من وجهة النظر الشخصية قد يبدو ان هناك درجة عالية لقابلية تحول المهارة القيادية ما دام من المعتقد انه يمكن بلوغها اذا توفرت صفات المقدرة العقلية التي فوق المتوسط ، والرغبة القيادة في القيادة ، والعوامل الشخصية العديدة الاخرى
لكن البحث النفسي يلقي ظلالاً من الشك على مثل هذا الافتراض ، ان وجهة النظر الجارية هى ان القائد يعتبر فعالا بدرجة متساوية في مواقف متشابهة ، وان يجري استخدام هذه المهارات المختلفة في مواقف اكثر اختلافا ، وعلى ذلك فالصفات القيادية لرئيس مشروع ذي انتاج كبير تكون قابلة للتحول تواً الى شركات اخرى ذات انتاج كبير ، اما الصفات القيادية التي لرئيس عصابة ، او لعميد جماعي فقد يبدو ان تكون غير ذي فاعلية في مشروع تجاري .
وتعتبر الاشارة الى المهارات القيادية المختلفة بمثابة اهمال في التعبير ، فما هو معروف اليوم انه ليس هناك من سبب للشك في المهارات المختلفة التي تقوم بدورها في الوقت الحاضر ، واكثر من ذلك فإن شواهد الدرجات المنخفضة لقابلية تحول هذه المهارة ينبغي ان ينظر اليها بإعتبار انها برهان على ان السمات المتعددة انما توزن بطريقة مختلفة في الوظائف المختلفة .
ان القيادة تتكون من المقدار الكلي للعوامل الاقناعية التي جلبت من اجل تحفيز الاتباع المتوقعين .
والمهارة في هذا الاداء –على اساس وجود عوامل بيئية معينة قد تسمي موافقة او غير ذلك ، هى المقياس لنوع القيادة ،وعلى ذلك فإن القادة لابد ان يركزوا على عوامل تحريض مختلفة –وذلك على اساس نظرتهم النفسية ،فقد يصمم رئيس النقابة على المطالبة بالعمل 35 ساعة اسبوعياً ،وقد يقوم عميد الجامعة بخلق حرية اكاديمية ،وقد يصمم رجل المال على وجود بيئة مناسبة – وعلى هذا فقد يصل الجميع الى النتائج .
اما اذا ما حدث تبادل في مراكزهم فلن يحصل اي واحد على اية نتيجة مع ما في نفوسهم من خصائص مشابهة .
ان الحرية الاكاديمية تكاد لا تغري العمال ومستخدمي البنوك ،كذلك فإن الساعات القليلة من العمل لن تعني شيئاً بالنسبة للاستاذ الجامعي ،وايضا فإن الاختلاط بأفضل الناس قد لا يجتذب العمال وكذلك الاساتذة .
ينبغي ان نذكر ان القادة الثلاثة جميعاً قد يكونون على خطأ في تقديراهم للعوامل الحقيقة المؤثرة ،فقد يجتذب كل منهم حافز أدنى،وفي الواقع ان هذا هو الفراغ الذي غالبا ما تتوه فيه القيادة ،ان اعظم انواع الاغراء فعالية هو ارضاء الحاجات الشخصية الاساسية ،فإذا ما تم بلوغ معرفة أخرى للنفسية الفردية ،واذا ما تم بلوغ مقدرة على ترجمة هذه المعلومات الى الصلة الجماعية ، فإن القيادة قد تتطلب لا مهارات مختلفة ، وانما تحديد الاوزان المختلفة للحاجات الشخصية ،ان دراسة القيادة سوف تتضمن من اول الامر الاهتمام بشخصية القائد بالنسبة لارضاء حاجات اتباعه .