مقـدمـة :
إذا نظـرنا إلى تكنولوجـيا التعليم في إطـار النظـام التعليمي العام، نجد أنها نظـام فرعـي أو منظـومـة فرعـية ذات أهداف تعليمية تتفق مع أهداف النظـام التعليمي العام، وتحقق أهداف هذه المنظـومـة مجموعة متآلفة ومتفاعلة من العناصر المادية والبشـرية المكونة للنظـام، وتتفاعل منظومة تكنولوجـيا التعليم الفرعية مع عناصر النظام العام وكذلك مع النظم الفرعية الأخرى فـيه (المنظـومات الفرعية) لتحقيق الأهداف المنشـودة.
ويمكن النظـر إلى تكنولوجـيا التعليم بوصـفها نظـاماً أو منظـومة تضـم عناصر متعددة ومتكاملـة لتحقيق أهداف النظـام أو المنظـومـة تتمثل في : العناصر البشـرية ،والعناصر المادية، والأهداف ، والمحتوى ، والآلات والمواد التعليمية ، والاستراتيجـيات التعليمية، والتقويم.
وفي هذا الفصـل نحاول أن نتناول مكونات منظـومـة تكنولوجـيا التعليم، والأصـول والأسس النظرية لها، مع وضـع حدود فاصـلة لبعض المفاهيم المتداخـلة في منظـومـة أو مجـال تكنولوجـيا التعليم.

أولاً : العلم والتكنولوجـيا :
يخلط عدد غير قليل من الناس بين مفـهوم العلم ومفهوم التكنولوجـيا، فمنهم من يعتقـد أن العلم والتكنولوجـيا شـيء واحد أو مفهومان لشيء واحد، وأن العلم يعني الآلات والأجهزة التعليمية، ويعد هذا فهمـاً خاطـئاً؛ لأن العلم هو بناء من المعرفة العلمية المنظمـة والتي يتم التوصـل إليها عن طـريق البحث العلمي، أما التكنولوجـيا فهي التطـبيقات العملية للمعرفة العلمـية في مختلف المجالات ذات الفائدة المباشـرة بحيـاة الإنسـان، وبمعنى آخـر هي النواحي التطـبيقية للعلم وما يرتبط بها من آلات وأجهزة ومنتجـات.
ومن جـانب آخر، فإن من الخطـأ أن ننظـر إلى التكنولوجـيا على أنها الأجـهزة والأدوات فقط وإهمال عملية التطـبيق ذات الأهمـية الأسـاسـية للتكنولوجـيا.
ويمكن إلقاء الضـوء على الارتبـاط الوثـيق بين العلم والتكنولوجـيا من خلال المثـالين التاليين :
عندمـا رأى رجـل (مخترع القطـار) قِدراً به ماء يغلي على النار، لاحظ أن قوة البخـار لها القدرة على تحـريك الأشـياء حيث تحرك غطـاء القِدر، فاستفـاد من هذه النظـرية العلمية في اختراع القطـار الذي يسـير بالبخـار ونتيجة احتراق الفحم.
عندمـا تم اكتشـاف أشـعة X (الأشـعة السـينية) وهي تقوم على أنها تنفذ من خلال بعض الأشـياء (الأجسـام) ولا تنفذ من خلال أشـياء أخرى، تم تطـبيق ذلك في مجال الطـب : حيث أنها تنفذ من خلال أنسـجة الجسم ولا تنفذ من خلال العظـام فتم ابتكـار جهاز أشعة لرسم عظـام الإنسـان عند الحـاجة مثل الكسـر أو إظـهار حالة العظـام.

