يعتبر نفسه غريب الاطوار، عشق المغامرات في شبابه، عاش في بريطانيا لفترة طويلة وحاز شهادة في السياسة والاقتصاد. سافر الى ارض اجداده للتعرف عليها وإذ به في البلاط الملكي مترجما للملك سعود.
اعتبره سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد 'عنجليزي' فمنحه رخصة جريدة باللغة الانكليزية . وهو احد مؤسسي جمعية الصحافيين الكويتيين والرئيس الفخري لها، تقلد عدة اوسمة من رؤساء البلدان فسجله الطويل يشهد له.
انه رئيس تحرير جريدة 'كويت تايمز' الذي كان لنا معه هذه الاستراحة:
كيف تبدأ يومك من الصباح الى المساء؟
- انا اول الحاضرين الى الدوام، اصلي الظهر في المسجد الموجود لدينا ثم اطلع للبيت للغداء واشرب الشاي الساعة الثالثة وبعد صلاة العصر اعود في الرابعة الى الجريدة وأبقى الى ان ينتهي العمل من دون وقت محدد الا اذا كانت هناك مناسبة معينة فأذهب اليها والخاتمة تكون في البيت.
ماذا عن الواجبات التي تكاد شبه يومية لدى الكويتيين من تعازي وأعراس؟
- أقوم بكل واجباتي ولا أتردد أبدا، فمن واجب الصحافة تغطية هكذا احداث هي من صميم مجتمعنا الصغير، وبما ان هناك سبع صحف، اثنان باللغة الانكليزية وخمسة بالعربية فكل واحد يحاول ان يغطي اكثر اخبار المجتمع.

اذا اين وقت استراحتك؟
- اعتبر نفسي غريب الاطوار فمعظم الناس ينامون بالنهار اما انا فلم أنم بحياتي نهارا، فمن الفجر اصحوا الى الحادية عشرة ليلا او اكثر، وعند الاستراحة اقرأ او اشاهد التلفاز ويوم الخميس اذهب مع اولادي الى مزرعتنا في الوفرة ونعود الجمعة مساء.
ألم تشعر في لحظة ما بأنك لا تريد العمل بل أخذ إجازة طويلة؟
- لا هذه الفكرة غير واردة بتاتا، فعمل الصحافة مثير وكل يوم اخبار واحداث جديدة فلهذا انا مرتاح في العمل دون توقف نهائي.
مشوار
كيف بدأت مشوارك المهني؟
سنة 1961 لم يكن هناك وجود للوزارات في الكويت بل دوائر، فكان رئيس الدائرة للارشاد والانباء سمو الامير الشيخ صباح الاحمد، ولقد سمحوا حينها باعطاء رخص للجرائد فتقدمت بطلب رخصة لجريدة بالعربي والانكليزي ، وقال لي في وقتها سمو الأمير انت 'عنجليزي' فسنمنحك رخصة جريدة انكليزية، واعطى المرحوم عبدالعزيز المساعيد 'الرأي العام' واحمد العامر 'الوطن'، وبدأت في 24 سبتمبر 1961 طبع اول عدد من 'الكويت تايمز' والمساعيد الله يرحمه كان يطبع جريدته قبلي بثلاثة اشهر في بيروت وكان يصدرها مرة كل اسبوعين، وكنت اطبع جريدتي في مطبعة المقهوي الوحيدة المشهورة في الكويت، فجريدة المرحوم المساعيد لم تصبح جريدة يومية الا سنة 1962 فكانت جريدتي الاولى في الخليج تطبع يوميا باللغة الانكليزية .
