ربما كان المصدر الاهم للسياسة هو ما يستوحيه المديرون من داخل الشركة نفسها بغية استرشادهم هم ومرؤوسيهم في عمليات المشروع .

فالسياسة المبتكرة تنبع اساس من اهداف المشروع المعين من قبل السلطة الادارية للشركة ، سواء كانت مجلس الادارة ، او الرئيس ، او المدير العام . او اي موظف اداري مسؤول اخر .

وهذه السياسة المبتكرة يمكن ان تكون ذات مجال رحب بحيث يشملها تحديد اطار واضح من قبل المرؤسين ذوي المناصب الحساسة ، او ان تكون محصورة في المدير الاعلى لدرجة لا يبقى معها اي مجال يمكن ان ينفذ اليه المرؤوسون .

ويتوقف مدى تركيز السياسة او عدم تركيزها على مدى حصر السلطة او تفرقها لدى احدي المؤسسات او الاقسام دون اى اخلال بالنظام .

ومهما كانت السياسة مركزية او لا مركزية ففي احد المشروعات ، فإن تلك السياسة المعدة من قبل المدير لارشاد مرؤوسيه هى سياسة مبتكرة .

وقد تندرج تلك السياسة في اي مستوى من مستويات الادارة ولكن عندما يقال لسياسة ما انها مبتكرة فليس يعني ذلك انها وضعت بالأمر ، وكثيرون هم المديرون البارعون الذين يبتكرون السياسة ويقدمون الاقتراحات المتمشية معها دون اي عائق .

ففي الحقيقة ، يمكن لبعض المديرون الماهرين ان يبتكروا السياسة ويضمنوا الموافقة عليها لدرجة ان المدير الادنى رتبة يخرج من احد الاجتماعات وباعتقاده انه هو الذي ابتكر السياسة .

ولكن لابد من املاء الياسة بقوة ووضوح على المرؤوسين بحيث لا تدع مجالاً للانحراف ، وهكذا يستطيع رئيس احدى الشركات مثلا ان يبتكر سياسة تنص على توظيف بائعين على اساس العمولة بدل موظفي بيع دائميين بمجرد تقديم اقتراحات غير مباشرة بهذا الشأن لمديرمبيعات الشركة ،ولكن في استطاعته الا يصر على السياسة بحيث لا ترتبط الشركة بإلتزاماتقوية بغية اتمام احدى صفقات البيع .