ثانيـاً : مفهوم التكنولوجـيا :
التكنولوجـيا Technology كلـمة مركـبة من مقطـعين المقطـع الأول Techno بمعنى (حرفـة أو صـنعة أو فن) ، والمقطـع الثاني Logy وتعني (علم) ، والكلمة بمقطـعيها Technology تشـير إلى علم الحرفة أو علم الصـنعة، وهذه الكـلمة يونـانية الأصـل.
ويرى البعض إن المقطـع الأول من كـلمة Technology مشـتق من كـلمة Technique الإنجـليزية الأصـل بمعنى التقـنية أو الأداء التطـبيقي، ومن هنا فإن التكنولوجـيا هي علم التقـنية أو علم الأداء التطـبيقي، أي العلم الذي يهتم بتطـبيق النظـريات ونتائج البحوث التي توصـلت إليها العلوم الأخرى – في أي مجال من مجالات الحيـاة الإنسـانية – لخدمـة وتطـوير وزيادة فاعلية الحياة العملية، وبالتالي فإن هناك مجالات عديدة للتكنولوجـيا في مناحي الحيـاة المختلفة: التكنولوجـيا الطـبية، التكنولوجـيا الزراعية، تكنولوجـيا التصـنيع، تكنولوجـيا المعلومات، تكنولوجـيا الفضـاء، تكنولوجـيا التربية، تكنولوجـيا التعليم ... الخ.
وبظـهور مفهوم التكنولوجـيا بمعناه العلمي الدقيق في القرن العشـرين، ربط عدد كـبير من الناس بين الأجـهزة والأدوات الحديثة التي ظـهرت في نفس القرن بمفهوم التكنولوجـيا، واقتصرت النظـرة الضـيقة للتكنولوجـيا على أنها هي الأجهزة والأدوات وبالتالي ارتبـطت التكنولوجـيا لديـهم بمنتجـاتها، واعتبـرت التكنولوجـيا كنواتج فقط (Products) وأن بدايتها في القرن العشـرين.
أما النظـرة الى التكنولوجـيا كعمليات (Processes) وهي النظـرة الواسـعة للتكنولوجـيا فترى أنها التطـبيق المنظم للمفـاهيم والحقـائق ونظـريات العلوم المختلفة لأجـل أغراض عملية، وبذلك لا يقتصـر مفهوم التكنولوجـيا على الأدوات والآلات والأجهزة فقط بل يشـتمل أيضـاً العمليات.
ويؤكد على ذلك جالبريث (Galbraith) في تعريفه للتكنولوجـيا بأنها :
التطـبيق المنظـم للمعرفة العلمية .(1)
مفهوم تكنولوجيا التعليم
تكنولوجيا كلمة إغريقية قديمة مشتقة من كلمتين هما (Techno) وتعني مهارة فنية وكلمة(Logos) وتعني علما أو دراسة، وبذلك فان مصطلح تكنولوجيا يعني تنظيم المهارة الفنية. وقد ارتبط مفهوم التكنولوجيا بالصناعات لمدة تزيد على القرن والنصف قبل أن يدخل المفهوم عالم التربية والتعليم. ( جامعة القدس المفتوحة، 1992، ص 8 )
وتعني تكنولوجيا التي عربت إلى تقنيات، علم المهارات أو الفنون أي دراسة المهارات بشكل منطقي لتأدية وظيفة محددة.
وعرف جلبرت (Galbraith) التكنولوجيا هي التطبيق النظامي للمعرفة العلمية، أو معرفة منظمة من اجل أغراض عملية.
وفي ضوء ما تقدم يمكن الاستنتاج بان التكنولوجيا طريقة نظامية تسير وفق المعارف المنظمة، وتستخدم جميع الامكانات المتاحة أمادية كانت أم غير مادية، بأسلوب فعال لإنجاز العمل المرغوب فيه، إلى درجة عالية من الإتقان أو الكفاية وبذلك فان للتكنولوجيا ثلاثة معان:-
1- التكنولوجيا كعمليات: (Processes) وتعني التطبيق النظامي للمعرفة العلمية.
2- التكنولوجيا كنواتج: (Products) وتعني الأدوات، والأجهزة والمواد الناتجة عن تطبيق المعرفة العلمية.
3- التكنولوجيا كعملية ونواتج معا: وتستعمل بهذا المعنى عندما يشير النص إلى العمليات ونواتجها معا، مثل تقنيات الحاسوب. ( الحيلة، 1998، ص ص 21-22 (.