لكن ماذا عملت قبل اصدار جريدتك، ما اعرفه انك كنت مترجما للملك سعود؟
الحكاية أن جدي لأبي من 'نجد' في السعودية، وكان لدي فكرة عن بلد جدي، ولم أكن أعرفها قبل فقررت زيارة السعودية وسافرت على متن الطائرة الوحيدة التي كانت موجودة آنذاك TWA من لندن الى السعودية وكانت تنزل في 'خبر'، وصادفت على متنها رجلا يجلس بقربي اسمه عبدالعزيز الشبيلي سعودي معروف. وحدث بيننا دردشة فقال لي انت من جماعتنا وعندما نزلنا من الطائرة وجدت سيارة تقف عند مدرج الطائرة بانتظار الشبيلي فدعاني للذهاب معه فذهبت برفقته من الرياض الى جدة وكنت حاجزا لي غرفة في اوتيل لكنه لم يقبل وقال انت ضيفنا فذهبت معه وثاني يوم في الصباح اصطحبني الى الامير سلمان وقال له هذا ولدنا تخرج في بريطانيا في السياسة والاقتصاد، وكان الوقت صيفا وعادة يصيف الملك والامراء في جدة لانها ابرد من الرياض فقال لي الامير سلمان انني سأذهب ثاني يوم الى الملك لاسلم عليه وذهبت الى جدة، وإذ يستقبلني في المطار رجل بعمر الستين فرحب بي واخذني الى 'كندرة بالاس' وقال انه سيأتيني عصرا لنذهب الى جلالة الملك، فاستقبلني الملك وهذا الكلام سنة 1954 وبوجود الامير محمد ابن عم الملك وصديقه عبدالله السعدون وهذان الاثنان صديقان مقربان من جلالته، صلينا مع جلالته واخذني صالح سلام رئيس التشريفات، وقال للملك هذا ولدكم الى آخره.. وتعشينا مع جلالته وبعدها رجعت للاوتيل، وفي الصباح جاء صالح سلام وأخذني للقصر وكان هناك مترجم سوداني وطلب مني ان اترجم ما يقوله مدير شركة 'ارامكو' وترجمت، وعندما خرجنا قال الاميركي ان هذا الشاب ذكي والمقصود بالكلام انا، وجاءني عصرا صالح سلام قائلا لقد وظفناك مترجما لجلالة الملك وفوجئت بذلك فكان اول عمل لي مترجما خاصا لجلالة الملك سعود، رحمه الله، وذهبت مع جلالته الى مصر عند عبدالناصر ومن ثم للهند وعدة اماكن في العالم، والذي انتابني هو الشعور بأنني الملك ونسيت اهلي ولقد رأيت من جلالته ما ادهشني واعجبني فكان هناك مدرسة لتعليم اولاد الامراء وكان يقول لمدرسهم بأن 'اللحم لك والعظم لنا'، لقد تعلمت الكثير منه فكان رجلا عصاميا متواضعا، اذكر بعد صلاة العصر كنا نذهب الى جبل يسمى 'بومخروق' ونجلس مع الملك وأصحابه فهناك من يقول الشعر وهناك من يقول النكتة وينتابني شعور بأنني واحد منهم، وبعد صلاة المغرب كل واحد يذهب الى بيته، ولقد عملت مترجما لجلالته لمدة أربع سنوات.

في رأيك لماذا وقع الاختيار عليك للعمل مترجما خاصا للملك؟
- لم يسألوني في الأساس بل وفقا لقول عبدالعزيز الشبيلي انني ولدهم ومن جماعتهم أي منهم وفيهم لذلك رشحت لهذا العمل.
نعلم بأنك تتحدث بست لغات الفرنسية، الألمانية، الهندية الانكليزية ، العربية، الفارسية، كيف استطعت اتقانها، وهل هي هواية؟
- تستغربين أنني حاولت تعليم أولادي اللغة اليابانية فلم يحبوااللغة لتعقيدها، وعندي بيت في اسبانيا فحاولت تعليمهم اللغة الاسبانية لكنهم فشلوا، ومنذ صغري كنت أهوى تعلم اللغات وعملت بقول حسان بن ثابت:
تعلم فليس المرء يولد عالما
وكل لسان في الحقيقة إنسان
وهذا البيت لا يمكنني نسيانه وهو ما دفعني لتعلم عدة لغات واتقانها قراءة وكتابة.
كنت أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية الصحافيين الكويتيين، ماذا قدمت لهذه الجمعية؟
- عندما بدأت العمل الصحفي شعرت بلذة هذا العمل وحصل اللقاء مع بعض الزملاء فقلت في نفسي يجب ان يكون هناك ما يربطنا كصحافيين بعضنا مع بعض وفعلا قررنا عمل هذه الجمعية سنة 1964 وكان رئيسها عبدالعزيز المساعيد ثم أصبحت رئيسا لها لمدة أربع دورات، وبعد ذلك جاء أحمد بهبهاني وكان أداء الجمعية جيدا، ولكني لا أرى عددا كبيرا للصحافيين الكويتيين وحتى الأجانب في الكويت وأحمد بهبهاني هو رجل ممتاز وكريم الى أبعد الحدود مسكها لثلاث دورات ويعمل فيها اثنان فيصل القناعي وعدنان الراشد، وأصبحت اليوم رئيسا فخريا للجمعية وأحمد بهبهاني هو الرئيس الحالي ويعمل بجهد وبكل قواه لمصلحة الجمعية على الرغم من العدد القليل للصحافيين.

