تنظيمات العاملين داخل المنشأة – واثرها على التنظيم الاداري:

يتضح من تحليلنا للفروض التي بنيت عليها المعلومات التي قدمت لنا خلال الـ 60 سنة الماضية في موضوع التنظيم الاداري ان عملية التنظيم ليست بالسهولة التي تصورها الكاتب ، فهى أكثر من تحديد للأعمال الواجب القيام بها وتجميعها في مجموعات تسمى بالوظائف .

فالمفهوم العملي للتنظيم يشير الى ان مهمة القائم بعملية التنظيم هى تحديد الاعمال ، تجميعها ، ثم تكليف اشخاص بالقيام بها بشكل يمكن معه التأكد من قبول هؤلاء لهذا التحديد وذلك التجميع ، وإلا اصبح هذا التحديد سليماً على الورق فقط .

وعلى ذلك يتحتم على المشرف في عملية التنظيم ان يجمع معلومات ليس فقط من الاعمال ، بل ايضا عن الاشخاص الذين يعملون في المنشأة كأفراد لكل شخصيته التي تؤثر على رغباته وميوله ، وكأفراد يكونون جماعات داخل العمل ويكون لكل منها عاداتها وأهدافها .

فشخصية الفرد تحدد كلا من اهدافه ووجهة نظره تجاه الاعمال الموكلة اليه او الموضوعات التي تمسه وكذلك تحدد الطاقة او المجهود الذي يمكن ان يبذله في اداء الاعمال التي توكل إليه.
وبديهي ان لكل فرد شخصيته التي تختلف عن شخصية الآخرين وتختلف أيضاً بمرور الزمن ، اذ تنمو شخصية الفرد ويتحول من شخص يعتمد على الغير الى شخص مستقل في تفكيره ، ومن شخص سلبي الى شخص ايجابي يبدي رأيه ، ومن شخص له رغبات محدودة الى شخص له رغبات متزايدة باستمرار ، ومن شخص غير قادر على التحكم في تصرفاته الى شخص يرسم لنفسه حدودا لا يتجاوزها .

ولا شك ان املرحلة التي وصل اليها النمو في شخصية الموظف او العامل تحدد الاعمال التي يمكن ان يقوم بها وبالتالي الوظيفة التي يمكن ان تعطي له ويقبلها .

ويكون الافراد بحكم عملهم وعملائهم داخل المنشأة جماعات بتجاوب افرادها مع بعضهم في الاهداف ، الرغبات والميول وقد تتكون الجماعات على اساس التقارب من افرادها في السن ، مدة الخدمة او الوظائف التي يشغلونها.
وتنشأ نتيجة تكوين هذه الجماعات ، علاقات بين أفرادها تجعل للجماعة كياناً مستقلاً عن كيان الافراد الذين ينتمون اليها .