لم يستغرب مختصون تأكيدات وزارة العمل تدني مستوى إنتاجية الموظفين في القطاع الخاص؛ وذلك في المؤتمر الذي عقدته في الرياض مؤخرا.

وقالوا: إن وزير الاقتصاد والتخطيط محمد الجاسر سبق الوزارة وانتقد ضعف إنتاجية الموظفين في القطاع الحكومي منذ أشهر عديدة مما أثار موجة من الانتقاد ضده وصفها البعض بعدم الموضوعية.

وقال الاقتصادي أحمد بافقية: إنه حتى فترة قصيرة سابقة كان من المعروف للجميع أن ضعف الإنتاجية والتسيب والإهمال سمة رئيسية في القطاع الحكومي، وأن الالتزام والجدية معيار العمل في القطاع الخاص.

ولفت إلى أن خروج وزارة العمل بهذه الدراسة يؤكد على الجدية في الإصلاح والشفافية في المعالجة وهي سمات جديدة في العمل العام ينبغي العمل على تأطيرها والبناء فوقها.

وأرجع ضعف الإنتاجية في القطاع الخاص إلى بيئة العمل التي تشتد فيها الضغوط نتيجة القيود المتزايدة المفروضة على السوق، مما يدفع البعض إلى اتخاذ إجراءات غير صحية للتهرب منها.

وحذر من أن تدني الإنتاجية قد يؤدي في مرحلة لاحقة إلى ارتفاع الأسعار بصورة مباشرة نتيجة لزيادة تكاليف الإنتاج المختلفة.

من جهته أشار الاقتصادي فهد المزاحم إلى أن تدني إنتاجية القطاع الخاص يرجع إلى ضعف المستويات المهنية العاملة فيه.

مشيرا إلى أن غالبية العمالة تعاني من التأهيل المهني الضعيف، في أمية مفرطة في المعرفة بالقراءة والكتابة والإنترنت.

ولفت إلى أهمية إعلاء قيم العمل في القطاع الخاص، ومن أبرزها الولاء والانتماء للمؤسسة مستغربا التنقلات الكثيرة للسعوديين على وجه الخصوص من عمل إلى آخر دون شعور حقيقي بالذات .

وطالب بتجسير الفجوة بين المؤسسات والعاملين، وضمان حصولهم على نسبة سنوية من الأرباح المتحققة حتى يشعروا بأنهم شركاء في النجاح وتزداد قابليتهم ومعدلات إقبالهم على العمل والإنتاج، لافتا إلى أن هذه العلاقة التشاركية هي السائدة في الغرب.

ولفت إلى أن العامل الياباني على سبيل المثال يحرص على الذهاب إلى عمله يوميا بدون الحصول على إجازة أسبوعية؛ وذلك من فرط حبه وشغفه بالعمل.

أما العامل لدينا فشغله الشاغل الحصول على إجازة اليومين والاستتذان من العمل مرتين يوميا من أجل التوصيل، وفي ظل الضغوط التي يواجهها في الشارع لايمكن أن يكون مستجيبا وواعيا لتحديات العمل الذى يقوم به