وعرف فؤاد زكريا التكنولوجيا بأنها \\\" الأدوات والوسائل التي تستخدم لأغراض عملية تطبيقية، والتي يستعين بها الإنسان في عمله لإكمال قواه وقدراته، وتلبية تلك الحاجات التي تظهر في إطار ظروفه الاجتماعية ومرحلته التاريخية ويتضح من هذا التعريف ما يلي:-
1- إن التكنولوجيا ليست نظرية بقدر ما هي عملية تطبيقية تهتم بالأجهزة والأدوات.
2- إن التكنولوجيا تستكمل النقص في قدرات الإنسان وقواه.
3- إن التكنولوجيا وسيلة للتطور العلمي.
4- إن التكنولوجيا وسيلة لسد حاجات المجتمع) . نشوان، 2000، ص 16 ((2)(3).
تكنولوجيا التربية (Educational Technology)
ظهر هذا المصطلح نتيجة الثورة العلمية والتكنولوجية التي بدأت عام 1920م عندما أطلق العالم فين (Finn) هذا الاسم عليه.
ويعني هذا المصطلح تخطيط وإعداد وتطوير وتنفيذ وتقويم كامل للعملية التعليمية من مختلف جوانبها ومن خلال وسائل تقنية متنوعة، تعمل ميعها وبشكل منسجم مع العناصر البشرية لتحقيق أهداف التعليم.(جامعة القدس المفتوحة، 1992، ص ص 8-31 )
ويرى \\\"براون\\\" تكنولوجيا التربية أنها طريقة منظومة لتصميم العملية الكاملة وتنفيذها وتقويمها وفق أهداف خاصة محددة ومعتمدة على نتائج البحوث الخاصة بالتعليم والاتصالات وتستخدم مجموعة من المصادر البشرية وغير البشرية بغية الوصول إلى تعلم فعال.
وتعرف جمعية الاتصالات الأمريكية تكنولوجيا التربية بأنها عملية متشابكة ومتداخلة تشمل الأفراد والأشخاص والأساليب والأفكار والأدوات والتنظيمات اللازمة لتحليل المشكلات التي تدخل في جميع جوانب التعليم الإنساني وابتكار الحلول المناسبة لهذه المشكلات وتنفيذها وتقويم نتائجها وإدارة العملية المتصلة بذلك.(الفرا، 1999، ص 125 ((2)(3)
تكنولوجيا التعليم ( (Instructional Technology
ويطلق عليها التقنيات التعليمية، مجموعة فرعية من التقنيات التربوية، فهي عملية متكاملة (مركبة) تشمل الأفراد والأساليب والأفكار والأدوات والتنظيمات التي تتبع في تحليل المشكلات، واستنباط الحلول المناسبة لها وتنفيذها، وتقويمها، وادراتها في مواقف يكون فيها التعليم هادفا وموجها يمكن التحكم فيه، وبالتالي، فهي إدارة مكونات النظام التعليمي، وتطويرها.(الحيلة، 1998، ص 6 (
ويعرف رضا تكنولوجيا التعليم على أنها عملية الإفادة من المعرفة العلمية وطرائق البحث العلمي في تخطيط وإحداث النظام التربوي وتنفيذها وتقويمها كل على انفراد. وككل متكامل بعلاقاته المتشابكة بغرض تحقيق سلوك معين في المتعلم مستعينة في ذلك بكل من الإنسان والآلة. (جامعة القدس المفتوحة، 1992، ص 15(
وأكثر تعريف لاقى رواجا وقبولا لتقنيات التعليم لدى التربويين هو تعريف لجنة تقنيات التعليم الأمريكية الواردة في تقريرها لتحسين التعلم \\\" تتعدى التقنيات التعليمية نطاق أية وسيلة أو أداة \\\". ( الحيلة، 1998، ص 26 ((2)(3)
كما تعرف تكنولوجيا التعليم بأنها: عملية مركبة متكاملة يشترك فيها الأفراد والأساليب والأفكار والأدوات والتنظيمات بغرض تحليل المشكلات التي تتصل بجميع جوانب التعلم الإنساني، وإيجاد الحلول المناسبة لها ثم تنفيذها وتقويمها وإدارة جميع هذه العمليات.(4)
تكنولوجيا التربية وتكنولوجيا التعليم
رغم التعريفات المنفصلة السابقة لكل من هذين المصطلحين إلا أننا نلاحظ التشابه والتشابك الكبيرين في المفهوم، وصعوبة التفريق بينهما وهناك العديد من الكتاب من استخدام المصطلحين للتعبير عن ذات المفهوم، إلا أن البعض الآخر ميز بينهما أمثال \\\" الحيلة \\\" الذي قال:-
إن مفهوم التقنيات التعليمية (تكنولوجيا التعليم) يدل على تنظيم عملية التعليم والتعلم، والظروف المتصلة بها مفرقا بينه وبين مفهوم التقنيات التربوية الدال على تنظيم النظام التربوي، وتطويره بصورة شاملة يمتد أثرها إلى تطوير المنهاج، وتأليف الكتب المدرسية وتوافر الوسائل التعليمية، وتدريب الجهاز التربوي، والمبنى المدرسي والبحث عن أفضل استراتيجيات التعليم والتعلم، وتوظيفها في العملية التعليمية. ( الحيلة، 1998، ص 6 (
وميز بينهما كذلك الفرا فعرف التقنيات التربوية بأنها طريقة منهجية تكون نظاما متكاملا وتحاول من خلال تحديد المشكلات التي تتصل ببعض نواحي التعلم الإنساني وتحليلها ثم الإسهام في العمل على التخطيط لهذه الحلول وتنفيذها وتقويم نتائجها.
أما التقنيات التعليمية فهي عملية منهجية في تصميم عملية التعليم والتعلم وتنفيذها وتقويمها في ضوء أهداف محددة تقوم أساسا على البحوث في تعليم الإنسان وتستثمر جميع المصادر المتاحة البشرية وغير البشرية، وذلك لإحداث تعلم مثالي.( الفرا، 1999، ص 127 )
وهناك لبس آخر وهو بين معنى المصطلح \\\" تقنيات التربية \\\" ومعنى مصطلح \\\" التقنيات في التربية \\\" الذي يؤكد على استخدام الأجهزة والأدوات والمواد في التربية والتعليم. في حين ان المصطلح التقنيات التربوية (التكنولوجيا التربوية (مرادف لتحسين عملتي التعليم والتعلم والارتقاء بهما. ( اسكندر و غزاوي، 1994، ص 16 ((2)(3)

ثالثاً : مكونات العملية التكنولوجـية
يُحـدد عبد العظـيم الفرجـاني (2000) ثلاثة مكونات متفاعلة للتكنولوجـيا تمثل ثلاثة أضـلاع لمثلث واحد وهي الإنسـان والمواد والأدوات كمـا يوضحـها الشـكل التالي (2)










