لا بد من وجود تصور واضح عن طبيعة الأهداف التي أطلق المشروع على أساسها. وضرورة توافر المعرفة اللازمة لقياس مدى النجاح أو حقيقة الإخفاق، في كل مرحلة من مراحل العمل. وقد يعتمد ذلك كله على مدى وضوح الرؤية من عدمها لدى القادة وأصحاب المشاريع أنفسهم.
لن تتمكن من الكشف عن المشكلات التي قد تطرأ على مشروعك، إن لم تتبع عدداً من مقاييس الأداء خلال تنفيذه. في حين تلتزم معظم الشركات بمقاييس غير مباشرة، وتركز على النتائج النهائية فقط، مثل: رضا العميل أو نمو العائدات. صحيح أنها مهمة، لكنها تقدم نتائج متأخرة إلى حد ما. وبالتالي، لن تتمكن من التنبؤ بالعقبات أو تتداركها سريعاً، إن لم تتوافر لديك مقاييس أخرى، أكثر تنوعاً ودقة.
ولمعرفة حقيقة جهودك في مشروع ما بطريقة جيدة، هناك برنامج مكون من 3 خطوات، لا بد للمؤسسة اتباعها كي تختار مقاييس الأداء المناسبة. لكن قبل ذلك، كوّن نظرة شاملة عن هذا البرنامج، وخذ بجميع جوانبه من البداية إلى النهاية. وفي ما يلي 3 فئات يمكنك اختيار المقاييس من بينها:
المدخلات: ما المدخلات التي أضفتها إلى جهودك الابتكارية؟
من الأمثلة على ذلك: حجم رأس المال المخصص للمشاريع الابتكارية، وعدد الموظفين الحاليين الذين تدربوا على مثل هذه المشاريع. ومثال ذلك: عندما بدأت شركة (وايرلبول- Whirlpool) بقياس برنامجها الإبداعي، عملت على تتبع عدد الأشخاص المنخرطين في البرنامج، وعدد الأفكار الموجودة في مشروعها من حيث العلامة التجارية وطبيعة المنطقة المستهدفة. وقد ساعدت هذه المعلومات على تحديد مصدر الأفكار، ومستوى كفاءة فرق العمل.
التطور: ما الذي يحدث خلال تنفيذ مشروعك حالياً؟
من المقاييس التي يمكن اعتمادها لمعرفة حجم التطور: عدد الأفكار المستبعدة قبل إطلاق المشروع، وحجم البحث والتطوير في كل مرحلة من مراحل التطور. ومثال ذلك: أقر (بنك اوف أميركا- Bank of America) بحاجته إلى ترسيخ مبدأ المساءلة خلال تنفيذ مرحلة التطوير. فعمل على قياس عدد المرات التي يتخذ فيها المديرون قراراتهم، في المواعيد المحددة خلال دورة حياة المشروع.
المخرجات: ما الذي حصلت عليه من مجهودك الكلي؟
ومن الأمثلة على هذا المقياس: النسبة المئوية للمبيعات الناجمة عن المشروع، ومقارنة الأداء الحقيقي بالأداء المتوقع. ومن مقاييس المخرجات التي اتبعتها شركة (إيستي لودور- Estée Lauder)، عدد المرات التي ذكر فيها المنتج عبر شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام؛ إذ إن هذا المقياس يربط البيانات القابلة للقياس مع مدى شهرة المنتج، وهذا مما يصعب قياسه.
وتتبع أشهر الشركات العالمية من 5 إلى 8 مقاييس أدائية، تقع ضمن إحدى الفئات السابقة، والتي تزودها برؤية شاملة عن المشروع، دون الحاجة إلى تجميع كمية كبيرة من المعلومات.


أما الخطوات التالية فيجب الأخذ بها أيضاً، عند البدء بقياس نجاح مشروعك الابتكاري:
الخطوة 1: حدد أفضل المقاييس التي تناسب مؤسستك
ابحث عن المجالات التي تحتاج إلى تحسين في عملك، واختر الطرق التي تشجع على هذا التغيير إيجابياً. وابحث أيضاً عن تلك التي تكشف عن نقاط الضعف في مؤسستك.
الخطوة 2: حدد أهدافك من كل مقياس
بعد الانتهاء من اختيار المقاييس، ستحتاج إلى تحديد البيانات الأساسية بدقة. فمثلاً إن كان مقياسك هو عدد الأفكار الابتكارية خلال المشروع، وكان الرقم المسجل 10، فهذا الرقم يعبر عن البيانات الأساسية. من ناحية أخرى، حدد أهدافاً تحفز فريق العمل لديك، وتحمل مسؤولية تحقيقها معهم من خلال مشاطرة الأهداف والجداول الزمنية مع الموظفين في المؤسسة.
الخطوة 3: تتبع المقاييس وعدلها في الوقت المناسب
فعّل المقاييس التي اخترتها بأن تقرر كيف ومتى ستجمع بياناتها الأساسية. وتأكد من أن طاقم العمل يدرك ماهيتها وأهدافها، وراجعها معهم وناقشها في جميع اجتماعاتك مع الإدارة العليا؛ فهذا الأمر يسهل اتخاذ القرارات في الوقت المحدد. علاوة على ذلك، قيّم مدى واقعية أهدافك وجداولك الزمنية، وعدلها عند الضرورة.
إن اختيار المقاييس الصحيحة سيساعدك على إدارة مشروعك الابتكاري بطريقة جيدة. كما أن المزج بين المقاييس، سيمكنك من تشخيص المشكلات وتصحيحها خلال تنفيذ المشروع. وباتباع الخطوات المذكورة آنفاً، ستتمكن من خلق مجموعة دقيقة من المقاييس، يمكنها تجنيبك الكثير من العقبات التي ستواجهك خلال تنفيذك المشروع.