ليس من العجيب ان يكون التأكيد الجاري على التنظيم الاداري عموما ، وعلى وسائل التوجيه الاداري الفعال خصوصا ، مؤديا الى التنويه بأهمية العنصر الانساني في المشروع ، المترابط مطلوب لتحريك الافراد ، واساس ذلك هو المعرفة المتزايدة لنفسية الفرد والجماعة .

واهتمام المدير بهذه المعرفة الجديدة للعلاقات الانسانية امر مفهوم من ناحية الطبيعة الاساسية لوظيفته ، انه يجب ان يفهم مرؤوسيه ، سواء كأفراد او كجزء من عمل الجماعة ، وهو يحتاج الى معرفة فعالية فرص العمل في الحياة ،واغراء النواحي المالية والسلطان والكرامة والمركز الاجتماعي باعتبارها اهدافا يقتتل من اجلها مرؤوسوه ، وهو يحتاج الى ان يخلق في ادارته او في المشروع ككل لا فرصا لتحقيق اهدافهم فحسب ،وانما تكاملهم مع اهداف الادارة والمشروع ايضا ، والى المدى الذي يبلغه يقاس نجاحه في تحسين العلاقات الانسانية وفي فعاليته كمدير .

ولا يجب ان نتجاهل ان العلاقات الانسانية تعتبر في الواقع مسألة الاعتراف بأن الناس بشر ، وان المدير الذي يكون فعالا لا يمكن ان ينسى ان عمله انما يؤدى عن طريق الناس ، وفي غمرة الاهتمام بالوسائل النفسانية في التنظيم الاداري يكمن الخطر من ان المديرين سوف ينظرون الى انفسهم كأطباء نفسانيين هواة مهمتهم علاج الناس بوسائل الطب النفساني .

ولسنا في حاجة إلى القول ان ذلك يعتبر أمراً خطيراً بالنسبة للشخص المدرب تدريبا غير ملائم ، فالمرؤوسون ذوو الذكاء المتوسط او الذكاء الاعلى يمكنهم ان يعرفوا بطريق الاستنتاج انهم يعالجون ، وعلى ذلك فإن البيئة اللازمة من الثقة التي تكون بين الرئيس والمرؤوس تجنح الى الدمار والخراب .

وفي الوقت نفسه يمكن للمديرين ان يكسبوا كثيرا اذا كانوا على علم بوجود أكثال هذه المسائل مثل معاني التجمعات ودوافع الناس وقبل كل شيء ان يكونوا حساسين بالنسبة لنواحي عجزهم في التعامل مع الاخرين .

ان الاهتمام الذي يمنح حاليا للعلاقات الانسانية ، من ناحية وضعه الملائم وصورته ، يعتبر أمرا حميداً ، وعلى أية حال فإنه من الممكن تحقيقه ببعض المعلومات عن الناس وعن طريق الباس العلاقات البشرية ثوب الاهمية المبالغ فيها .

اما اذا كان المدير على علم قليل ، او اذا دفعته النواحي العاطفية بعيدا ، فإنه لا يلبث ان يقع فريسة اتجاهات غير سليمة ، وبالرغم من انه من المهم جدا ان يتذكر المرء ان العلاقات الانسانية تكمن عند قاعدة الوظيفة الادارية ، فإنه لا ينبغي ان ننسى - في العمل على الاقل - ان تحقيق الكسب عن طريق الخدمة الطيبة لطلبات العميل يعتبر شرطا من اجل بقاء المشروع ودوامه .
لذلك فإن المدير اليقظ سوف يحارب من اجل الارتفاع بالعلاقات الانسانية الفعالة ، وذلك من أجل رفاء الافراد ، ومن اجل رفاه العمل ايضا دون التخلي عن مصالح الشركة .