فزع نفسي
ماذا عن حادثة فرنسا، ودهس الأتوبيس لك، ورفع دعوى ضدك من المرأة الفرنسية كطلب تعويض عن 'الفزع النفسي' الذي سببته لها؟
- حصل لي الحادث سنة 1980، كنت ذاهبا الى تونس ولدي صديق يعمل في الجمعية وطلب مني مرافقته الى باريس فأقمت في فندق هناك وعندما كنت خارجا من الفندق لأقطع الشارع لا أدري ماذا حصل بعدها، وجدت نفسي لثلاثة أشهر راقدا في المستشفى احد عشر يوما في غيبوبة ولقد قال الأطباء انه لا أمل في شفائي فكل شيء في جسدي مكسر ولم يصدق احد انني سأعيش ولكن شعرت بالرغبة في البقاء عندما سمحوا لي بمغادرة المستشفى تمنيت ذلك بشدة لان العلاج الذي تلقيته هناك لا يمكن وصفه فكان لدي كل ثماني ساعات ممرضة تغسلني من رأسي الى رجلي 'كما خلقتني يا ربي' فكانت العناية غير شكل، لقد كنت في الجنة، وعند رجوعي للكويت واذ بي أفاجأ بمحام يرسل لي كتابا عبر السفارة الكويتية في فرنسا، حيث امرأة تشتكي علي وتقول انني اصبتها بالجنون اثناء دهس الاتوبيس لي وطالبت بالتعويض المالي مني، ولكن لم يطلع لها اي حق بالتعويض، فانا مكسر وهي تريد تعويضا.
بنود.. مستحيلة
سنة 1995 اجتمعتم كرؤساء تحرير للمطالبة بقانون المطبوعات، ولقد طالبت بوجوب صدور صحف جديدة، ماذا اضافت اليوم الصحف التي صدرت على الصحف الموجودة؟
اتمنى للكل التوفيق، ولقد طالبت في البداية بالحصول على ترخيص وجاءتني الموافقة الشفوية، ولكن عندما رأيت العدد الكبير للتراخيص فتوقفت وانسحبت من دون الكتابة لوزارة الاعلام، وعندما فكرت بان الصحيفة باللغة العربية تكلف اكثر من الصحيفة باللغة الانكليزية ، وتكلفة صحيفتي اصلا كبيرة حيث تكلفني رواتب الموظفين (55 الف دينار) شهريا، وهذا عدا المصاريف الاخرى، وبصراحة انا لا املك رأسمال لاصدار صحيفة جديدة، واشك في نجاح كل هذه الصحف التي ستتعدى العشرين صحيفة يوميا، وأين الاعلانات؟ فلا يمكن ان تعيش الصيحفة من دون الاعلانات، فجريدتي تكلفني (376) فلسا وابيعها ب(150) فلسا فكيف تغطى من دون الاعلانات؟ فهذا صعب ومما لا شك فيه ان الصحيفة تعطى القوة ولكن مهما كان صاحب الجريدة غنيا فكم من الوقت سيستمر في الانفاق على جريدته حتى لا تتوقف فلا توجد اعلانات تغطي كل هذه الصحف.
كتجربة شخصية لك كم كان صعبا عليك اصدار جريدة 'كويت تايمز'؟
- من خبرتي اقول لك مدى الصعوبة ولا تنسى بأن جريدتي كانت الاولى في الخليج.
الم يأتك دعم مادي من الخارج؟
- ابدا، لم اتلق ولم افكر في البحث عن دعم مادي واضيف لك ان جرائد (القبس، الوطن، الانباء، الرأي العام) ليست بحاجة الى دعم مادي وبحياتي لم اخذ من اي احد فلسا واحدا، اخذ من الدولة 24 الف دينار سنويا، وغيري من الصحف اليومية يأخذ الضعف، فالدولة مثلا اعطت 'السياسة' ضعف الصحف الانكليزية ، وبحياتي لم اذهب يمينا او يسارا لاتوقع من هذا الشيخ او هذا الامير الدعم المادي.