شكل (1) يوضح مكونات التكنولوجيا


(أ) الإنسـان : يمثل الإنسـان الضلع الأول والأهم في التطـبيق التكنولوجـي باعتبـاره المحرك الحقيقي لهذا التطـبيق والقائم بتصميمه وتنفيذه والمتحكم في إخضـاع عملية التطـبيق لتحقيق أهدافـه، والإنسـان هو مكتشـف المواد ومبتكر وظـائفها وهو المصمم للأدوات والمنفذ لها.
(ب) المواد : تمثل المواد الضـلع الثاني في التطـبيق التكنولوجي، وتأتي بعد الإنسـان في الأهمـية، فالإنسـان حينما وجد على سـطح الأرض فكر في المواد وكلما وجد مادة زراعية أم علمية أم معدنـية تهمـه، فكـر في أدوات تصـنيعها ووضـعها موضـع الاستخدام الفعلي لتفي بمتطـلباته، فوجـود مادة الحديد جعلت الإنسان يفكـر في أدوات صـهرها، وكذلك فإن وجود مادة تعليمية جعلت الإنسـان يفكـر في أدوات توصـيلها للآخرين، فوجود الأدوات مرهون بوجود المواد، هذا هو السـبب في أن تكون المواد في المستوى الثاني بعد الإنسان مباشرة وقبل الأدوات.
(ج) الأدوات : تمثل الأدوات الضـلع الثالث في عملية التطـبيق التكنولوجـي، وتشمـل الأدوات جمـيع العدد والآلات والأجهـزة اللازمـة لصـياغة المادة وإخراجها بشكـل صالح لتحقيق أهداف الإنسـان، والأدوات وإن كانت تأتي في المرتبة الثالثة من حيث الأهمـية في العلاقة المثلثـية للعملية التكنولوجـية إلا أنها جانب له أهميته القصـوى في المحصلة النهائية للتطـبيق.
والخلاصـة أن التكنولوجـيا هي محصلة التفاعل بين الإنسـان والمواد والأدوات، وإن مجرد وجود الآلة لا يعني وجود التكنولوجـيا، ولكـن عملية استخدام الآلة أو تصـنيع المواد من قبل الإنسـان هي بداية عملية التكنولوجـيا.
ويمكن تمثيل مكونات العملية التكنولوجـية من خلال المعادلة التالية :
تفاعل إنسان + مواد + أدوات = تكنولوجـيا

والشكل التالي يوضح الأصول والأسس النظرية لمنظومة تكنولوجيا التعليم:




























شكل (2) الأسس والأصول النظرية لمنظومة تكنولوجيا التعليم

رابعاً: مفهوم تكنولوجيا التعليم:
تزخر الأدبيات التربوية بالعديد من تعريفات مفهوم تكنولوجيا التعليم وسنعرض منها التعريفات الدالة على أن تكنولوجيا التعليم منظومة تشمل الجوانب النظرية والتطبيقية لهذا العلم.
• عرفت اللجنة الرئاسية لتكنولوجيا التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية تكنولوجيا التعليم بأنها: "طريقة نظامية لتصميم وتنفيذ وتقويم العملية التعليمية في ضوء أهداف محددة, وعلى أساس نتائج البحوث في الاتصال والتعلم الإنساني, وذلك بتوظيف مجموعة متآلفة من المصادر البشرية وغير البشرية للوصول إلى تعليم أكثر فاعلي".
• ويرى هوبان (Hoban) أن تكنولوجيا التعليم عبارة عن: "منظومة متكاملة تضم الإنسان والآلة والأفكار والآراء وأساليب العمل بحيث تعمل جميعاً داخل إطار واحد لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف محددة".
• ويعرفها المجلس البريطاني لتكنولوجيا التربية بأنها: "تطوير وتطبيق النظم والأساليب والوسائل لتحسين عملية التعلم الإنساني".
• ويعرفها جالبيرث (Galbraith) بأنها طريقة في التفكير أو منهج في العمل وأسلوب في حل المشكلات يعتمد على مدخل النظم لتحقيق الأهداف المحددة له ويستند إلى نتائج البحوث في كل الميادين الإنسانية والتطبيقية حتى يحقق الأهداف بأعلى درجة من الكفاءة والاقتصاد في الكلفة.
• ويرى على عبد المنعم (1998) أن تكنولوجيا التعليم عبارة عن: "طريقة منهجية تقوم على تطبيق المعرفة القائمة على أسس علمية في مجالات المعرفة المختلفة لتخطيط وتصميم وإنتاج وتنفيذ وتقويم وضبط كامل للعملية التعليمية في ضوء أهداف محددة".(1)

خامساً: تكنولوجيا التعليم أم تقنيات التعليم؟
في المعاجم العربية تم ترجمة الكلمة الإنجليزية (Technology) ونفس الكلمة بالفرنسية (La Technologie) إلى كلمة (تقنية وتقانه).
وفي الأدبيات التربوية العربية, اختلط الأمر حول استخدام ترجمة هذه الكلمة وهي (تقنية) أو تعريبها وهي (تكنولوجيا), فنتج عن ذلك التوجهات التالية:
• التوجه الأول: استخدمت بعض الأدبيات كلمة (تكنولوجيا) كتعريب للكلمة الأجنبية.
• التوجه الثاني: استخدمت بعض الأدبيات الترجمة العربية لكلمة تكنولوجيا وهي (تقنية) أو جمعها وهو (تقنيات).
• التوجه الثالث: جمعت بعض الأدبيات بين استخدام المترادفين: (التكنولوجيا) و (التقنيات). وكذلك كان الحال بالنسبة إلى المصطلحين (تكنولوجيا التعليم) و (تقنيات التعليم).
أما على مستوى المؤسسات التربوية في الوطن العربي فقد أخذت بعض الدول العربية بمصطلح (تكنولوجيا التعليم) مسمى لأقسام علمية في جامعاتها ومعاهدها وكذلك مسمى لمقررات تربوية فيها, والبعض الآخر قد تبنى مصطلح (تقنيات التعليم) مسمى لهذه الأقسام والمقررات.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن:
هل التكنولوجيا هي التقنيات؟
أو هل تكنولوجيا التعليم هي تقنيات التعليم؟
إن استخدام كلمة (التقنيات) كترجمة لكلمة (Technology) ليست ترجمة دقيقة لأن التقنيات لا ترادف التكنولوجيا؛ فإذا كانت التقنيات تشير إلى أساليب التطبيق, فإن التكنولوجيا تشير إلى الاستفادة من نظريات ونتائج البحوث في مجالات العلوم المختلفة من أجل أغراض عملية لخدمة البشرية, وعلى ذلك فيمكن القول أن التقنيات تشكل جانبا من جانبي التكنولوجيا وهو الجانب التطبيقي وبمعنى آخر فإن التقنيات والتكنولوجيا وجهان لعملة واحدة. والشكل التالي يوضح ذلك:









