على الرغم من ان تكوين السياسات النموذجية قد يكون الوسيلة الاساسية لابحاث العمليات ، الا انه امر جدير بالملاحظة ان نرى كيف يمكن تطبيق القواعد العلمية والرياضية التي استحدثت في حقول العلوم الطبيعية ، على دراسة المشاكل التجارية .

وقد ذكرنا كيفية تطبيق احدى هذه القواعد وهى نظرية الاحتمالات وهذه القاعدة الاحصائية المهمة مبنية على التجارب التي تبرهن ان بعض الاشياء تحدث بترتيب ممكن التنبؤ به .

وبناء عليه ؛ اذا رمينا قطعة نقود في الهواء مائة مرة ، فمن الممكن انها سوف تقع على وجهها خمسين مرة ، حتى ولو كان من غير المؤكد ان يحدث هذا فعلاً ،و على كل فإن الخروج على هذا الاحتمال يقع ضمن احتمالات يمكن تقديرها ولذلك فإن احتمال حدوث الشيء المتوقع موجود ويشكل اساسا للبحث يفضل عدم وجود اي احتمال بالمرة،وكثيراً ما تكون عوامل مشكلة تجارية ما غير معروفة ، الا ان توفر بعض الاحتمالات يجعل الخطأ في عملية التنبؤ محدوداً .

ونظرية الالعاب مثل نظرية الاحتمالات ساهمت في ايجاد حلول للمشاكل في حالة وجود المنافسة .

وبالرغم من ان هذه النظرية معقدة ولا يمكن شرحها في هذا المجال الا انه يمكن القول بأنها مبنية على النظريقة القائلة بأن الانسان يسعى الى الوصول الى أعلى حد من الارباح، وإلى ادنى حد من النفقات ،وانه يستعمل حكمته في تصريف الامور ،وان منافسه يفكر بنفس الطريقة .

وضمن هذه الظروف ؛ تقدم نظرية الالعاب الحل الامثل الذي يمكن المرء من ان ينظم تخطيطه الاستراتيجي بشكل يتأكد معه تحقيقه لأكبر ربح ممكن او اقل خسارة ممكنة، مهما فعل منافسه وبالرغم من ان القواعد الرياضية لنظرية الالعاب لم تتعد مرحلة حالات المنافسة البسيطة الا ان تطور هذه النظرية في المستقبل سوف يكون له أثر كبير على الاسلوب العلمي للتخطيط الاستراتيجي .

ثم ان نظرية الطابور او خط الانتظار تتضمن استخدام الوسائل الرياضية لتحقيق التوازن بين تكاليف خطوط الانتظار وتكاليف زيادة الخدمات في سبيل منع خطوط الانتظار ،وهى مبنية على النظرية القائلة بأنه بالرغم من ان التأخير مكلف ، الا ان تكلفة منع التأخير قد تكون اكثر تكاليف.
ومن احسن الامثلة على تطبيق هذه النظرية قضية إدارة مرفأ نيويورك ، التي استخدمت نظرية الطابور لحل مشكلة عدد مراكز قطع تذاكر المرور الموجودة على ابواب الجسور والاقنية .

وبإستخدام هذه الوسيلة ، وجدت إدارة المرفأ انها تستطيع تخيض خطوط الانتظار وفي الوقت نفسه تخفيض عدد مراكز قطع التذاكر .

وربما كان التطبيق الاكثر نجاحا لابحاث العمليات في مجال الشبكات التجارية هو وسيلة " التخطيط على اساس الخطوط المستقيمة"

وهذه وسيلة يتقرر بها الترتيب الاحسن الذي يهييء للموارد المحدودة بلوغ هدف ما . وهى مبنية على الفرض القائل بأن هناك علاقة خط مستقيم بين العوامل المتغيرة ، وان حدود التغير يمكن تقريرها .

ومثال ذلك ؛ تكون العوامل المتغيرة في المصنع هى وحدات انتاج كل آلة خلال فترة ميعنة ، وتكاليف المواد او اليد العاملة في وحدات الانتاج، وعدد العمليات اللازمة لانتاج صنف معين ، وعوامل اخرى شبيهة .

ان ثمة علاقة ذات خط مستقيم تقوم بين اغلب هذه العوامل او بينهما جميعاً ، ولذلك يمكن استخدام القواعد الرياضية للتوصل إلى الوضع الاحسن بالنسبة للتكاليف والمدة واستعمال الآلة وغيرها .

وبناء عليه فإن هذه الوسيلة تجدي ، بوجه خاص حين تكون المعلومات عن عناصر الانتاج معلومات رقمية وعندما تكون الاهداف ممكنة القياس بشكل محدد .
ومن الطبيعي اذن ان تتجلى الفائدة الكبرى لهذه الوسيلة في حقل تخطيط الانتاج وحقل تعريفه النقل بالبواخر وخطوطها ،وحقل استخدام تسهيلات الانتاج والتخزين للوصول الى اقل نفقات ممكنة بما في ذلك نفقات النقل .

ولكن عدد عوامل التغيير وعلاقاتها المعقدة يكون في بعض الاحيان سبباً في تكوين مسألة رياضية تعجز عن حلها قواعد علم الرياضيات المعروفة حالياً .

وهنالك طبعا وسائل كثيرة اخرى تستعمل في علم ابحاث العمليات .

فإستعمال المنطق الرمزي الذي يحول البرامج والعروض الى رموز قد سهل عملية تحليل مشاكل معقدة ومبهمة احياناً.
ثم ان نظرية المعلومات اوجبت استخدام اسلوب علمي افضل لمجابهة مشاكل تقييم تقنية المعلومات في نظام ما ، وتحتوي "نظرية البحث" على مشكلة البحث عن الاشياء ، وتستخدم نظرية القيمة في وضع مغزي رقمي لقيمة الاحتمالات غير المحسوسة .
وقد يكون استخدام نظرية سرفو في المشاكل الادارية من اهم مساهمات علم ابحاث العمليات ، وقد استخدمت هذه النظرية باديء الأمر في تجهيز الانظمة الاوتوماتيكية او الموجهة من بعيد الا ان هذه النظرية التي ترجع بواسطتها المعلومات لتصحيح الانحرافات ، قد اصبحت من النواحي المهمة في عدد كبير من مشاكل ابحاث العمليات ، وهذا شيء هام خصوصاً بالنظر لديناميكية المشاكل التجارية وضرورة اجراء التعديل الملائم في حاصل النموذج الرياضي ، ولنظرية سرفو فوائد منظورة ايضاً في ناحية الرقابة الادارية.