كيف نتعامل مع التدريب كأحد عوامل التنظيم؟ *

التدريب عنصر مهم لأجهزة الإدارة، لأنه يؤدي إالى تحسين أداء الأفراد وإحداث التغير اللازم لسلوك الفرد، وتزويده بالمهارات والأفكار والمعلومات التي تمكنه من تنفيذ الأعمال الموكلة إليه، وتساعده على مواكبة التطورات التكنولوجية وتسخيرها لتحسين الأداء. والتدريب هو الوسيلة التي تمكن العاملين من القيام بدورهم على افضل وجه، وإيجاد الحلول للمشكلات التي تواجههم في مواقع عملهم، مما ينعكس على تحسين انتاجيتهم كما وكيفا، ولا يعتبر غاية في حد ذاته وإنما وسيلة لتحقيق هدف محدد. وكذلك يعتبر التدريب في مجال اخلاقيات الخدمة العامة عنصراً مهماً لتحسين مستوى الاداء الاخلاقي في الخدمة العامة، فمن خلال عملية التدريب يمكن التأثير ايجاباً على سلوك واتجاهات الفرد نحو الخدمة العامة.

يعرف التدريب بأنه اجراء تعليمي يساعد الافراد على اكتساب او تعليم المهارات والافكار والاتجاهات والمعرفة اللازمة للوصول الى الاهداف المرسومة وفق خطط التنمية الشاملة.

ونستطيع تعريفه كذلك بأنه عملية شاملة ومعقدة تتناول جميع التدابير اللازمة لايصال الفرد الى وضع يخوله من الاضطلاع بوظيفة معينة وانجاز المهام التي تتطلبها، وجعله قادراً على متابعة العمل في الادارة.

ومن ذلك نستطيع ان نستخلص عددا من الاهداف للتدريب:
1- زيادة الإنتاجية، وتحسين أسلوب الأداء.
2- تنمية قدرات الأفراد ومهاراتهم في مجالات عملهم علميا ومهنيا.
3- تغيير الاتجاهات والسلوك، وخاصة في مجالات علاقات العمل.
4- تمكين العاملين من الإلمام بالجديد في مجالات عملهم، ومسايرة التقدم العلمي والتكنولوجي والوسائل والأساليب الحديثة.
5- إكساب الفرد الثقة بنفسه والقدرة على إنجاز العمل دون الاعتماد على الآخرين.

والتدريب ذو اهمية بالغة لكل من الموظف والإدارة، حيث يمكن الموظفين من زيادة انتاجيتهم من خلال الاهتمام بتنميتهم وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة للقيام بواجباتهم وكذلك الاستفادة من التكنولوجيا وتسخيرها لتحسين أدائهم، مما يؤدي الى تحسين اداء الادارة. وكذلك إكساب الفرد الثقة بنفسه والقدرة على العمل دون الاعتماد على الآخرين مما يزيد من احترام الفرد لنفسه ويعزز بالتالي احترام الآخرين له. وكذلك إكساب الموظفين خبرات ومهارات جديده تؤهلهم لتحمل المسؤوليات والارتقاء بالعمل لشغل المناصب القيادية، وتنمية النواحي السلوكية للموظفين. لأن العنصر البشري في أي مجتمع من المجتمعات هو الركيزة الاساسية لنمو المجتمع وتقدمه وازدهاره فالانسان هو اداة الادارة وهدفها في نفس الوقت، ولا يستطيع ان ينهض بهذا الدور ما لم يكن هناك تنمية لقدراته ومهاراته لأداء هذا الدور.



* اثر العوامل التنظيمية والبيئية على الاداء في الخدمة المدنية في اليمن ، بديع طربوش المعمري ، رسالة ماجستير ،ص31-33، الجامعة الاردنية ،2000 .