شكل (3) يوضح العلاقة بين التكنولوجيا والتقنيات

ومما سبق يتضح أن كلمة (تقنيات) تقترب من أو تحل محل كلمة (وسائل) ووفقاً لهذا المعنى فإن (تقنيات التعليم) تعتبر بديلاً (للوسائل التعليمية) لأنها ترتبط بالجانب المادي (التطبيقي) لمنظومة تكنولوجيا التعليم.

سادساً: علاقة تكنولوجيا التعليم ببعض المفاهيم الأخرى:
عرضنا فيما سبق لمفهوم تكنولوجيا التعليم؛ إلا أن هناك بعض الخلط بينه وبين مفاهيم أخرى ذات الصلة, ولذلك يجدر بنا إلقاء مزيد من الضوء على أهم الفروق والعلاقات بينها, ومن أهم المفاهيم المتداخلة مع مفهوم تكنولوجيا التعليم:
- تكنولوجيا التربية.
- الوسائل التعليمة.
- التكنولوجيا في التربية.
- تكنولوجيا المعلومات.
وسنكتفي بالحديث عن علاقة تكنولوجيا التعليم بالوسائل التعليمية، كونها مجال دراستنا.
الوسائل التعليمية: Instructional Media
من أكثر المفاهيم تداخلا مع مفهوم تكنولوجيا التعليم, مفهوم الوسائل التعليمية, ففي أحياناً كثيرة نستخدم مفهوم تكنولوجيا التعليم كمفهوم جديد للوسائل التعليمية ولا نضع حدوداً فاصلة بينهما, بل نستخدمهما كمترادفين, ومن هذا المنطلق نشير إلى بعض الملاحظات الهامة:
فالوسيلة التعليمية هي كل ما يستخدمه المعلم أو المتعلم أو كلاهما لتحقيق غاية كتحسين التدريس, وبالتالي فإن الوسائل ليست غايات في حد ذاتها, بل هي أدوات لتحقيق تلك الغايات, والوسائل التعليمية هي المواد والأجهزة والمواقف التي تحمل الرسالة التعليمية وتنقلها إلى المتعلمين لتحقيق أهداف تعليمية محددة.
ولقد تعددت المسميات التي أطلقت على مفهوم الوسائل التعليمية ومنها: الوسائل البصرية, الوسائل السمعية, الوسائل السمعية البصرية, الوسائل المعينة, معينات التدريس, وسائل الإيضاح, وسائل الاتصال, المعينات الإدراكية.
ولقد لقي مسمى الوسائل التعليمية قبولا لدى رجال التربية عن بقية المسميات الأخرى؛ فهو أكثر شمولاً لمفهوم الوسائل من بقية المسميات التي تعد قاصرة عن التعبير عن الدور الذي يمكن أن تقوم به الوسيلة التعليمية. والوسيلة التعليمية لا تقتصر على الأجهزة والأدوات التعليمية فقط كجهاز عرض الشرائح الشفافة, أو جهاز الكمبيوتر بل تشمل أيضاً المواد التعليمية التي تحمل المحتوى العلمي لعرضه على الأجهزة كالشرائح الشفافة أو البرمجيات التعليمية.
ومع التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل الذي نشهده في العقود الأخيرة في مجال الاتصالات وظهور الأجهزة الإلكترونية وأثرها على الوسائل التعليمية وظهور الكمبيوتر التعليمي, حدث تداخل بين مفهوم الوسائل التعليمية ومفهوم تكنولوجيا التعليم, واستخدم الكثيرون مفهوم تكنولوجيا التعليم مسمى جديداً لمفهوم الوسائل التعليمية وذلك نتيجة لعدم الفهم الواضح لمفهوم وخصائص ومكونات مجال تكنولوجيا التعليم, وبسبب النظرة القاصرة إلى تكنولوجيا التعليم على أنها الأجهزة الإلكترونية أو المستحدثات التكنولوجية التي تستخدم في ميدان التعليم.

تكنولوجيا التعليم والوسائل التعليمية: الحدود والتداخلات:
1- تكنولوجيا التعليم ليست اسما جديدا لمفهوم الوسائل التعليمية, فالمصطلحان غير مترادفين, ولا يمكن أن يحل أحدهما محل الآخر.
2- جذور كل من المفهومين مختلفة, فجذور مفهوم الوسائل التعليمية ترجع إلى القرن الخامس عشر, في حين أن جذور مفهوم تكنولوجيا التعليم ترجع إلى بدايات القرن العشرين.
3- تكنولوجيا التعليم عملية فكرية عقلية تهتم بالتطبيق المنهجي لنظريات التعلم والتعليم والاتصال ونتائج البحوث المرتبطة لتطوير العملية التعليمية, في حين أن الوسائل باعتبارها أجهزة ومواد وأدوات فهي من الأشياء المادية, وتأتي فاعليتها في إطار علاقتها بباقي مكونات مجال تكنولوجيا التعليم.
4- تكنولوجيا التعليم ميداني أكثر اتساعاً وشمولاً من ميدان الوسائل التعليمية, ويتسع مجال تكنولوجيا التعليم ليشمل مجال الوسائل التعليمية. فالوسائل التعليمية (المجال الأصغر) منظومة فرعية Sub-System تنتمي إلى منظومة تكنولوجيا التعليم الكلية (المجال الأكبر), ولا يشير ذلك إلى أن المفهومين غير مترابطين بل هما مترابطان في إطار منظومي كامل, وهذا ما يوضحه الشكل التالي:









