ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ:
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌني ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﺑﺘﺄﻫﻴﻞ اﻟﻌﺎﻣﻠين ﺣتي ﻳﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ المسؤوﻟﻴﺎت الموكلة إليهم في
اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ الحاﻟﻴﺔ واﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎلمقاﻳﻴﺲ المطلوﺑﺔ، ﻓﺈن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺗﻌني بمنح اﻷﻓﺮاد المعرﻓﺔ
والمهارات والخبرة اﻟﻼزﻣﺔ اﻟتي تمكنهم ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄدوار وﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت أﻛبر وذات ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت
أﻛﺜﺮ وفي اﻟﻮﻗﺖ الحالي ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺸﻐﻞ اﻟﺘﻔﻜير ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺧﺎص ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻷﺷﺨﺎص ﻛﻴﻒ
ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ أﻧﻔﺴﻬﻢ وﻫﻲ ﻓﻜﺮة ﻳﻨﺒﻐﻲ أن تمثل أﺳﺎس ﻋﻤﻠﻴﺔ إدارة اﻷداء ﻛﻜﻞ، وﻳﺼﻒ
ﻣﻌﻬﺪ ﺷﺆون الأﻔﺮاد وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻷداء المهني ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺄنها أﻓﻀﻞ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ
الممكنة ﻟﻘﺪرات الموظفين ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ المتطلبات الحاﻟﻴﺔ والمستقبلية في المؤﺳﺴﺔ وﻟﻴﻘﻮﻣﻮا ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ
أﻧﻔﺴﻬﻢ.
في حين ﻳﺘﻤﺜﻞ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺨﺎص ﺑﻠﺠﻨﺔ ﺧﺪﻣﺎت اﻟﻘﻮى اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
نمو ﻗﺪرات أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص أو اﻟﻮﺻﻮل بها إلي درﺟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻮاﻋﻲ أو ﻏير
اﻟﻮاﻋﻲ وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺸﻤﻞ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺧبرة ودراﺳﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻢ دﻋﻢ ﻫﺬﻩ اﻟبراﻣﺞ
ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﻮﺟﻴﻪ أو إرﺷﺎد.
ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﺈﻧﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻹدارة وﺗﻄﻮﻳﺮ المؤﺳﺴﺔ واﻟﻌﻤﺎﻟﺔ وﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎص ﻓﻘﺪ ﻛﺎن وﻻ ﻳﺰال ﻫﻨﺎك ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻗﻮي ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻹدارة، وربما ﻻ ﻳﺘﺴﺒﺐ ذﻟﻚ في إﺛﺎرة اﻟﺪﻫﺸﺔ ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﻣﻦ المهم أن ﻳﺘﻢ ﺗﺄﻫﻴﻞ المدﻳﺮﻳﻦ في المؤﺳﺴﺔ وذﻟﻚ ﺣتى يمكنهم اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ اﻟﺘﻐيرات وﺣتى ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻬﻢ المؤﻫﻼت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﻤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ اتخاذ اﻟﻘﺮارات الحاسمة والمتعلقة ﺑﻨﺠﺎح المؤﺳﺴﺔ وربما ﻷن المؤﺳﺴﺔ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺘﻤﻜﻦ داﺋﻤﺎ أو ﺗﺮﻏﺐ في تعيين المدﻳﺮﻳﻦ المناسبين، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ
أن ﺗﻘﻮم ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﺪﻳﺮﻳﻦ ﻣﻦ داﺧﻠﻬﺎ، وﻳﻜﻮن ﻣﻦ المتوﻗﻊ في ﻛﻞ اﻷﺣﻮال وﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻷﺷﺨﺎص الموهبين اﻟﻄﻤﻮﺣين أن يحصلوا ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻔﺮص ﻟﻠﺘﻄﻮﻳﺮ وفي ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا لم يحصل ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﻔﺮص ﻓﻘﺪ ﻻ ﻳﺒﻘﻮن ﻟفترة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﺪا ﺑﺎلمؤﺳﺴﺔ.
وﺑﻴﻨﻤﺎ تتركز ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻹدارة ﻋﻠﻰ المدﻳﺮﻳﻦ، ﻓﺈن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ المؤﺳﺴﺔ ﺗﺪور ﺣﻮل ﺗﻄﻮﻳﺮ المؤﺳﺴﺔ ﻛﻜﻞ، أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ أﺟﺰاء ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻨﻬﺎ، وفي حين أن ﻋﻤﻠﻴتي ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻹدارة وﺗﻄﻮﻳﺮاﻷﺷﺨﺎص اﻟﻌﺎﻣﻠين تمثلان ﻛﻠﺘﺎهما ﺟﺰءاﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ المؤﺳﺴﺔ، ﻓﺈن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ًالمؤﺳﺴﺔ تهتم ﺑﺸﻜﻞ أﻛبر ﺑﺎﻟﻜﻔﺎءة اﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ أو اﻟﺼﺤﺔ المؤﺳﺴﻴﺔ وﻗﺪرة المؤﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ اﻟﺘﻐﻴير، وﺗﺸﺘﻤﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق ﻛﺎﻣﻞ اﻻﺳتراﺗﻴﺠﻴﺎت واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت
والمناﻫﺞ، واﻟتي ﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﺪﺧﻼت، واﻟتي ﺗﺴﺘﻬﺪف اﻷﻓﺮاد والمجموﻋﺎت وﻓﺮق اﻟﻌﻤﻞ وفي اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ المؤﺳﺴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ، وﻳﻜﻮن اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐير اﻟﺜﻘﺎفي.