تعتبر الطريقة التي ينفذ بها نفوذ القائد الأعلى في الجماعة عن طريق الهيكل التنظيمي ظاهرة لها أهميتها القصوى –هذه الطريقة الي تؤثر على كل عضو وتقوم إلى حد كبير على سمعة المشروع .
ومن الصعب وصف هذا الأثر الانتشاري للقيادة ، ان التعرف على القائد ذاته أمر معروف داخل الجماعة ولكن المكان الذي يشغله قد يختلف ، انه قد يكون مالكاً مقتدراً لأسهم ، او عضواً بمجلس الإدارة ،او رئيساً لهذا المجلس ، او رئيساً لإدارة كبرى .
ومهما يكن مركزه فإنه الشخص الذي يمنح المشروع صوته عن طريق الوسيلة التي يختارها ويستخدمها في دفع القوى عن طريق المهارة والتوقيت اللذين يمارس بهما هذه القوى .
ان مثل هذا القائد يكون مالكاً للاحاسيس السليمة ، وكل فرد الى ينظر الى خبرته الشخصية بالجماعات يمكنه ان يشير الي هؤلاء الذين يتباعدون بفضل قياداتهم الماهرة .
وتعرف مشروعاتهم بنوع الناس الذين يريدون الانتساب إليها ، وبروح التعاون العالية بين الاعضاء ، وبإحترام العناصر المسؤولة في المجتمع.
ان اسم "وود" من شركة سيزر روبوك ،واسم "سلون" من شركة جنرال موتورز ، واسم "ريكينيبر " في شركة ايسترن ايرلاينز قد عرفت معرفة كاملة وطيبة بسبب الأثر الانتشاري لقيادتهم ذات المستوى العالي .
وعلى أية حال فإن الأثر الانتشاري للقيادة لا يكون دائماً نعمة من النعم طالما هو ميزة للقيادة الحسنة والقيادة السيئة على السواء ،ومادام المديرون التابعون سوف يقلدون رؤساءهم سواء كانوا من الأنماط الحسنة أم السيئة .
واذا آمن كبار الرؤساء في لا مركزية السلطة – بالتشجيع على المبادهة وتسهيل الاتصال إلى أعلى وإلى اسفل ،وتطوير المشاركة الجماعية – فإن مديريهم التابعين المباشرين سوف يسلكون سلوكاً مشابهاً ،ومن ناحية أخرى فإن القائد المؤمن بمركزية السلطة يسمح بسياسته لعدم الثقة والكسل والتراخي بالنفاذ من خلال هيكل التنظيم في سرعة وشمول كما هى الحال بالنسبة للمدير الممتاز .