لقد اجتذبت الانظار الى امكان استخدام المتوسطات الصناعية باعتبارها معايير اداء لادارات المستخدمين والخدمات، لا لسبب ان هذه وسيلة واسعة الانتشار ولكن لتأكيد ما بها من فخاخ .
ولا شك ان الفشل في استخدام هذه الوسيلة راجع الى عدم وجود البيانات اكثر منه الى تردد المديرين، وفي هذه الامثلة القليلة نسبياً ،حيث تكون البيانات الصناعية متيسرة ،فإن مديري المشروعات يدرسونها بحماسة ويستخدمونها .

ان اخطار استخدام مثل هذه البيانات ترجع الى مقارنة المتوسطات بالتكاليف في الشركة ، والى المسألة الاساسية وهى ما اذا كان ينبغي للبيانات المتضمنة ان تكون هناك في المقام الاول .
اما المسألة الأولى فهى واضحة تماما وقليل هم الذين يسيئون فهم مضمونها ، فما دام قيام الشركة بالشيء نفسه وبالطريقة نفسها التي يتتبعها منافسوها امرا بعيد الاحتمال فإن منطق المقارنة تكالفيها بالمتوسط في الصناعة امر يصبح مشكوكا فيه إلى درجة كبيرة .

وأما المسألة الاخرى فهى مسألة شديدة الاهمية ، ومن الممكن توضيحها كما يلي :
لنفترض ان شركة معينة لها ميزانية قدرها 100 الف دولار لادارة مقصفها ،وكانت التكلفة المتوسطة لهذه الخدمة تبلغ 125 الف دولار ، فهل تكون الشركة راضية بأدائها؟ ان الاجابة الصحيحة قد تكون انه ليس بالامر اللازم للشركة ان يكون لها مقصف !!