ينتشر التمييز على أساس العمر بشكل كبير في بيئة العمل، وذلك بسبب الاعتقاد السائد بأنه يصعب تدريب العاملين الأكبر سنا، وأنهم ليسوا على قدر وافر من الفطنة والمرونة. كما أن هناك اعتقادا لدى الكثيرين بأن المؤهلات المطلوبة للوظيفة ستكون أقل من مستوى مؤهلات هؤلاء العاملين، وأنهم على استعداد كبير لترك العمل عند حصولهم على فرصة أفضل.
لكن هذا ليس صحيحا، ففي أغلب الأوقات يترك الموظفون صغار السن عملهم من أجل فرصة أفضل، أما كبار السن فهم يفضلون البقاء في أعمالهم على الانتقال إلى عمل أفضل يرفع من مستواهم الوظيفي. ونجد أن الموظفين يتحدثون بانفتاح عن هذا النوع من التمييز، لأنهم ليسوا على دراية كافية بالقوانين التي تحول دون حدوثه، أو لأنهم لا يكترثون لهذا الأمر.
وتزيد عمليات التوظيف عبر الإنترنت الطين بلة؛ إذ يكتشف أصحاب العمل عدد سنوات الخبرة الوظيفية عند تعبئة نموذج طلب التوظيف، وبالتالي يضطر بعض الباحثين عن العمل إلى إغفال السنوات الـ10 الأولى من سيرتهم الذاتية، كي لا يستبعدهم أصحاب العمل.
وبالرغم من عدم قانونية هذا الأمر، إلا أن ذلك لا يغير من حقيقة وجوده. إذ يستطيع صاحب العمل أن يرفض أي متقدم للوظيفة، لأنه تجاوز الـ40 عاما من عمره، أو لأي سبب آخر. لكن يجب على المتقدم للوظيفة ألا يشعر بالإحباط بسبب هذا الأمر، بل عليه أن يكمل طريقه ويتجاوز جميع العقبات التي تعترض سبيله قدر استطاعته.
ولتجاوز هذه العقبة، يمكنك أثناء المقابلة الوظيفية أن تلقي الضوء على مشكلة ما تتعلق بمجال الأعمال وكيفية تعاملك معها، بدلا من أن تشرح عن مهاراتك وخبراتك العملية فقط. فهذا الأسلوب سيجعلك متميزا عن باقي المتقدمين للوظيفة، كما ستبدو خبيرا وموثوقا، وبالتالي سيتغاضى مدير الشركة عن عمرك. فضلا عن أن استغلال مقابلة العمل للحديث عن المشكلات المتعلقة بالعمل وطريقة حلها وطرح الأسئلة حول العمليات التي تؤديها الشركة سيرفع من مستوى الحديث، مما سيصب في مصلحة المتقدم للوظيفة أيضا.
وبناء على ما سبق، حاول أن تتبع هذا الأسلوب في أي مقابلة عمل يمكن أن تخوضها مستقبلا. لكن تذكر أن هذا لا يقضي على ظاهرة التمييز على أساس العمر، بل هو فرصة لاستثناء هذه العقبة أثناء بحثك عن عمل.