كثير منا يذهب للطبيب وبعدما ينتهي من سرد شكواه يبادر الطبيب بسؤاله ماذا تعمل؟؛ وذلك ليتعرف من الإجابة على طريقة حياتك، فالعديد من الأمراض يكون السبب الأساسي فيها مهنتك.. أو بمعنى أدق طريقة عملك.

فكم منا يخرج من عمله حاملا معه ملفات أو -مع تطور وسائط التخزين أصبحت- فلاشات يحتفظ بها بباقي مهام عمله ليستكملها في المنزل، بغض النظر عن حق أسرته عليه، حيث يخلط غالبية الناس بين الحياة الشخصية والعملية بشكل كبير.



وقد يصل الأمر في بعض الأحيان لاستحواذ العمل على كل جوانب الحياة، وهو أمر غير صحي، ربما يتسبب في مشاكل صحية مزمنة تعيقك عن العمل، أو ربما تفقدك الروابط الأسرية وتعزلك عن محيطك الاجتماعي، لذا لابد أن تقف لحظة لتبني منظومة متكاملة للتنسيق بين عملك وصحتك وعلاقاتك الاجتماعية.


وفيما يلي 6 طرق تستطيع عبرها إعادة بناء هذه المنظومة لتحقيق الموازنة بين الحياة والعمل:-


1- اترك عملك وتوترك في المكتب:
عندما يحين موعد خروجك من العمل تشعر كأنك دخلته للتو لكثرة ازدحام جدولك بمهمات وطلبات وانشغال ذهنك بالمواعيد الأخيرة لتسليم التقارير أو المشروعات.


اخرج من العمل وصفّ ذهنك عن طريق السير في طريق طويل غير مختصر للمنزل، ففي هذا الوقت الزائد تستطيع أن تهدئ نفسك، وربما يكون مناسباً أن تستمع لموسيقاك المفضلة واصرخ لو أردت.. ولكن هذا الأمر بالتحديد افعله قبل دخول المنزل.


بيتك يجب أن يظل بالنسبة لك الملجأ ومكان الراحة، لا مكانا للتوتر لذلك اترك عملك وتوترك في المكتب.


2- استيقظ مبكرًا:
الغالبية العظمى من الناس تضبط المنبه قبل وقت مبكر من الذهاب إلى العمل، لكن قلة هي التي تقاوم إغراء النوم وتستيقظ مبكرا فعلا، البقية الباقية تستيقظ في آخر لحظة وتسابق الزمن من أجل الوصول في الموعد المحدد.


استمتع بفترتك الصباحية، ولا تلتزم بالجدول الروتيني من الاستيقاظ على وقع المنبه، والذهاب باكراً إلى المكتب، إنما بدلاً من ذلك استمتع بتناول وجبة فطور صحية، وممارسة الرياضة عبر المشي أو الذهاب إلى النادي، و من ثم الذهاب إلى عملك.


3- كن منظمًا:
لا تدع نفسك تغرق في فوضى العمل بلا سيطرة على وقتك، إنما احرص على إنجاز مهماتك خلال وقت زمني أقصر، عبر تنظيم أعمالك ضمن جدول محدد، مما يتيح لك استغلال المزيد من الوقت في إنجاز أمورك الشخصية.


4- خطط لإجازاتك:
احرص على أن تخطط لأخذ إجازات طويلة المدة، إذ تؤكد التجارب بأنه كلما زادت فترة الإجازة، عاد صاحب العمل بإنتاج و فعالية أكبر، و صفاء ذهن أكثر كي يتفرغ لأمور عمله.


وعندما نتحدث عن أيام الأجازات، فنحن لا نعني الأيام التي تتسلل فيها من المنزل مع اللاب توب لتنهي بعض الأعمال، أو التي تبلِّغ فيها الموظفين معك أنك غير مشغول ويستطيعون أن يستعينوا بك إذا احتاجوك في العمل.


اجعل الجميع يعلم أنك لن تكون موجوداً لتلبية الطلبات أو المساعدة في العمل، هذه الأيام يجب أن تخصصها للراحة وشحن طاقتك وتصفية ذهنك من ضوضاء وتشوش العمل، كلنا بحاجة إلى وقت راحة سواء كنا ناجحين أم لا، لذلك اختطف وقتاً لنفسك وأفصل التلفونات وأطفئ حاسوبك الشخصي.


5- تعلم أن تقول لا:
يأتي وقت في حياة كل موظف يصل فيه العمل إلى حدود لا تحتمل، نحن بشر وهناك حد لكم الأعمال التي يمكننا انجازها، من الجيد أن تقول لا وترفض العمل الإضافي. خصوصا ذلك العمل الذي يطغى على حقك في الراحة أو الاستمتاع بوقتك.


6- كن Offline:
الإنترنت مثل التلفزيون يقضي الناس ساعات طويلة وهم Online على شاشاته لقراءة البريد الإلكتروني، والدخول في دردشة بالساعات وتصفح المنتديات، فيضيع الوقت في أشياء من دون فائدة.


الإنترنت في هذه الأيام لا يقل سطوة عن التلفزيون وربما يفوقه عند البعض.إن كنت من هؤلاء، يجب أن تتعامل معه بذكاء. حدد قائمة بالمواقع المهمة والمفيدة التي تريد الاطلاع عليها وقم بزيارتها مرة واحدة في اليوم. حدد وقتا محددا لرؤية البريد الإلكتروني الخاص بك، إن كنت تبحث عن التغيير فكن Offline غالبية الوقت.


ثلاثة أصناف


وأخيرًا الناس ثلاثة أصناف: الأول يعطي كل وقته لعمله حيث لا يوجد في تفكيره سوى العمل، والثاني تطغى حياته الخاصة والاجتماعية على عمله الذي يأتي في مرتبة متأخرة، أما الصنف الثالث، وهو الأذكى والأسعد حالا، فيدرك قيمة التوازن بين الحياة والعمل.


إن كنت تريد التغيير كن من أنصار الصنف الثالث، اعمل بجد عندما يحين وقت العمل، لكن لا تنس حياتك الخاصة وأسرتك ونفسك، وفي وسط العمل كافئ نفسك بعشر دقائق استراحة لالتقاط الأنفاس واحتساء كوب من الشاي أو القهوة. لا تفرط في يوم العطلة فهو يجدد نشاطك، ولا تنس ممارسة هوايتك المفضلة.

*بعض النصائح مترجمة عن مقال بعنوان5 Tips for Better Work-Life Balance