هل اذا لجأت الصحف الجديدة الى دعم مادي خارجي سيتأثر الامن الوطني الكويتي؟
- لا اسمح لنفسي بالتحدث بهذا الموضوع، لان فيه شيئا من الخطورة، فالتكلم عن فلان يأخذ وفلان حصل على.. لا اعتقد بذلك، فإذا كانت هناك عشرين جريدة فكيف ستستمر؟! وايضا من الذي له مصالح في الكويت؟ انا اقول الحقيقة لو ما عجبت الآخرين.
طالبتم بقانون للمطبوعات، وتقول ان الكادر الصحفي قليل فكيف ستصدر صحفا متميزة بأفكار جديدة واعمال تحتاج لعدد هائل من الصحافيين المحليين والمراسلين ؟
- انا مؤمن بوجوب المطالبة بالحقوق والحرية، تعتز بحريتها الصحفية وباعتقادي عند مقارنة الكويت بدول الخليج فهي الاولى ديموقراطيا ، وبالطبع تأمين عدد كبير من الصحافيين والمراسلين لكل جريدة ستصدر ويكونون ذوي خبرة لكني اجد قانون المطبوعات هذا سيرجعنا للوراء، ولقد عملنا ندوة على هذا القانون، وطالبنا بأن تنظر الدولة فيه وكنا نعتز بهذه الحرية الموجودة في الصحافة الكويتية، ولكن لماذا نحن نعارض حول بنود هذا القانون؟ فمن غير المعقول اذا اخطأت الجريدة ان يتم ايقافها ستة اشهر، فهذه مأساة، وليس هناك احد معصوم من الخطأ، فشروط هذا القانون مستحيلة، والشروط الاساسية التي اتفقنا عليها هي عدم التحدث عن الدين والذات الاميرية، ولكن اذا حدث اي خطأ فيجب عدم اتخاذ اجراءات تعسفية بحقنا كصحافة حرة.
لكن قد يتخذ البعض بدون وجود رادع السب والتشهير بالآخرين؟
- لا استطيع قول شيء عن فلان من دون دليل، وايضا عند الكتابة تؤخذ بعين الاعتبار مصلحة البلد، لا المصلحة الشخصية، ولقد قمنا بعدة اجراءات، فلقد احضرنا محامية اميركية وناقشنا معها الموضوع لمدة ثلاثة ايام واتصلنا بوزير الاعلام وطالبنا بلقائه ومناقشة الموضوع.
هل انت متفائل بالتجاوب معكم فيما تطالبون به؟
- اكيد فأنا متفائل بوجود صيغة جديدة والا سيحل الضرر بصحافتنا الكويتية.
البعض يجد صحف الكويت صحف رأي وليست صحف خبر، ما رأيك؟
- لا، انا ضدك، فكل جريدة لها استراتيجيت ها وخطتها.
لكن ما ينشر في الصحف من تصريحات للنواب والوزراء وآراء ومقالات وجزء صغير يغطي اخبار الشرق الاوسط والعالم ولا يوجد مراسلون كويتيون في البلاد المختلفة لتغطية ما نريد معرفته فنلجأ للجرائد الاخرى لقراءة الاحداث، فكيف تفسر ذلك؟
- الذي يحصل وللأسف ان الدول العربية قلوبها مشتتة ولا يوجد التزام بعروبتها، وانظري الى ما يحدث في الاراضي العربية، فأين العرب؟ اليوم الدين والطائفية تفتت العرب، والمأساة ان الدول الكبرى تحاول السيطرة على الدول الضعيفة بوحدتها.
لم تجبني عن سؤالي؟
- في الحقيقة لدينا كتاب على مستوى ممتاز كالدكتور الربعي ومساعد الصالح وآخرين والخبرة في الصحافة تحتاج إلى وقت كبير وعمل مستمر، وصحيح ان صحفنا فيها آراء وتصريحات لكنها تحوي ايضا اخبارا.
صحف الدول والاحزاب هل تعتبر من الصحف الناجحة؟
- لا، فصحيفة الحزب هي للحزب ولكن تكون امكاناتها المادية اكبر والفارق اذا اراد شخص ما عمل صحيفة فيحتاج الى رأسمال كبير حتى لو حصل على مساعدات واليوم البعض يظن بأنني مليونير ولكن الحقيقة انني مديونير وجريدتي تكلفني كثيرا.
