في حال كان يعتمد عملك على التسويق للمستهلكين، فقد تكون أفضل فرص النمو متوافرة في هذه الأسواق البعيدة، لكن عليك أن تكون خلاقاً في طريقة دخولك إليها. ووفقاً لتقرير ديلويت، فإن المدن الرئيسة مثل: شنغهاي ومومباي تعد مهمة لهذه الأسواق، لكن معظم النمو سيكون في المدن الصغيرة، التي يبلغ عدد سكانها أقل من مليون نسمة.
دمرت العولمة وظائف العديدين من أبناء الطبقة المتوسطة في الدول المتقدمة اقتصادياً، لكنها خلقت أيضاً مجموعة جديدة وكاملة من العملاء الذين تقدم لهم الشركات مختلف الخدمات. وتعد الأسواق الناشئة حلاً مناسباً للهاربين من الفقر المدقع؛ إذ تتيح لهم القدرة على العيش بأسلوب حياة الطبقة الوسطى. لكن على أصحاب المشاريع معرفة كيفية الاستفادة من هذه الفرصة، لخلق المزيد من فرص العمل.
ويعرض تقرير اتجاهات الأعمال لعام 2014، والصادر عن شركة (ديلويت- Deloitte)، معلومات عن ازدهار هذه الطبقة حول العالم، وحجم التغيرات التي طرأت في السنوات الأخيرة. والحقيقة أن على كل رجل أعمال أن يكون على علم بهذه التغيرات، لأنها تؤثر واقعياً على كل مشروع.
إذاً، عليك أن تجعل من هذا العام مساحة للتفكير بكيفية الاستفادة القصوى من الاتجاهات الرئيسة التالية، لإيجاد عملاء جدد والتوقف عن الاعتماد الكامل على سوق واحد:
الطبقة الوسطى تنمو باطراد: هذا ما يحدث بسرعة كبيرة في كل من: آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. ويشير التقرير أنه سيكون هناك ما يقارب 3.2 مليار مستهلك من الطبقة المتوسطة في أنحاء العالم بحلول عام 2020. أي بعد 6 سنوات من الآن! في حين كان هناك 1.8 مليار مستهلك من هذه الفئة عام 2009. ومن أسباب ذلك، أن أعداد الأشخاص الذين يحصلون على شهادات جامعية في الأسواق الناشئة يتزايد باضطراد.
وفي حال كان يعتمد عملك على التسويق للمستهلكين، فقد تكون أفضل فرص النمو متوافرة في هذه الأسواق البعيدة، لكن عليك أن تكون خلاقاً في طريقة دخولك إليها. وكما يشير التقرير، فإن المستهلكين من الطبقة المتوسطة في الأسواق الناشئة، يغلب أن يكونوا أصغر سناً وأقل ثراء عن نظرائهم في البلدان ذات الاقتصادت المتقدمة.
ومن الواضح أن محاولة إنشاء أعمال تجارية في سوق بعيد، أصعب من القيام بتوسيع نطاق العمل من مدينة إلى أخرى. إلا أنه ليس عليك بالضرورة أن تمر بهذه التجربة وحدك، إذ يتعاون القادة في الأسواق الناشئة مع الشركات الأخرى على نحو أكبر من أولئك في الأسواق المتقدمة. وقد وجدت شركة ديلويت أن ثلثي قادة الأسواق الناشئة يتوقعون زيادة في مثل هذا التعاون، إلا أنه يتوقع أن يقوم نصف القادة بذلك في الأسواق المتقدمة.
المدن هي المكان الأكثر أهمية من أي وقت مضى: كما يشير التقرير، فنحن نشهد الآن أكبر موجة من التمدن عن أي وقت مضى. حيث يعيش الكثير من الناس ينتقلون إلى المدن في آسيا وأفريقيا. ووفقاً لتقرير ديلويت، فإن المدن الرئيسة مثل: شنغهاي ومومباي تعد مهمة، لكن معظم النمو سيكون في المدن الصغيرة، التي يبلغ عدد سكانها أقل من مليون نسمة.
ويرى إيمون كيلي، مدير شركة ديلويت للاستشارات، أنه في حال رغبت بالمغامرة في هذه الأسواق، فإنه من المهم عليك زيارتها. ويضيف: "من الصعب أن تفهم ما يحدث في الأسواق الناشئة، حتى تمضي بعض الوقت فيها."
لا تهمل وسائل التواصل الاجتماعي: نعلم جميعاً أن وسائل التواصل الاجتماعي تستهلك الكثير من الوقت. لكن إذا تم استخدامها بشكل مناسب، فإنها ستساعد على توسيع نطاق الشركات الصغيرة. وقد وجدت ديلويت أن 69 ٪ من القادة في الأسواق الناشئة، يرون أن شركاتهم أصبحت معروفة من خلال وسائل التواصل الاجتماعية، مقارنة بـ40٪ من نظرائهم في الاقتصادات المتقدمة. كما يعتمد القادة بنسبة 66٪ في الأسواق الناشئة بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعية لاكتشاف احتياجات العملاء، مقابل 46٪ من القادة في الأسواق المتقدمة.