ان جزءاً كبيراً من السياسة في اي مشروع عادي بتأني من الحالات الاستثنائية صعوداً داخل السلطة الادارية ،فإذا ما كان على احد المديرين ان يتخذ قراراً يتعلق بالعمل ولم يكن واثقاً من صلاحيته في اتخاذ القرار ، او اذا لم يستطع معالجة الامر بحيث يخدم اهداف الشركة ،ففي امكانه عندئذ رفع الامر الى رئيسه وكلما ارتفع الامر داخل منظمات العمل ، وكلما اتخذت القرارات على ضوء تلك الظروف ، اصبح هناك شبه نظام ساري المفعول داخل المشروع ،وهو ان الاحداث تأتي لتصبح مرشدا لاجراءات المديرين في المستقبل .

ان احدى صعوبات السياسة المرسومة بعد رفع امرها من قبل المرؤوسين كونها ، احيانا ، غير مكتملة ، ومفككة ، ومبهمة .

واذا بنيت القرارات على مجموعة من الحقائق دون ان يؤخذ بعين الاعتبار الاثر الممكن ان تخلفه على نواحي العمل الاخرى ، او اذا ما حدث ما لم يكن في الحسبان دون ما قصد ، فإن السياسات التي تساعد فعلياً في طريقة تفكير المرؤوسين واعمالهم يمكن الا تكون من النوع الذي يتمناه كبار المديرين .

وعلاوة على ذلك ؛ فقد ترسم سياسات لا يعلم عنها المديرون المذكورون شيئاً .

ان اعداد السياسات غير الهادفة الى شيء الى حد ما صعوبة معرفة السياسات المتبعة في العمل معرفة صحيحة.

وقد وجد المحللون في محاولاتهم لدراسة السياسة ، ان كثيرا من المديرين لا يعلمون ما هى السياسة المبتعة في نواحي عديدة من العمل .

وترد بعض هذه الصعوبة الى ان عملية رسم السياسة ، بطبيعتها مشكلة معقدة بحيث تشمل اتخاذ القرارات في امور كثيرة جداً .

وترد كذلك الى ان العديد من المديرين لا يصدرون القرارات الا عندما يضطرون الى ذلك ، بحيث يؤخرون اعداد السياسة حتى تؤلفها مجموعة من الاجراءات التي اختبرت في الماضي .

والسياسة التي يستعان في اعدادها بالرؤساء يمكن ان تكون متمشية مع النظام الداخلي للشركة ، خاصة اذا ادرك المدير ان قراره في اي امر كان ، هو الذي يعين السياسة ، ولكن اذا وجد المدير ان اعداد السياسات المستمدة من قبل المرؤوسين يستغرق معظم اوقات عمله ، فالأجدر به ان يسأل نفسه عما اذا كان قد ترك للصدف عملية اعداد السياسة اكثر مما يجب ، وما اذا كان مرؤوسوه يفهمون السياسات التي رسمها .