من الأخبار المثيرة التي لم تنل ما تستحق من اهتمامنا كان اختيار ناسا لشركتي سبيس إكس وبوينج لإرسال رواد الفضاء حول الأرض.
لماذا يستحق هذا الخبر الاهتمام؟
لأن نجاح شركة سبيس إكس هو إنجاز يستحق أن نتوقف أمامه كثيراً..
شركة سبيس إكس أسسها شخص اسمه إلون ماسك سنة 2002، لأنه آمن أن مستقبل البشر لا يوجد على الأرض، وأن البشر يجب أن يصبحوا جنساً عابراً للمجرات !
لكن كيف سنفعل ذلك؟.. لدينا مشكلة كبيرة في تكنولوجيا السفر إلى الفضاء..
بسيطة.. لننشئ إذاً شركة تقوم بحل مشكلة نقل الإنسان إلى الفضاء !
أراد إلون ماسك صناعة الصواريخ منذ 12 عاماً فحصل اليوم على عقد لتزويد وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بالصواريخ !
هكذا فقط بكل بساطة!
***
ولإلون ماسك وحده قصة تستحق كثيراً من التأمل..
ولد ماسك في جنوب أفريقيا منذ 43 عاماً، وتعلم وحده البرمجة وعمره 12 عاماً، وباع أول لعبة قام ببرمجتها بمبلغ 500 دولار. وحين بلغ 17 عاماً كان عليه أداء خدمته العسكرية مع خير أجناد الأرض الجنوب أفريقيين، لكنه كان معترضاً على نظام الفصل العنصري أو ما كان يسمى يومها بالحرب على الإرهاب بين الحكومة الجنوب أفريقية والمؤتمر الوطني الأفريقي، فسافر إلى كندا وحصل على الجنسية الكندية ثم إلى أمريكا.
حصل على بكالريوس في الفيزياء ثم بكالريوس ثاني في الاقتصاد ثم دكتوراه في الفيزياء التطبيقية، وفي عام 2002 حصل على الجنسية الأمريكية.
وله بجانب نجاحه الأكاديمي تاريخ مدهش من الإنجازات، بدءاً من شركة باي بال التي يعرفها أغلبنا (شركة الدفع الإلكتروني)، مروراً بشركة تيسلا التي تنتج السيارات الكهربائية الشهيرة، ووصولاً إلى شركة سبيس إكس . وهو أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم حسب التايمز وفوربس.
يخرج علينا ماسك من وقت لآخر بتصريحات مجنونة عن المستقبل، آخرها مثلاً اليوم حين صرّح بأن المريخ سيكون موطناً لملايين من البشر بحلول عام 2100.
أستغرب مثلك أيضاً كثيراً من أفكاره بنفس درجة استغرابي لو كنت قد قرأت له تصريحاً سنة 2002 وهو يقول أنه قرر صناعة صواريخ لنقل البشر إلى الفضاء، وقد فعل !
***
تخيل للحظات لو كان إلون ماسك مواطناً شريفاً يؤمن أن جنوب أفريقيا أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا، وأن مساعدة خير أجناد الأرض الجنوب أفريقيين في حربهم على الإرهاب واجب وطني..
لن اسألك ماذا كان سيخسر إلون ماسك حينها، بل سأسألك : تخيل ماذا كان سيخسر العالم ؟
***
لم أهتم كثيراً بخبر سفر أحمد حلمي ومنى زكي لأمريكا لمنح طفلهما الجنسية الأمريكية، يبدو أن أحمد حلمي استوعب أن العسل الأسود يبقى أسوداً في النهاية !
***
إن أتيحت لك فرصة الحصول على دفتر صغير اصطلح الناس على تسميته "جواز سفر"، وأنت تعلم أن هذا الدفتر الصغير سيضمن لك حياة كريمة لنفسك ولأهلك في أي مكان في العالم، هل ستتردد في الحصول عليه؟


عن نفسي لا أبالي كثيراً بما هو مكتوب على غلاف هذا الدفتر الصغير، قدر ما أبالي بما سيكتب على غلاف الأعوام التي سأقضيها على ظهر هذا الكوكب !