شكل (5) يوضح الوسائل التعليمية كمنظومة فرعية داخل منظومة تكنولوجيا التعليم.
سابعاً: مكونات منظومة تكنولوجيا التعليم:
تعرف المنظومة بأنها (مجموعة من العناصر المتداخلة والمترابطة والمتكاملة مع بعضها بحيث يؤثر كل منها في الآخر من أجل أداء وظائف وأنشطة تكون محصلتها النهائية تحقيق الناتج الذي يراد تحقيقه من خلال هذه المنظومة, وتتصف المنظومة بأنها ليست مجموعة من العناصر الثابتة ولكنها تتبع إستراتيجية عامة تتغير وفقا لطبيعة الأهداف التي تريد أن تحققها المنظومة والظروف البيئية التي تطبق فيها, ولكل منظومة تعليمية, منظومات فرعية (Sub-Systems) وتحتاج المنظومة إلى معرفة العناصر التي تكونها وتحديد الترتيب لهذه العناصر. (18)
لقد تغيرت النظرة إلى تكنولوجيا التعليم من مجرد أدوات وأجهزة أو قنوات اتصال لنقل الرسالة التعليمية إلى كونها منظومة, واتساقاً ولذلك تم تعريفها بأنها طريقة منظومية لتصميم وتنفيذ وتقويم وإدارة وتطوير المنظومات التعليمية بناءاً على أهداف محددة, وعلى أساس البحث في الاتصال والتعلم الإنساني وذلك باستخدام مجموعة متكاملة من المصادر البشرية وغير البشرية للوصول إلى تعلم أكثر اتقانا وفعالية.
ونتيجة لتعدد وكثرة التعريفات لتكنولوجيا التعليم, كانت هناك صعوبة في تحديد مكونات تكنولوجيا التعليم كمنظومة ووضع حدود لها, وعدم تداخلها مع منظومات أخرى, مما أدى ذلك إلى وجود نقاط عدم اتفاق بين المتخصصين في مجال تكنولوجيا التعليم والمتخصصين في مجالات تربوية أخرى كالمناهج وطرق التدريس حول طبيعة البحوث في كلام المجالين, وعدم تحديد مجال عمل تكنولوجيا التعليم, ولذلك كانت هناك محاولات عديدة لتحديد مكونات منظومة تكنولوجيا التعليم, ونحاول أن نقدم بعضها للوصول إلى إطار عام لمكونات هذه المنظومة من خلال الاتجاهات الثلاث التالية:
الاتجاه الأول : الذي يصنف منظومة تكنولوجيا التعليم إلى ثلاثة مكونات : ( 19)
الإنسان والآلات التعليمية والمواد التعليمية كما يمثلها مثلث تكنولوجيا التعليم في الشكل الآتي :













شكل (8) يوضح مكونات منظومة تكنولوجيا التعليم وفقاً للاتجاه الأول

#أ- المادة التعليمية : وهي العنصر الأول ضمن منظومة تكنولوجيا التعليم وهي ( محتوى تعليمي مصاغ بشكل مكتوب أو مصور أو مجسم أو مخطط أو مسموع أو يجمع بين أكثر من شكل من هذه الأشكال كما قد يكون متضمناً في شيء حقيقي ) .
وتنقسم المواد التعليمية إلى الأقسام التالية:
1- مواد تعليمية بسيطة مثل نموذج للمسجد الأقصى أو صورة للعصفور .
2- مواد تعليمية معقدة مثل الشفافيات أو الشرائح الشفافة أو الأفلام الثابتة .
3- مواد تعليمية مبرمجة : مثل برمجة كومبيوترية أو أشرطة فيديو.
ب#- الآلة التعليمية : وهي العنصر الثاني ضمن منظومة تكنولوجيا التعليم وهي (كل ما يستخدم لعرض أو توضح أو تفسير المحتوى المتضمن في المادة التعليمية ) .
وتنقسم الآلات التعليمية إلى ثلاثة أنواع أيضاً :
1- الآلات التعليمية اليدوية : مثل المؤشر الخشبي , أو القلم المعدني .
2- الآلات التعليمية الميكانيكية : مثل جهاز عرض الشرائح الشفافة , أو جهاز العرض العلوي.
3- الآلات التعليمية الإلكترونية : مثل مسجلات الفيديو كاسيت أو الكمبيوتر .
ج- الإنسان : وهو يمثل العنصر الثالث المتفاعل ضمن منظومة تكنولوجيا التعليم وهو ( كائن بشرى يلعب دوراً ما في المنظومة التعليمية , ويشمل ذلك المعلم والطالب , كما يشمل أيضاً الفنيين واختصاصي الوسائل التعليمية , المسئولين عن تصميم وإنتاج الوسائل التي يستخدمها المعلمون , أو يستخدمها الطلاب في ا لتعلم سواء في مجموعات أو فرادى ) .
الاتجاه الثاني : والذي يمثله تعريف جمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجيا ( AECT ) (20) لتكنولوجيا التعليم يقوم على تحديد خمسة مكونات لمجال تكنولوجيا التعليم هي:
1- التصميم 2- التطوير
3- الاستخدام 4- الإدارة
5- التقويم .
ويلخص الشكل التالي مكونات تكنولوجيا التعليم كما ورد في تعريف الجمعية :
شكل ( 9 ) يوضح مكونات تكنولوجيا التعليم وفقاً للاتجاه الثاني


















































