إن وجود موظفين من جيل الألفية في طاقم العمل، لتقديم المشورة بشأن استراتيجية علاقات العملاء الخاصة بالمؤسسة، أو قيادة برامج الهواتف النقالة، أو ابتكار وسائل جديدة للتواصل، لا تقدر بثمن لأي شركة مهما كان حجمها، أو مكانها، أو صناعتها.
يعد "جيل الألفية" أفضل الأجيال العاملة في مختلف المجالات. وهو الجيل الذي يمثله مواليد العقد الثامن من القرن الماضي، حتى أوائل عام 2000. وفيما يلي أسباب هذه الأفضلية التي يتميزون بها:
1. جيل طموح: بات للجيل الناشئ عقلية رجال الأعمال، فقد طبعت قيمة احتواء الفشل في نفوسهم من قبل أشهر رجال الأعمال وعمالقة التكنولوجيا، مثل: ستيف جوبز و إيلون موسك. لذلك، على عكس الأجيال السابقة، فهم لا يبحثون عن الاستقرار بالضرورة، بل عن الأصالة والجرأة لتحقيق أحلامهم.
2. لا يتواصلون بالطرق المعتادة: جيل الألفية يحسنون التعامل مع التقنيات التكنولوجية ووسائل التواصل، فهم يستخدمون وسائل التعلم والدردشة الاجتماعية يومياً، مثل: فيسبوك وتويتر وانستاغرام ونحو ذلك. وهي ميزات تواصل ضخمة للشركات التي تنتشر على عالمياً، وتتفاعل في المقام الأول ببيئة افتراضية.
3. يحسنون التعامل مع متطلبات السرعة: يعتمدون على نهج عمل سريع في التعامل مع الأخبار والاتصالات والاستجابة الفورية. بالإضافة إلى ذلك، لديهم الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك. وعند إعطاء موظف من جيل الألفية مهمة بحث معين، سينتهي منها في غضون 24 ساعة. إلا أنه منذ عشرين عاماً مثلاً، كان يستغرق إنجاز البحث نفسه شهراً كاملاً.
4. إنهم يتوقعون الكثير: تشير الدراسات إلى أن الشباب الباحثين عن العمل اليوم، لديهم شغف تجاه وظائفهم ومدى تأثيرها على العالم. في الواقع، إنهم يقدرون قيمة الوفاء للعمل على تحقيق العائد المالي. والأهم من ذلك، يعد جيل الألفية قوة دافعة نحو التغيير الاجتماعي المؤثر والدائم والقابل للتطور، مما يعود بالفائدة على الجميع.
5. يفكرون بطريقة مختلفة: إنه الجيل الأكثر تنوعاً بأفكاره وأنماطه الثقافية. وبالرغم من اختلاف العرق والدين والجنس، إلا أنهم تمكنوا مع مرور الزمن من الشعور براحة أكبر تجاه التعددية والثقافات المختلفة. وهذا يؤثر إيجاباً في بيئات العمل، إذ يزيد من الإبداع والإنتاجية، ويقدم حلولاً جديدة للمشكلات الصعبة.
6. جيل متطور: معظم الشركات في الوقت الحالي تتوق إلى توظيف الباحثين عن عمل، ممن يملكون مهارات في التشفير والبرمجة، من لغة البرمجة (جافا- Java ) إلى (روبي- Ruby) إلى لغة قواعد البيانات (إس كيو إل- SQL). كما تبحث الشركات عمن يملكون خبرات تقنية في تحليلات البيانات الكبيرة، وتصميم ألعاب الفيديو، وتطوير التطبيقات البرمجية.
وفي حال أمضيت بعض الوقت مع أي طفل في الآونة الأخيرة، فإنك على الأرجح ستلاحظ أنه سيتقن استخدام (آي باد- iPad) مثلاً في غضون دقائق. إنه أمر مدهش ومخيف قليلاً بأن نتخيل الطريقة التي سيتمكن فيها جيل المستقبل من التفاعل مع التكنولوجيا.
إن الموظفين من جيل الألفية هم الجسر إلى المستقبل، من خلال وسائل التواصل الاجتماعية، والهاتف النقال، وتكنولوجيا الحوسبة السحابية، والتكنولوجيات الأخرى التي لم يتم اختراعها بعد. وهم يتخرجون وبحوزتهم المهارات الأكاديمية والسلوكية التي ستحتاجها الشركات من أجل الانخراط مع العملاء على نحو مربح أكثر.