ا
ينظر الإداريون ذوو الموقف الإيجابي تجاه التفويض السلطة للتابعين إلى وظيفتهم الإدارية بطريقة مختلفة تماماً .

ان رفاههم الشخصي ليس في إعتبارهم وهم على إستعداد للثقة بمرؤوسيهم على أساس الثقة التي تنتج من برنامج ذكي للإختيار والتقييم ، ومقابل هذه الفكرة المرسخة ينظر مثل هؤلاء الإداريين إلى أعظم خدماتهم للشركة بأنها تلك التي يقومون بها بتطوير مديري المستقبل .
وهؤلاء الإداريون الذي ينظرون إلى عملهم تحت هذا الضوء يكونون على استعداد لتقبل القاعدة التي تقول ان الافراد يتعلمون الإدارة عن طريق مباشرة الإدارة .
ويتضمن هذا الوضع مناصرة إحدى وسائل التعليم الهامة ، ويعكس الحكم الناضج المؤسس على الخبرة الشديدة في الماضي .

احتياجات الموقف الإيجابي :

يجد جميع المديرين الذين يوجهون مرؤوسيهم انفسهم وجهاً لوجه مع هدفين هامين ، فهؤلاء الذي لهم موقف إيجابي يعطون الأولوية لزاماً إلى التطور الإداري .
ولا يعني هذا ان يحدث التجاوز بالنسبة للأعمال اليومية ، ان الأخطاء التي تحدث في أثناء أدائهم للعمل تصبح موضوعات دراسة لمرؤوسيهم ، ويحدث التقليل للأخطاء ، من غير شك ، عن طريق الضمانات المناسبة – وهذه نقطة سوف نتناولها فيما بعد ، ولكن لا ينبغي ان ينظر إلى هذه الأخطاء بإعتبارها كوارث .
ان تحليلاً مناسباً للموضوع ، والطريقة التي تم بها تناوله ، يمكن النظر إليها بإعتبارها ذخيرة لها قيمتها بالنسبة للحكم على الأشياء .

ويعكس هذا الإهتمام الممنوح من اجل جعل المرؤوسين على درجة من النضج الإعتقاد بأنه ما من شيء أهم بالنسبة للشركة أكثر من مستقبلها.
وهناك علامة ثانية على الموقف الإيجابي هى ان المرؤوسين ينبغي ان يشجعوا على تقبل المسؤولية ، ان رؤساءهم يحبون ان يروهم وقد غدوا طلائع في الطريق وازدادت خبرتهم بممارسة السلطة .
ولبلوغ هذه الغاية ينبغي للرئيس ان يدرس كل تابع وأن يعطيه تدريجياً درجة متزايدة من السلطة ، وان يضع أمامه هدفاً هو التحدي من أجل الأداء غير العادي ،وتتضمن التجربة في الإدارة السلطة في توجيه الأمور ويمنح التفويض تدريجياً بحسب إستحقاق أداء المرؤوسين .

وهناك إشتراط آخر هو ضرورة جعل طرق الإتصال بين الرئيس والمرؤوس مفتوحة دائماً ، ينبغي على الرئيس أن يكون في متناول المرؤوسين دائماً ، كما يلزم ألا يكون طفيلياً في الإدارة ، أنه من المهم أن نسمح للمرؤوس أن يقدح فكره لأن هذا هو أقصر طريق إلى الخبرة والتجربة .
وفي نفس الوقت ينبغي أن نقاوم بشدة الميل إلى تلقين المرؤوس ما يلزم أن يفعله وكيف يقوم بهذا الفعل ، وأي ضعف في هذه النقطة سوف يمنع جميع ميزات تفويض السلطة وسوف لا يشجع المرؤوس على الميل لأن يصبح طليعة على الطريق وسوف يحد من تجاربه الشخصية .

وفي الواقع ان " التلقين" يعتبر بمثابة نسخ لعملية السلطة المفوضة ،وأخيراً فإن الموقف الإيجابي يتضمن الرغبة في ممارسة قدر كبير من الصبر ، ذلك ان بلوغ الحكم السليم على الأشياء والمقدرة على القيادة يستلزم وقتاً طويلاً ، وغالباً ما تكون الميول إلى الإفادة من المحسوبية التي تعمل على تقصير الطريق هى السائدة .

ان الرئيس يستطيع تواً ان يرى – على اساس نضجه في الحكم على الأشياء – ماذا ينبغي أن يعمل ، ولكنه لا يستطيع أن يامر بعمله ذلك ، لأن هذا التصرف سوف يحرم المرؤوس من جميع الفرص لإكتشاف أي إجراء فعال ، لذلك فإن الرئيس يحتاج إلى الصبر للبعد عن الأخطاء والسير على غير هدى ، وكذلك لتملك الفكر السليم ، انه ينبغي ان يكون شخصاً يرضى عن نجاحه في تطوير الرجال الأكفاء القادرين .