بحث وتحليل الاحتمالات

ان البحث هو احد الاساليب الاقوى تأثيراً ، وهو الأكثر استعمالات في الاختيار بين الاحتمالات عند اتخاذ الاجراءات الرئيسية ،ومع ان الدروس المستمدة من الخبرة تعتبر مرجعاً عند تحليل الاحتمالات ، وبالرغم من ان التجربة تستغل في اختبار مدى صحة النظريات ، الا ان لطريقة البحث ميزات عديدة يستطاع من خلالها الحكم على الاجراءات الممكنة كافة .

في المقام الاول ؛ يجب تجزئة المشكلة الادارية ،لدى دراستها إلى الاجزاء التي تتكون منها ،ودرس العوامل المتطورة وغير المتطورة التي تؤثر فيها ،فينحصر البحث عنئد في المشكلة ككل وكجزء ، وبذلك تظهر للعيان العوامل الحساسة لكافة الاحتمالات ولاجزائها الرئيسية ،وهكذا يسبغ اسلوب البحث على التخطيط الطابع العلمي.

ومن ناحية أخرى ،فالدراسة والتحليل اقل تكلفة بكثير من التجارب ،فالوقت الذي يستهلك في التحليل ،وكميات الورق واللوازم المستعملة ، عادة تكلف اقل بكثير من تجربة كافة الاحتمالات عملياً .

وحتى لو لم تخضع بعض نواحي قضايا الاعمال الى اساليب البحث ،فإن بالإمكان الافادة كثيراً من التحليل العميق ،ففي معظم حالات تحليل الاحتمالات ،تواجه الباحث عوامل غير محسوسة ، لا تخضع لوحدات رياضية ،وقد تشمل مواقف الموظفين او العملاء ، او التطلع الى السلطة ، او استحسان الجمهور للمواقف الادبية الرفيعة ، او نظرة المجتمع الى طبيعة ذلك العمل .

ومع انه من العسير احيانا ،بل ومن المستحيل ،استنتاج الكثير من تلك العوامل غير المحسوسة بواسطة البحث ، الا ان التحليل الدقيق يبرز تلك الاستنتاجات الى الوجود وبذلك يبسط دراسة الاحتمالات المختلفة .