سؤال موجه لكل مدير ومسؤول، هل تستطيع أن تخبرنا ما آخر التطورات في مجال الإدارة والمجال التقني؟ إذا كانت معرفتك ممتازة بهذين المجالين وتقوم بتطوير قسمك أو مؤسستك بتطور المجالين المذكورين فإني أتوقع مستويات خارقة من الأداء وسرعة في العمل، وإنتاجية تقفز قفزاً بخطوات واسعة نحو الأفضل، وتعاونا بين الجميع ممن يعملون معك، الاحترام متبادل والآراء مسموعة، والإبداع أساس من أسس التجديد والتطوير المستمر، موظفون يحضرون قبل ساعات الدوام ويخرجون بعده. الصلاحيات المالية والإدارية مكفولة للجميع والثقة عالية.
مكان العمل نظيف ومرتب ومريح للنظر، مراجعون أو عملاء راضون تماماً عن الخدمات التي تقدمها، أرباح عالية وتكاليف منخفضة، هل تبدو هذه الصورة حالمة؟ لا هناك مؤسسات ناجحة تكون بيئة عملها بهذه الصورة.
أما إذا كنت جاهلاً بما سبق فالعكس صحيح لكل ما ورد أعلاه. وقد يستغرب أحدكم ويتساءل هل الإدارة هي السبب الوحيد لنجاح أو فشل أي مؤسسة سواء حكومية أو خاصة؟ دعونا نختصر عليكم الإجابة نعم هي السبب، لذلك ابتكر قانوناً إدارياً اقتبسته من أحد الكتب الإدارية وغيرت فيه. يقول القانون رقم واحد، إذا وجدت مؤسسة فاشلة فانظر إلى الإدارة فهي السبب لهذا الفشل ويقول قانون رقم اثنان إذا لم تجد الإدارة هي السبب فانظر إلى القانون رقم واحد!!
الإدارة هي الأساس في كل مؤسسة فبدونها يكون العمل في المؤسسة خبط عشواء. وبها يسير العمل إلى الطريق الصحيح، لكن إذا اعوجت، اعوج العمل معها وإن صلحت صلحت المؤسسة، فهي بمنزلة العقل للإنسان والعقل إذا لم يطور تجمد بل تحجر.
والإدارة لا تقتصر على شخص واحد بل على عدة أشخاص يقودهم شخص واحد أو ما نسميه المدير العام، ولهذا المدير مسؤولون سواء للمالية والحسابات أو لإدارة المشتريات أو خدمة العملاء وهكذا، وكل هؤلاء يطلق عليهم لفظ الإدارة، والإدارة تمتلك في يديها الموارد البشرية والمادية ولها الحق في تصريفها وترتيبها بطريقة معينة للقيام بأكبر إنتاجية.
الفقرة السابقة هي تعريف بسيط لشكل الإدارة وذكرنا في هذا التعريف حق الإدارة في تصريف مواردها، لكن وسائل ترتيب الموارد البشرية كثيرة ومنوعة، فأي الطريق يستخدم مديرك؟
هل هي طريقة حديثة لا مركزية أم أسلوب متسلط مركزي؟
والأسلوب المتسلط يقوم على نظرية أن الموظفين كسالى يجب أن تفتش عملهم كل دقيقة، عديمو الأمانة فيجب أن نحكم الرقابة عليهم ونبتكر القوانين الصارمة، إنهم أقل ذكاءً وفهماً منك. فيجب أن نضع أهدافاً للأداء لهم، أو حتى لا نخبرهم بذلك، بل يكفي أن تكلفهم بمهام وسينفذونها من دون تفكير كآلات.
ليس لهم الحق في أن يسألوا لماذا؟ إنهم فقط يؤدون ما عليهم من واجب فلا يستحقون أي حوافز سواءً مادية أو معنوية، لا رأي لهم أو استمع لآرائهم ولا تلقي لها بالاً لكي تخدعهم وتجعلهم يظنون أنك تستمع إليهم. أما الأسلوب الحديث فيبنى على أسس متينة، عماده الثقة والإخلاص وحب العمل والتعاون، فالمدير هنا يسمى قائد لأنه يحفز الآخرين نحو أهداف اتفاق عليها الجميع، وكل شيء في هذه المؤسسة يناقش من المبادئ والأخلاقيا ت العامة حتى الأساليب التطبيقية، مروراً بالشؤون المالية والإدارية، فكل موظف له الحق في إبداع رأيه وله الحق في أن يسمع كل شيء يناقش في جو من الاحترام المتبادل.
كان ذلك في المجال الإداري، أم المجال التقني، فهو وسيلة قوية في يد الإدارة الحديثة ووسيلة تفاخر في يد الإدارة المتسلطة.. والمجال التقني يفتح آفاقاً واسعة لتخفيض الكلفة والزمن لتحقيق المهام وتكون فعالة إذا ما استخدمت بالطريقة الصحيحة.