يلعب قسم إدارة الموارد البشرية في أي شركة دورا أساسيا في مساعدة الشركات على التعامل مع بيئة التنافس التي تتسم بسرعة التغيير، وعلى توفير الموظفين الذين يتميزون بالكفاءة في العمل. ومن بين الأنشطة الأساسية التي يتولاها قسم إدارة الموارد البشرية في أي شركة، العمل على تحديد من يتمتعون بمواهب قيادية في المؤسسة وتطوير مواهبهم وإعدادهم لتولي مناصب إدارية في المستقبل.

تعد الإدارة المنظمة لمواهب الإدارة التنفيذية هي التحدي الاستراتيجي الأساسي لمعظم الشركات الكبرى، إلا أن هذا الفرع من الإدارة يعد جديدا نسبيا، وبالتالي لا يوجد إجماع على ما يجب أن يتناوله كما توجد العديد من المناهج لتناوله ودراسته.

يلخص الكتاب الأنشطة والاهتمامات الأساسية للشركات الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا، التي تتركز حول تحديد العاملين في المؤسسة ممن يتمتعون بموهبة في مجال الإدارة التنفيذية وتطوير هذه الموهبة واستغلالها على أفضل صورة.

يقدم الكتاب الجديد في مجال تنمية المواهب الإدارية ما يفيد كل من يعمل في مجال تنمية الموارد البشرية، مع مجموعة من المعلومات المهمة الخاصة بما تفعله المؤسسات الرائدة على مستوى العالم في هذا الصدد.

صار من الواضح الآن أن جميع الشركات، بما فيها أفضلها، لا تزال تعمل على تطوير عمليات إدارة المواهب الإدارية فيها. ولا يوجد بعد ما يمكن وصفه بأنه الإجابة الصحيحة أو الحل الأمثل لمواجهة هذا التحدي، وعليه فإن المؤسسات المختلفة على اختلاف مراحل التطوير فيها وفي مختلف البيئات تعمل على تطوير أساليب مختلفة لتنمية المواهب التنفيذية فيها بما يتناسب مع ظروف كل منها.

يعد الكتاب بمثابة خريطة تساعد القارئ على المقارنة بين الأسلوب الذي تتبعه شركته مع ما تفعله الشركات الأخرى في هذا الصدد. كما تمنح القارئ رؤية قريبة للعمليات البديلة المصممة لتحديد وتطوير قادة الغد.

يقدم الكتاب تجارب وخبرات الآخرين في مجال رصد وتطوير المواهب الإدارية، وعن طريق التعلم منها يمكن للقارئ أن يصير مستهلكا مستنيرا بخدمات إدارة المواهب، وبالتالي يساعده على تطوير كل من المؤسسة التي يعمل فيها وكذلك مستقبله المهني.

يحتوي الكتاب على وصف بعض مديري الموارد البشرية لخبراتهم واهتماماتهم، وأهم الأدوات والعمليات التي تستخدمها الشركات الكبرى لتحديد القادة المستقبليين وتنمية موهبتهم الإدارية وإدارتها. كما يقدم الكتاب صورة واضحة متكاملة لكيفية مواجهة الشركات الرائدة على مستوى العالم لهذا التحدي المهم في عملها.

يتخصص مؤلف الكتاب جوناثان سميلانسكي في علم النفس، حيث حصل فيه على درجة الدكتوراه، وبدأ حياته في العمل الأكاديمي ثم ما لبث أن انتقل إلى العمل مستشارا للموارد البشرية مركزا على تنمية الأفراد والمؤسسات.

تتمحور اهتمامات جوناثان حول تطوير المؤسسات والمواهب ودور الموارد البشرية في تحسين أداء العمل. كما كتب جوناثان العديد من الكتب والمقالات للمطبوعات المتخصصة.