كثيراً ما يربط الناس النجاح بالذكاء، أو يربط التفوق الدراسي بالنجاح، لكن حسب مما نراه فإن ذلك ليس دائماً صحيح، فكثير من الناس الناجحين في الحياة لم يكونوا متفوقين في الدراسة، أو لم يكونوا شديدي الذكاء. وفي مجال الحاسوب يرتبط النجاح بالهواية، والصبر وإتخاذ الطريق الصحيح. والصبر مثلاً لا ينفعه شدة الذكاء، فالإنسان الذكي يكون كثير الطموح، كثير اﻷفكار، ملول لا يصبر على اﻷشياء التي يراها في نظره عادية ولاترقى لطموحه، فنجد أن من يتمتعون بصفة الذكاء لا يرضى أحياناً بأن يعمل في بلده، بإعتبارها من الدول النامية وليس فيها تحدي حقيقي بالنسبة له، فيرغب في أن يُسافر للغرب ليرضي طموحه، فيصبح في حالة من عدم اﻹستقرار.
نجد أن المشاريع البرمجية على سبيل المثال يتطلب إنجاحها عمل أشياء مملة تتطلب صبر، مثل إختبار البرامج، ومراقبتها، وهذا بالتأكيد يكسبها جودة، ولنا أن نعتبر باليابانيين في ذلك. كذلك فإن المشاريع البرمجية تتطلب وقت طويل للتطوير، مثلاً سنين لإصدار نُسخ جديدة منها. لكن اﻹنسان الذكي يشع عقله بمئات الأفكار، فكيف يصبر على مشروع واحد لعدد من السنين، أو على أداة تطوير واحدة، فتجده يتنقل بين التقنيات المختلفة ويتخبط فتكون حصيلته صفراً.
فالعبرة للنجاح إذا تأتي بالصبر، فكم من عالم صبر على تجارب طويلة لسنين طويلة في اختراع واحد، وليس بالضرورة أن يكون ذكي أو أن يراه الناس كذلك، لكن لديه من الصبر ما يجعله يتميز عن أقرانه، وإنما النصر صبر ساعة.

المصدر:
مدونة أبو إياس