يكون المدير الأعلى الذي يتأكد من ان مرؤوسيه يفهمون الأنواع المختلفة للسلطة قادراً على تجنب كثير من الأوضاع الصعبة التي تحدث عموماً بسبب العلاقات المتشابكة للأفراد .
وهذا لا يعني بمجرد أن نضع في أيدي المرؤوسين خريطة التنظيم وبيانات الواجبات المخصصة والسلطة المفوضة لمديري المشروع انما ان نبين كذلك الفارق بين الانواع المختلفة للسلطة وبلوغها إلى المرؤوسين ، وتعليمهم أنواع السلوك المرضي التي تعزي إليهم .

ويستفيد المرؤوسون من فهم قاعدة وحدة القيادة وخطر انتهاكها بواسطة أولئك الذين يملكون السلطان الوظيفي ، وقد يكون المرؤوس ذاته في وضع من يتلقى كل اختصاصاته وسلطاته من رئيسه الخاص ، كذلك فإنه من الممكن ان تكون هناك بعض المجالات التي يكون فيها لرئيس آخر حق إصدار أمر عن كيفية قيام مرؤوسين آخرين بوجوه نشاط معينة – وذلك عن طريق سلطان الوظيفة ، لذلك فمن المهم بشكل جلي ان تبين هذه المسائل حتى يمكن تجنب نواحي سوء الفهم في المستقبل .
وهناك نقطة غير واضحة غالباً ؛ هى مقدار عمق سلطة المدير ، ان المديرين الذين لهم سلطة محددة غالباً ما يفشلون في تفهم ان نطاق هذه السلطة يقع ضمن مرؤوسيهم المباشرين لا مرؤوسي الأفراد الذين يقدمون تقاريرهم إليهم مباشرة .

فمثلاً ان مدير الانتاج الذي يقدم إليه وكيل المشتريات تقاريره ليست له سلطة على مرؤوس الأخير ، ان هؤلاء المرؤوسين – شأنهم شأن أي فرد آخر – يخضعون دائماً للقواعد والسياسات المطبقة في الشركة ، ولكن فيما خلا ذلك فإنهم ينظرون إلى وكيل المشتريات بإعتباره موجهاً لهم .

لسوف يجد الرئيس – وخاصة في المستويات العليا للتنظيم – انه من المرغوب فيه شرح الفكرة المتضمنة في السلطة إلى مرؤوسيه ، لقد حدث ان ذكرنا قبلاً انه في تفويض السلطة يكون من الصعب التنبؤ بجميع الأحوال التي سوف يحتاجها الرئيس كي يقوم مرؤوسه بالتصرف .

وتبعاً لذلك فإنه ينتظر من المديرين – ان يتصرفوا بطريقة معقولة من أجل حماية مصالح الشركة سواء تم تنفيذ هذه الفكرة أثناء التفويضات بالسلطة أم لا ، ان الأعمال تقوم على الثقة ، والمديرون الذين يختارون أولاً اختياراً طيباً ينبغي أن يثق فيهم ، ببساطة ، رؤوساؤهم كي يعملوا في إيمان وبطريقة معقولة.
ان الفرق بين سلطة الوظيفة بالنسبة للمستوى وبالنسبة للموظفين يعتبر سبباً كافياً لسوء فهم كبير ما لم يتم توضيح ذلك للمديرين التابعين ، ان معرفة حتى يكون للفرد حق إصدار الأمر أو متى يجب عليه الإكتفاء بنصح الآخرين يعتبر أمراً له أهميته الأساسية .

ان التابع يحتاج إلى العلم لا فقط بنوع السلطة التي له : وفي حالة معينة يكون محتاجاً أيضاً إلى معرفة أي انواع السلطة يمتلك المديرون الآخرون ، وربما تكون معرفة كيفية استخدام نوع السلطة المتملكة وكيفية الإفادة من خدمات الآخرين الذين لهم مثل هذا النوع من السلطات أمراً ذا أهمية متساوية ، وعلى ذلك فإن التابع في إدارة المستخدمين ينبغي أن يعرف معرفة طيبة طبيعة معاملاته مع الأفراد في الأقسام الأخرى ، انه ينبغي ان يعلم ان فائدته تعتمد على النصيحة الفعالة التي يمكنه ان يعطيها للإدارات الأخرى وخاصة اذا جاءت هذه النصيحة بناء على طلبها ،ومن ناحية أخرى اذا كان التابع في مركز تنفيذي ، فإنه ينبغي أن يعلم بعناية كيف يلتمس وكيف يصغى إلى نصائح الموظفين تماماً وفي حرية .