بسبب الصعوبات العملية الجمة في اظهار المعلومات الكافية ، ولان مديرين كثيرين لا يدركون اهمية توسيع الاطلاع على التخطيط ، ولان الامن الداخلي يحتم عدم تسرب المعلومات الى الشركات المضاربة ، خاصة في المنشآت التجارية ، فإن هنالك ما يمكن ان يدعي "حلقة التخطيط المفقودة" .
فالمديرون ذوو المراكز الحساسة قد يدركون مخططات الشركة واهدافها الاساسية ، وكذلك يعلم العمال ما المطلوب انجازه خلال يوم واحد ، ولكن هناك حلقة مفقودة ، او هوة ، بين المستويين حيث لا يدرك مديرو الاقسام كيف تنسجم غاياتهم وسياساتهم مع غايات وسياسات المؤسسة ككل .

وحتى في احدى المؤسسات المنظمة تنظيماً ادارياً حسناً والتي يعرفها احد مؤلفي هذا الكتاب ، دلّ البحث على ان اشد ما يحتاج اليه المديرون الخمسون الذين يأتي ترتيبهم دون نائب رئيس مجلس الادارة مباشرة هى معرفة الخطط العليا للادارة.
فإذا كانت هذه الهوة موجودة على المستوى الثاني للادارة،فكيف يكون الامر اذا في المستويات الدنيا ، وما هو أثرها ؟
ان دليل وجود الحلقة المفقودة في التخطيط في المؤسسات كافة يبرز من بعض الملاحظات المذكورة لاحد المؤلفين على لسان جماعة من المهندسين الباحثين العاملين في مختبر للابحاث الحربية .

فقد قال هؤلاء انهم بالرغم من فهمهم للغايات الاساسية لوزارة الدفاع والمسؤولين من اركان الجيش الذين عملوا هم في خدمتهم ، وعلى الرغم من معرفتهم بالخطط التفصيلية لبحث المشروع المعين لهم في المختبر ،ذكروا انهم لم يدركوا دائما الغاية من وراء المشروع الذين عملوا فيه .
وكان شعورهم انهم لو عرفوا ما هى الغاية من استخدام نتائج ابحاثهم لكان عملهم اكبر فائدة وانضج ثماراً للغاية الاساسية للدفاع .