تكمن السعادة الحقيقية في الالتزام بتحقيق الأهداف، وإحداث فارق ملموس في مستوى الإنجاز على صعيد الأعمال، والقدرة على التأثر والتأثير في محيط العلاقات العملية. ضمن هذه المفاهيم يشعر الريادي بالسعادة الغامرة التي لا يضاهيها شعور آخر.
يُسأل رائد الأعمال غالباً: "هل أنت سعيد؟" إذ يسود الاعتقاد بأن ريادة الأعمال تنطوي على القوة والسلطة، وأن صاحبها يشعر بالسعادة دائماً، لأنه يتخذ قراراته بنفسه ويضع قوانينه الخاصة. لكن الانطباع حيال الانتقال المفاجئ من الحياة المؤسسية الآمنة مبالغ فيه أيضاً، كذلك الافتراض بأن من يتمكن من تأسيس عمله الخاص لن يندم على ذلك. ولهذا يطرح الناس السؤال ذاته على رواد الأعمال غالباً: "لا بد أن كونك مدير نفسك أمر رائع، هل هذا ما حلمت بتحقيقه طوال حياتك؟" غير أن هذا السؤال لا يكشف عن حقيقة هذا الأمر، التي لا تشبه أشكال السعادة الأخرى بأي حال. وفي ما يلي توضيح لما ينبغي أن تكون عليه إن كنت ريادياً متميزاً:
ريادة الأعمال تجبرك على التفكير المستمر: لا يمكنك التوقف عن التفكير طوال اليوم بما تود عمله والوصول إليه. لذلك، عندما يسألك أحدهم عن مدى سعادتك، أو عن قرارك بترك العمل المؤسسي الآمن، والخوض في عالم الأعمال الذي ينطوي على خطورة كبيرة، اشرح له أن الأمر مغاير لما يعتقده؛ فذلك لم يحدث فجأة بل على مراحل عدة، وبعد تفكير طويل ومحاولات كثيرة. وقد يصف بعض الرياديين هذا التحول، بأنه مبني على الإحساس بمعرفة ما عليهم فعله، على الرغم من يقينهم بأن الطريق قد تشوبها صعوبات جمة.
ريادة الأعمال تعلمك درساً في التواضع: إن كنت من الرواد في أعمالهم، ستعمل على تعيين أشخاص أذكى منك، وفي نهاية المطاف ستكون مجرد عنصر في المؤسسة، حتى مجيء من هو أكفأ منك ليزيح عن كاهلك بعض الواجبات. وعلاوة على ذلك، ستبدأ بالتعامل مع مجلس إدارة أذكى منك، يتألف من أشخاص لديهم خبرة واسعة في تقييم الشركات، وإدراك أي مؤشر خطير فيها. وسينتهي بك المطاف أيضاً في خدمة مستهلكين أذكى منك من حيث معرفة ما يريدون بالضبط. وجل ما تستطيع فعله تجاه ذلك، هو الإسهام بهذه الموارد الرائعة للحصول على أفضل الحلول.
ريادة الأعمال تولد شعوراً بالتفاؤل: إن الجانب الأكثر تأثيراً في هذا المجال، هو أن رائد الأعمال يبذل ما في وسعه كي يجعل غده أفضل. وهو يسعى إلى جعل شركته أفضل مما هي عليه الآن، ويحاول جعلها مكاناً تسوده العلاقات الجيدة، وتتولد فيه الأفكار الرائعة.
كما عليك معرفة أن القيادي المتميز، لم يؤسس شركته ليشعر بالحرية أو بالسعادة فقط. لهذا، فإن أفضل سؤال قد يوجه إليه:"هل تحدث فارقاً في عملك؟" بدل سؤاله: "هل أنت سعيد لكونك رائد أعمال؟" وبالتالي، فإن الإجابة المثالية على هذا السؤال ستكون:"أحاول ذلك." فالالتزام بالعمل والتواصل الفعال، يحدثان فارقاً فعلياً في مستوى الإنجازات.