شكل (10) يوضح العلاقة بين مكونات مجال تكنولوجيا التعليم وفقاً للاتجاه الثاني

ونقدم فكرة موجزة عن كل مجال ( مكون ) من مجالات تكنولوجيا التعليم الخمسة السابقة ؛ حيث يتكون كل مجال من فئات فرعية تندرج تحته يهتم بها ويعتنى بتطبيقاتها وذلك كما يلي:
1- التصميم : ويهتم مجال التصميم بتصميم النظم التعليمية وتصميم المواد والإستراتيجيات التعليمية وكتابة النصوص التعليمية ومراعاة خصائص المتعلم .
2- التطوير : وهو عملية تحويل مواصفات التصميم إلى صيغة مادية فيهتم بالإنتاج والتطوير مثل المواد المطبوعة , وإنتاج البرامج السمعية والبصرية , وتطبيقات تكنولوجيا الكمبيوتر مثل : تكنولوجيا الوسائط المتعددة , والتعليم بمساعدة الكمبيوتر , وتكنولوجيا الوسائط الفائقة ( الهايبرميديا ) وغيرها من التكنولوجيات المتكاملة التي تتفاعل فيما بينها لتحقيق الأهداف التعليمية .
3- الاستخدام : تهتم تكنولوجيا التعليم في هذا المجال بتوظيف الوسائط التعليمية , كما تهتم بنشر التجديدات التربوية ومتابعتها , وتأسيس النظم والسياسات اللازمة للتطبيق في العملية التعليمية .
4- الإدارة : ويهتم هذا المجال بإدارة المشروعات والمصادر الإدارية , ونظم التبادل والتواصل الإداري , وإدارة المعلومات والمعارف وتنظيم مصادرها .
5- التقويم : ويهتم هذا المجال بتحليل المشكلات التعليمية وعلاجها , كما يعتنى بالقياس محكي المرجع , والتقويم التكويني والتقويم النهائي.

الاتجاه الثالث : والذي يمثله التصور الشامل لتكنولوجيا التعليم والذي قدمته رابطة الاتصالات التربوية والتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية (AECT ) عام 1979 . وينظر هذا التصور إلى تكنولوجيا التعليم على أنها ثلاثة أجزاء رئيسة مترابطة ومتكاملة ولا يمكن فصلها وهي: (21)
أ- مجال ب- عملية ج – مهنة
أ- مجال تكنولوجيا التعليم :
يتكون مجال تكنولوجيا التعليم من ثمانية مكونات هي مكونات التعليم بينها علاقات تكامل وتفاعل وتأثير وتأثر كما في الشكل التالي:




















شكل (11) يوضح مكونات مجال تكنولوجيا التعليم وفقاً للاتجاه الثالث وفيما يلي عرض لهذه المكونات الثمانية بإيجاز .


1-الأجهزة التعليمية : وهي أحد مكونات مجال تكنولوجيا التعليم وهي ماكينات وأدوات تستخدم لعرض ونقل المحتوى التعليمي المخزون على بعض المواد التعليمية . ومن أمثلتها جهاز العرض العلوي , جهاز عرض الشرائح الشفافة , جهاز الكمبيوتر .
2- المواد التعليمية : وهي أدوات تحمل وتخزن المحتوى التعليمي لنقله إلى المتعلمين بواسطة أجهزة أو بدون أجهزة ومن أمثلتها .
- أسطوانات الكمبيوتر .
- الشفافيات .
- الشرائح الشفافة .
- العينات / النماذج المجسمة .
3-القوى البشرية : وهم الأفراد الذين يقومون بتصميم وإنتاج المواد التعليمية , وتنظيم واستخدام الأجهزة والمواد التعليمية , ومن أمثلتها : المعلم , الطالب , أخصائي تكنولوجيا التعليم , فني الوسائل التعليمة , المصمم التعليمي .
4-الإستراتيجيات التعليمية : وهي مجموعة الإجراءات والتحركات التعليمية المنظمة لنقل وعرض المحتوى التعليمي ومثال ذلك : التدريس بالفريق , والتعلم الإتقاني .
5-النظرية والبحث : مجموعة الأسس والمبادئ النظرية التي تتعلق بالتعلم من خلال المواد التعليمية وكيفية إعدادها وتقويمها , ومن أمثلتها :
-نظرية الاتصال. –نظرية المنظمات التمهيدية.
6-التصميم : وهو عملية تحديد مواصفات وخصائص المواد أو الأجهزة التعليمية الجديدة الضرورية لعملية الإنتاج , ومنها :
- تحديد مواصفات برمجية تعليمية .
- تحديد طرق عرض محتوى تعليمي على برمجية كمبيوترية .
7-الإنتاج : هو علمية ترجمة مواصفات وخصائص التصميم إلى مواد تعليمية أو أجهزة جديدة فعلية , ومنها:
- إنتاج درس على شريط فيديو .
- إنتاج وحدة تعليمية على برمجية كمبيوترية .
8-التقويم : هو عملية تحديد مدى تحقق الأهداف التعليمية وتحديد كفاءة الإستراتيجيات بما تتضمنه من أجهزة ومواد تعليمية , وقوى بشرية , ومن أمثلته :
- بناء الاختبارات الموضوعية .
- بناء مقاييس الاتجاهات .
- تحديد كم ونوع الأهداف التعليمية التي تم تحقيقها .
- تصميم بطاقات الملاحظة .
ب- عملية تكنولوجيا التعليم :
تكنولوجيا التعليم كعملية هي مخطط منهجي للاستخدام المنظم للمكونات الثمانية للمجال بحيث ينتج عن ذلك بيئة تعليمية صالحة لتحقيق تعليم أكثر فاعلية وكفاءة .
ج- مهنة تكنولوجيا التعليم :
إن اعتبار تكنولوجيا التعليم مجال له مجموعة مكونات ولكل مكون مجموعة من الأنشطة المختلفة , يتطلب توفير الأشخاص ذوي مهارات عالية وخلفية نظرية لأداء هذه الأنشطة , ومن هؤلاء الأفراد : المصمم التعليمي , المبرمج التعليمي , أخصائي تكنولوجيا التعليم , وذلك يتطلب إعداداً أكاديمياً ومهنياً وثقافياً .

