟ وما المهارات والقدرات والمواقف التي نفخر بها؟
2. أي هذه المهارات والقدرات والمواقف التي نتمتع بها حاليا، ستسهم باستمرار نجاحنا مستقبلا؟
3. ما الذي لا نحتاج إلى تعلمه؟ ما المهارات التي أصبحت قديمة؟ وما الممارسات والمواقف وأنظمة العمل التي كانت فعالة في الماضي، لكنها لن تفيدنا مستقبلا؟
4. كيف يمكن لكفاءتنا أن تمنعنا من أداء الأمور على نحو مختلف؟ وأين تكمن (منطقة الراحة-comfort zone) التي نشعر بالتردد عند تركها؟
5. ما هي المهارات الجديدة التي نحتاج إلى تعلمها لنكون عناصر قيمة للمؤسسة؟
إن بناء ثقافة مؤسسية تتوافق مع الابتكار والمخاطر والتغيير، يعني أن الجميع بحاجة إلى الاستفادة من عملية التعلم المستمر وطرح الأفكار وإعادة التعلم، وهي عملية أساسية للنجاح الشخصي والمؤسسي. ويمكنك بوصفك قائدا لفريق العمل أن تبدأ من خلال تحديد السلوكات والمواقف التي تحتاج شخصيا إلى تجاهلها، ومن ثم التعامل مع الموضوع بشكل منفتح، أن تتحدث بصراحة عن مشكلاتك دون ذكر الماضي، وتركز على المشاعر المقلقة التي تنتابك، وتعزز من ثقة أعضاء الفريق من خلال الثناء على جهودهم.