ذكرى مريرة
البعض قال إنك تملك حاسة سادسة ولقد توقعت غزو العراق للكويت مسبقا؟
- لا اذكر، ربما توقعت من الاحداث التي جرت فقبل الغزو كنت مع زملائي عند صدام حسين ولقد اهدى الامير وبعد الاهداء قال له سمو الامير - رحمه الله - ارجوك ان تزورنا، فرد صدام: انا ما احتاج لدعوة فهذا بلدي وبعدها بأسبوع حدث الغزو، طبعا الكلمة شككتنا في نوايا صدام.
ماذا فعلت عند الغزو؟
- لم اغادر ابدا ارض بلدي وقلت الذي يريده الله سيحدث وسأقص عليك ما حدث، اولادي كانوا مع والدتهم في بريطانيا وانا قررت البقاء وكان جاري عبدالعزيز جعفر وكيل وزارة الاعلام سابقا، فكنا نجلس على الرصيف ونشرب الشاي وفي يوم من الايام كنت قادما من الفروانية بسيارتي فأوقفني شرطي عراقي قال افتح الصندوق، ففتحت الصندوق اتوماتيكيا وانا جالس على مقعدي، فقال لي: انزل يا حمار، فنزلت ومسح الارض بي بالكلام البذيء، والمشين بالطريق عند شارع المطار، واذ بباص كبير فأنزلوني من السيارة وقالوا لي اركب الباص ومن حسن حظي صعدت فلم يكن اي مجال لركوب الباص فانزلوني وقعدت ساعة ولم يأت باص ثان والباص الاول اخذ الكويتيين اسرى للعراق، اما انا فرجعت واخبرت عبدالعزيز جعفر بالسالفة فلم يصدق، وما زلت اذكر عند خروجي من بيتي ورؤيتي لثلاث جثث ملقاة على الارض قتلا بالرصاص والفأس، وهذه المأساة لم تمح من ذاكرتي، ابدا لمرارتها.
تهمة أميركية
اجتمعتم في واشنطن خلال حلقة نظمها مكتبكم الاعلامي هناك وكانت الحلقة عن 'الارهاب' وقلت إن العرب يعتقدون أن اميركا تتخذ موقفا غير منصف عندما يتعلق الامر بالصراع العربي - الاسرائيلي فنشاهد الفلسطينيي ن يمسكون بالحجارة فيما يقتل الاسرائيلي بالدبابات، والطائرات، ومع ذلك كل الترحيب تلقاه اميركا عندكم!
- بالتأكيد أميركا منحازة للإسرائيلي ين، ومع الاسف كل الاميركيين يعتقدون ان العرب هم همج، واي حادثة تحصل في اميركا اصبع الاتهام يشير الى العرب وهذا غير منصف، اما انت بسؤالك فانك تدخليني بالعمق ولكن وجهة نظري ان اميركا تحتاج الى دول الخليج وثرواتها النفطية، واميركا اخرجتنا من ازمة الغزو، وايضا هي لم تفعله حبا فينا ولكن حبا في ثروات البلد ومصالحها.
الشرق الاوسط الكبير ما زال حلما لاميركا هل ستحققه؟
- من المستحيل تحقيقه.
الارهاب الذي لصق بنا كعرب ومسلمين كيف زرع عندنا وكيف نكافحه؟
- لدي وجهة نظر في كل ما يقال عن الارهاب، هناك من يستفيد من وجود الارهاب، ولكن اذا نظرنا الى ناس الكويت فلا اظن ان هناك كويتيا واحدا يعمل لمصلحة الارهاب او اصبح ارهابيا، واذا تكلمنا عن ابن لادن فالاميركيو ن زرعوه وهو معروف بثرائه ثم استخدموه ثم انقبلوا عليه، وهو ايضا انقلب ضدهم، وللاسف يعتقد الاميركيون باننا ارهابيون.
تم تكريمك من قبل السفير الفنزويلي بوسام برتبة ضابط.. هذه العلاقة بين الصحافي والملوك والامراء والرؤساء هل تضيف لشخصية وسلوك الصحافي؟
- العلاقة الانسانية مع البشر مهمة جدا وتعطي فكرة جيدة عن بلدك، ولا توجد اي صعوبة في الوصول الى هؤلاء الناس من خلال السلوك والعمل المتقن والسيرة الحسنة، احدى هذه العلاقات تدفع بالصحافي للابداع والتقدم لا للغرور.
