يعد التوظيف غير المباشر غريباً وأكثر غموضاً، لاختلافه كثيراً عن طرق التوظيف التقليدية؛ فهو عادة ما يستهدف الأشخاص ممن ليس لديهم رغبة قوية في البحث عن وظيفة. فيما يخلط العديد من خبراء الموارد البشرية بين التوظيف غير المباشر، وبين كيفية تسخير هذا النوع من التوظيف لملء الشواغر المهمة. لكن كيف يمكن فعل ذلك؟
قد يكون استخدام المواقع والقنوات الإعلامية والاجتماعية والمنتديات، وسيلة فعالة للبدء في التواصل. وقد يكون التوظيف غير المباشر بسيطاً، من خلال التعرف إلى الآخرين في تويتر، أو اكتشاف محتوى وتعليقات لافتة تخص مدونة شخص ما. وتشير الدراسات إلى أن أكثر من 93٪ من المتفوقين في مجال أعمالهم، لم يجدوا وظائفهم من خلال الإعلانات المنشورة، بل عبر التوصية بهم من قبل شخص يعرفونه، أو من خلال شبكات التواصل.
ويقول مستشار الموارد البشرية جنيفر ميلمان: "إن الشخص الموهوب الذي لا يبحث عن عمل، أكثر قدرة على التميز في مكان عمله، وأقل حاجة لتطوير وتنمية مهاراته، وهذا يعني أن لديه الرغبة في الابتكار والانطلاق بسرعة.
إن معرفة مزايا المواهب لدى غير المهتمين بإيجاد وظيفة مهم جداً. لكن للوصول إلى هذه المعرفة، لا يزال على الشركات التغلب على التحدي المتمثل في جعل هذا النوع من التوظيف، جزءاً من استراتيجية الشركات الاعتيادية. ويتحقق ذلك من خلال دراسة عدد قليل من المعايير الرئيسة الخاصة بهذا الأمر، وفهم كيفية دمجها بعملية التوظيف والتسمية.
كيف تنجح في ترسيخ هذه الآلية؟
قد لا يوفر هذا الأسلوب في التوظيف فرصة استعراض الشركة لقدراتها في الإقناع كما تفعل عند التوظيف المباشر، لكن لا تزال هناك طريقة قد تناسب احتياجاتها أكثر. ويرى خبير التوظيف لو إدلر، أن اثنين من العناصر الرئيسة للخروج باستراتيجية للتوظيف غير المباشر، قد أوضحت كيفية حصول أفضل المرشحين على مناصبهم الوظيفية، كما بينت الطرق والأساليب المتبعة من قبل خبراء التوظيف في إيجاد وتعيين هؤلاء المرشحين.
وبكل الأحوال، فالجميع يعلم أن أغلبية كبيرة من الموظفين الأكفاء، يتم تعيينهم عن طريق توصية من شخص ما. لذلك، فكر في قطاع ومجال عملك، وفي نوع معين من المرشحين الذين تبحث عنهم لتوظيفهم. كما عليك تحديد القنوات المهنية غير المباشرة التي يعتمد عليها هؤلاء المرشحين في تأمين فرص عمل جديدة، واسأل نفسك: "هل يميلون إلى إيجاد الوظائف عن طريق أصدقائهم أم يعملون على تسويق أنفسهم لجميع معارفهم في نطاق العمل؟
أما الجزء الثاني من معادلة أدلر، فيتعلق بالمسؤولين عن التوظيف أنفسهم. ففي حال كنت تتبع أسلوب التوظيف الداخلي أو تستعين بمصادر خارجية في التوظيف، لا بد من تلقي المساعدة من مسؤولي التوظيف؛ إذ يتوجب عليهم معرفة كيفية استخدام شبكة الاتصال الخاصة بهم، للعثور على المرشحين غير المباشرين للوظيفة. لكن عليهم أيضاً أن يعرفوا كيفية تقديم عرض العمل للموظفين المحتملين. وقد يكون هذا الأسلوب في التوظيف مخيفاً في بعض الأحيان، لأنه ينطوي على عوامل غير معروفة، ويتطلب نهجاً أكثر دقة. ومن خلال تحليل الطرق التي يتم من خلالها التعاقد مع المرشحين غير المباشرين وأماكن إيجادهم، ستتمكن شركتك من ملء وظائفها بكفاءة عالية. لكن تبقى حقيقة أن الأشخاص الذين لا يبحثون عن وظيفة لدى شركتك الخاصة، هم غالباً من أكثر المرشحين كفاءة.