تعليق على الاتجاهات الثلاثة السابقة :
تعددت النظرة إلى مكونات منظومة تكنولوجيا التعليم , فمنهم من يرى أنها تشمل ثلاثة مكونات ( الإنسان , الآلات التعليمية , المواد التعليمية ) , ومنهم من يرى أنها تتضمن خمسة مكونات ( التصميم , التطوير , الاستخدام , الإدارة , التقويم ) , ومنهم من يرى أنها تتضمن ثمانية مكونات ( الأجهزة التعليمية , المواد التعليمية , القوى البشرية , الإستراتيجيات التعليمية , النظرية والتطبيق , التصميم , الإنتاج , التقويم) .
وفيما يتعلق بالاتجاه الأول : فإنه يقصر تكنولوجيا التعليم على ثلاثة مكونات فقط لا تتعدى مكونات الوسائل التعليمية , ووفقاً لذلك فقد اعتبر هذا الاتجاه أن تكنولوجيا التعليم هي الوسائل التعليمية والعكس .

وفي هذا الصدد يرى عبد العظيم الفرجاني ( 1997 ) أن ترك العلاقة بين الثلاثة مكونات للتفاعل والتكاثر سوف يؤدي إلى تولد مكونات أخرى حيث أن التفاعل بينها هو العملية التكنولوجية في التعليم كما يوضحها الشكل التالي: (1)
















شكل (12) يوضح مكونات تكنولوجيا التعليم وإمكانية التفريع الثلاثي من كل مفرده.

أما الاتجاه الثاني : الذي يرى أن منظومة تكنولوجيا التعليم تتضمن خمسة مكونات , فتعتبر هذه المكونات أقرب إلى التعبير عن مجال تكنولوجيا التعليم بطريقة أوسع وأشمل وأقرب إلى الواقع , ولكن يفتقد هذا الاتجاه لبعض المكونات الأساسية الأخرى مثل: الإنسان فهو أساس مجال تكنولوجيا التعليم , فبدون العنصر البشري المتمثل في المتخصصين في المجال , والمعلمين والجهات الإدارية لن تكون هناك عملية تكنولوجيا التعليم , كذلك لم يشر هذا الاتجاه إلى الاستفادة من نظريات ومبادئ العلوم الأخرى , في هذه الرؤية أيضاً فإن مجال الإنتاج ليس مكوناً منفصلاً بل جاء ضمنياً تحت مكون التطوير – كوسيلة لبلوغ التطوير – وبالرغم من أن المكونات الخمسة تتضمن شقين أساسيين وهما النظرية والتطبيق , فإنها تحتاج إلى أسلوب للتنفيذ وإستراتيجيات لكي تحول النظرية إلى ممارسة .
أما بالنسبة للاتجاه الثالث: فإنه يعبر عن مكونات منظومة تكنولوجيا التعليم بطريقة أكثر شمولية وعمقاً من الاتجاهين السابقين , ويوضح أن منظومة تكنولوجيا التعليم تعتبر ( مجالاً وعملية ومهنة ) وهي نظرة شاملة , ويعتبر هذا الاتجاه قد نال قدراً كبيراً من الاتفاق بين العاملين في مجال تكنولوجيا التعليم . ولذا سنتناول بالتفصيل المكونات التي يقدمها هذا الاتجاه خلال فصول هذا الكتاب. (1)


قائمة المراجع:
(1) مدخل إلى منظومة تكنولوجيا التعليم، أ.د. محمد بن سليمان المشيقح، يمكن الرجوع إلى الموقع على الرابط التالي:
[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]
(2) موقع أطفال الخليج ذوي الأحتياجات الخاصه، يمكن الرجوع إلى الرابط التالي:
[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]
(3) موقع الفكر العربي "نحو مجتمع عربي أفضل"، يمكن الرجوع إلى الرابط التالي:
[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]
(4) موقع التربوي الإسلامي العربي ، يمكن الرجوع إلى الرابط التالي:
[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]