عمل المرأة في الصحافة اسهل او اصعب من الرجل؟
- بالطبع اسهل، فتناضل المرأة لتثبت قدرتها في العمل الصحافي من خلال جرأتها وادبها وثقتها بنفسها وانفتاحها وتفتح الابواب لها لكن الرجل قد لا يلاقي السهولة التي تلاقيها المرأة.
الم تعرض عليك اي حقيبة وزارية؟
- لقد لمحوا لي تلميح، وانا لا اريد هذا المنصب فانا انسان متواضع جدا ليس لدي طموحات وزارية بل طموح بعملي الصحافي، وفي احدى المرات كنت مع المغفور له الشيخ عبدالله السالم امير الكويت الاسبق وكنا في القاهرة، فقال لي محمد العرابي -رحمه الله- الذي كان رئيسا للديوان ان الشيخ عبدالله يريدك في قصر السيف، فذهبت فقال لي: ما رأيك بان تشتغل معي فقلت له بانني لا انوي ان اتوظف، فقال لي سأجعل الحكومة تشتري منك الجريدة، وانت تعمل فيها، فقلت له طال عمرك انا والجريدة في خدمتك، لكنني رفضت هذا العرض من سموه رحمه الله وتعلمت منه اشياء كثيرة وقلت لك هذه القصة الطويلة لاوضح وجهة نظري في عدم رغبتي بأي حقيبة وزارية.
مغامرات وزوجات
بالانتقال الى الجانب الاسري.. صف لنا طفولتك؟
- كانت من اجمل ما يمكن وكنا اسعد عائلة، ولقد حزنت كثيرا لوفاة اخي الوحيد، وامي وابي كانا مثالا للتفاهم والحب، اما عندما سافرت في بداية شبابي كنت مغامرا - ضحك كثيرا وقال- من كان منكم بلا خطيئة فاليرمني بحجر، لقد كانت علاقتي مع ابي مميزة وكان لدينا ديوان يفتح مرتين مرة بعد صلاة الفجر ومرة بعد صلاة المغرب وكان الصغير يجلس عند الأحذية، وهذا ما كنت أفعله وانتظر من يناديني من الكبار، فخادم القوم أكرمهم، وواجبي خدمة ضيوفنا.
هل أنت مع تعدد الزوجات؟
لا.
كيف وأنت تزوجت باثنتين؟
صحيح تزوجت باثنتين، ولكن ليس في الوقت نفسه، فالزوجة الأولى فرنسية ولقد أحببتها مذ رأيتها وأنجبت لي ثلاثة أولاد، ولكن عندما مرضت انفصلنا وتزوجت بأخرى فلسطينية أنجبت لي ثلاثة أولاد أيضا، توفي ابني طارق رحمه الله، وبقي لدي خمسة أولاد كلهم خريجو بريطانيا أحدهم طبيب متخصص بالطوارئ عمل أربع سنوات في بريطانيا وعاد ليعمل في الكويت، وعلى الرغم من انه عاش سبع عشرة سنة في بريطاينا لكنه عاد ليتزوج ابنة بلده، واليوم أنا عازب من دون زوجة.
وأنت لماذا لم تتزوج كويتية؟
لا تعليق
من الأقرب إلى شخصيتك من أولادك؟
كلهم، لقد علمتهم كل مبادئي ولقد أكملوا تعليمهم المتوسط والثانوي والجامعي في بريطانيا وسلوكهم مستقيم، فأصغر واحد فيهم عمره 18 سنة يصوم كل اثنين وخميس، فعلى الرغم من عيشهم في بريطانيا، لكنهم تمسكوا بمبادئ دينهم، وفي احدى المرات جاءني ابني الصغير وكان صائما فقلت له هل صليت؟ فرد أنا صايم، فكيف لا أصلي؟! بعدها لم اسأله عن أي شيء اطلاقا.
ماذا يعني لك الحب؟
الحياة.
الأولاد؟
الحياة أيضا.
ماذا تسمع من أغان؟
لا شيء ولا أهوى الفيديو كليب.
ماذا عن هيفاء وهبي ونانسي عجرم وإليسا؟
أسمع عنهن، لكن لم أرهن.
أين تمضي إجازتك الصيفية؟
عادة في كاليفورنيا ، ولدي مكان مخصص في سان دييغو أتمشى هناك في الجبال وأسبح.
هل تفكر في الزواج؟
إذا هجم النصيب فلم لا!
ماذا تقول ليوسف العليان؟
كن مستقيما وأحب أولادك وارشدهم للطريق الصحيح، ولا مستحيل مع الحياة.