في دراسة بحثية امتدت لعام كامل تتعلق بالانعكاسات الناشئة عن تقدير الموظفين، لوحظ وجود بعض النتائج المفاجئة. اتضح أن الشركات التي تنتهج أسلوب "الثناء على موظفيها بشكل كبير" قد تفوقت بصورة استثنائية على نظيراتها في سلسلة واسعة من مخرجات العمل التجاري. هذه الشركات البارزة تحرز نتائج عملية تعادل 12 ضعف مثيلاتها وفق مجموعة متنوعة من المقاييس وتشهد تغيرا اختياريا في كادرها الوظيفي بنسبة تقل بمقدار 30% عن الشركات الأخرى. (تجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الانخفاض في نسبة الموظفين الذي يتركون عملهم في الشركة طوعا يساوي ملايين الدولارات

لا تعتبر سياسة تقدير الموظفين بالشيء الجديد، فهي عادة ما تركز في شكلها التقليدي بصورة أساسية على مكافأة العاملين على ما يقدمون من خدمات وعلى تمسكهم بالعمل لدى الشركة. ولكن رغم أن مثل هذه البرامج التقليدية تسود في أكثر من 70% من الشركات، إلا أنها لا تؤدي إلى قيمة فعلية كبيرة على صعيد الأعمال التجارية (كم منكم مكث لمدة 5 سنوات إضافية في شركته للحصول على مكافأة؟) إن ما تقوم به تلك الشركات عالية الأداء مختلف نوعا ما.
فهي أولا تعمل على إنشاء برامج تقدير يتم من خلالها تبادل عبارات الشكر وطرح الآراء البناءة بين الموظفين أنفسهم، وليس المدراء فقط. ثانيا، تقوم هذه المؤسسات بربط الثناء بالأهداف العملية وقيم الشركة، لذا فإن التقدير يعمل على تعزيز الإستراتيجية. ثالثا، تمنح الموظفين وصولا مفتوحا وشفافا للبرنامج- بمعنى أن باستطاعة الجميع الإطلاع على هوية من يحظى بالتقدير، ويمكن لأي فرد أن يقدر الآخر إذا ما أراد ذلك

هذه البرامج الجديدة التي تعتمد مبدأ التقدير عالي القيمة تنجح في تدعيم التقارب، ما يتيح "للأبطال الصامتين" أن ينالوا المديح الذي يستحقونه، كما تؤسس لعمل جماعي أفضل. ومن اللافت للنظر أن التقدير يؤدي إلى خلق ردود أفعال إيجابية لدى المانح كما هي الحال لدى المتلقي. (تظهر الدراسة بأن النطق بعبارة "شكرا لك" يعمل على إفراز هرمون أوكسيتوسين، والذي يجعل المرء أكثر سعادة وإنتاجية

إن عبارات الشكر أداة إدارية هامة وذات تأثير عميق. لذلك فنحن نشهد الآن تحولا من أسلوب المكافآت التقليدية على الخدمة إلى نهج جديد أكثر فاعلية، وقد حان الوقت بالنسبة لك كقائد أعمال أن تعيد النظر في الطريقة التي تعبر من خلالها عن شكرك للآخرين.

بقلم: جوش بيرسين / ترجمة: محمد البلواني