يعمل بعض الموظفين تحت إدارة مدير يتسم بالعصبية الزائدة وسرعة الاستثارة، حيث يثور ويكيل الاتهامات بالفشل وعدم الكفاءة إلى موظفيه لأتفه الأسباب وأصغر الأخطاء. ومع تكرار مثل هذه المواقف يضيق الموظفون ذرعاً بهذه الأجواء المتوترة ويشكل ذهابهم إلى العمل يومياً عبئاً نفسياً رهيباً وعذاباً لا يحتمل. وعن كيفية التصرف السليم في هذه الحالة، يقول استشاري التوظيف بمدينة هامبورغ الألمانية مارتن فيرله "ينبغي على الموظف إيقاف المدير السريع الغضب عند حدوده مبكراً". ويعلل فيرله أهمية ذلك بقوله "إذا لم يحرص الموظف على فعل ذلك، فقد يتطور الأمر ويصل إلى حد توجيه السباب والإهانات الشخصية".


ويتفق مدير مركز إعداد القادة وإدارة الموارد البشرية التابع لجامعة لودفيغ ماكسيميليانز بمدينة ميونيخ الألمانية البروفيسور ديتر فراي مع هذا الرأي، ويؤكد أن المدير السريع الاستثارة والغضب إذا رأى أن "موظفيه يرهبونه ويقابلون تجاوزاته بإذعان وخضوع تامين، فإنه سوف يتمادى في سلوكه وستتكرر تجاوزاته وقد تصل إلى حد الإهانات، حيث سيعتبر المدير حينئذ نفسه سيداً وموظفيه عبيداً لديه".


وكي لا يصل الأمر إلى هذا الحد، ركز فراي على ضرورة أن يحرص الموظف على الاعتزاز بنفسه وصون كرامته، وأن يتخذ موقفاً حاسماً ورادعاً من خلال مناقشة هذا الأمر مع المدير بكل صراحة ووضوح. ولكنه أوضح أهمية ألا يفعل الموظف ذلك أثناء نوبة الغضب العارمة التي تنتاب المدير، كي لا يزداد الموقف سوءاً وتعقيداً، حيث يفضل إجراء المناقشة في وقت لاحق بعد هدوء الأجواء المتوترة.


وأوضح فراي أن من المثالي أن يشرح الموظف الموقف كخطوة أولى، وأن يعبر عن الأذى النفسي الذي لحق به جراء سلوك المدير في الخطوة الثانية كأن يقول له مثلاً "أشعر بإهانة بالغة تركت في نفسي جرحاً عميقاً".


أما الخطوة الثالثة والأخيرة فتتمثل في سعي الموظف إلى إبرام اتفاق مع المدير على قواعد ثابتة وواضحة للتعامل، وتكمن أهمية هذه القواعد في أنها تُعد بمثابة ميثاق للاحترام المتبادل بينهما يرجع كل منهما إليه في حال مخالفة أحدهما لبنوده.