ان نوع التخطيط الذي يقوم به المدير يعتمد على مركزه في الهيكل الاداري ، فإن التخطيط على مستوى الإدارة العليا يتعلق بالخطوط العريضة للبرامج والسياسات التي تهم الشركة كوحدة كاملة ، والتخطيط على مستوى الادارات يتعلق بمهمة الادارات وبالسلطة الادارية المخولة لمدير الادارة .
ففي حقل تخطيط الانتاج مثلا ، تكون البرامج المقترحة والمطبقة ذات علاقة بموضوع توقيت عمل الآلات واستخدام اليد العاملة وشراء المواد الأولية .

والنقطة الاساسية في الموضوع هى ان عملية التخطيط اساساً عملية واحدة أينما كان مجال التخطيط ، ويجوز ان تختلف من حيث التعقيد والاتساع باختلاف الموضوع ونوع السلطة كما يحدث في حالة التخطيط في المستويات الدنيا للهيكل الاداري ، وخصوصا في ادارة الانتاج ، حيث يكون التخطيط احسن وادق من التخطيط في المستويات العليا ، ومن بين الاسباب الرئيسية لذلك ان التخطيط في المستويات الدنيا يتضمن مشاكل المواد والآلات المحددة بينما التخطيط على المستوى الاعلى يتضمن التنبؤ بأحداث المستقبل وهذه مهمة أكثر صعوبة.

فريدريك تايلور لفت النظر الى التخطيط على هذا المستوى اكثر منه على اي مستوى آخر ،والعامل الاخر هو ان اخطاء التخطيط على هذا المستوى تبرز بسرعة أكثر ، اذ ان نتائج التخطيط الضعيف تظهر في صورة اعمال لا تتم في المواعيد المحددة وعمليات انتاج غير منتظمة ،وتكاليف عالية .

وبالرغم من ان نوعية التخطيط على المستويات العليا للمؤسسة مهمة جداً للادارة ، الا ان نتائج ضعفه لا تظهر الا بعد ان تفقد الشركة سوقاً هاماً او تنحدر مالياً او في مجال المنافسة ، او تفقد كفايتها كلياً .